حوار البراءة

على الرغم من أن حوار البراءة من أصعب الحوارات،إلا إن ذلك يعني الكثير، فالحوار مع الكبار عادياُ،ومثل هذه الحوارات تجري في كل الأوقات، لكن الحوار مع الأطفال شيء مختلف ويحتاج إلى الكثير من المزايا التي يجب أن يتحلى بها محاورهم.

وما يعطي الحوار مع أطفال من أبناء الشهداء ومن المتفوقين، قيمة مضافة،إن المحاور كان رئيس البلاد وعقليته،أي حوار على أعلى مستوى،حوار من القلب للقلب،سمته العفوية والشفافية،وعندما تحاور الأطفال،أنت في مواجهة خامات نظيفة ، أحلامهم واسعة لكنها بريئة،في مخيلاتهم تدور أفكار وأسئلة لا يستطيع المحاور تخمينها،ويكتشف أنه أمام تحد لا يقل عما تواجهه عندما تلتقي الكبار وذوي الخبرة والمراس،ويجب أن يكون لكل سؤال جواب يشعر من خلاله الأطفال بالراحة والأمان والتفاؤل بالمستقبل الذي هم رجاله.

السيد الرئيس أحمد الشرع استمع لكل كلمة قالتها طفولة سوريا المستقبل،تقبل كل شيء بصدر رحب وأعطى من خلاله للأطفال كامل الراحة للتعمق في الأسئلة ،وأن يطلقوا العنان لكل تخيلاتهم ورؤاهم للمستقبل،ماذا تتمنى أن تصبح في المستقبل،وزيراً،فليكن ذلك, جلس التلاميذ على مقاعد الوزراء،وعقدوا جلسة للحكومة برئاسة رئيس الجمهورية،أي على أعلى المستويات.

الرئيس لم يستغرب ولم يفاجأ،هو يعلم أن أطفال سوريا وفي أية مرحلة من مراحل أعمارهم على اطلاع ودراية وفهم للواقع،هم الصورة الحقيقية للمجتمع السوري الواسع،يحملون آماله وآلامه،يعبرون بصدق عما يجول في زوايا المجتمع من تطلعات وآمال في سوريا المستقبل الذي ينشده الجميع.

لفتة كريمة من أعلى سلطة في البلاد، تعني الكثير وتحمل رسائل أمان واطمئنان ،أن سوريا الجديدة ماضية بخطى ثابتة وراسخة نحو المستقبل،سمتها الصراحة والوضوح والشفافية،وتضع نصب أعينها المجتمع الذي تعمل فيه،تستمع وتصغي وتستنبض من الحوارات برامج عمل متكاملة لبناء سوريا الحديثة.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار