شارع العشاق بين الماضي والحاضر … مكانة خاصة في قلوب المحبين و ذكريات لا تنسى ..
يعتبر شارع العشاق ( أبو جعفر الطوسي ) من الشوارع الحيوية الهامة في مدينة حمص إذ كان هذا الشارع موجودا ومؤهلاً منذ بداية السبعينات عندما كانت أغلب الشوارع ترابية و غير مأهولة و هو أقدم من شارع الحضارة المجاور له .
أما اسم الشارع أبو جعفر الطوسي فهو نسبة إلى الفقيه و العالم أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الذي عاش في العراق في القرن الخامس.
يقع شارع العشاق في وسط حي عكرمة الجديدة و يمتد من شارع الحضارة شمالا و حتى صائب العظم جنوبا و قد عرف باسم شارع العشاق منذ زمن طويل و تعود هذه التسمية حسب ما ذكره عدد من كبار السن في الشارع إلى أن الشارع كان مكانا للقاءات الشبان و الشابات و (التمشاية) المسائية لأغلب شباب المدينة.
ويصنف الشارع من شوارع الدرجة الثانية تجاريا على الرغم من أنه في السابق كان يضاهي الشوارع الرئيسية من حيث النشاط التجاري ,و يمتلك خصوصية لدى سكان الحي فهو نقطة علام رئيسية و يستدل على أغلب الأماكن من خلال موقعها بالنسبة للشارع .
ومع مرور السنين ازداد النشاط التجاري و السياحي في الشارع إذ تنتشر فيه المحال التجارية المتنوعة و لاسيما محلات الألبسة (البالة) و الكافيهات و مطاعم الوجبات السريعة التي تبدأ من مدخل الشارع الشمالي وحتى نهايته جنوبا ,إضافة إلى السوبر ماركت و البقاليات و المكتبات وكافة مستلزمات المعيشة فغدا أشبه بسوق مصغر.
ويشهد الشارع في الوقت الحالي كغيره من الأسواق ركودا اقتصاديا وشبه انعدام للحركة الشرائية نتيجة الارتفاع غير المسبوق للأسعار والذي أثر سلبا على الحركة الاقتصادية في المدينة بشكل عام باستثناء المواد الغذائية و المطاعم التي ما زالت تشهد ازدحاما في بعض الأحيان .
وخلال سنوات الحرب الكونية تعرض الشارع للعديد من التفجيرات الإرهابية و القذائف التي دمرت العديد من الأبنية و المحال التجارية لكن الحياة عادت إليه من جديد بفضل صمود أهله , و ها هو الآن ينبض بالحياة و المحبة و يعيش بهدوء و طمأنينة بعد سنوات قاسية من الحرب
ويبقى لشارع العشاق مكانة خاصة في قلوب المحبين و ذكريات لا تنسى ..
العروبة – لانا قاسم
