أقساطها أكبر من أن يتحملها ذوو الدخل المحدود… أسعار الرياض الخاصة و أجور النقل تتجاوز الـ 4 ملايين ليرة .. ساعات الدوام الفعلية قصيرة و لا تناسب الأم العاملة.. جودا : 22,850 مليون ليرة قيمة مخالفات الرياض الخاصة المرخصة
تفاوت الأسعار بين رياض الأطفال الخاصة أصبحت من أكثر الأمور التي تؤرق الأهالي و تقيّم حسب الخدمات المقدمة في كل روضة من حيث الترفيه والنشاط دون مراعاة الواقع الاقتصادي و المعيشي الصعب الذي خلفته سنوات الحرب الطويلة.
و على ضوء ذلك كان لابد أن نستطلع آراء الأهالي ليحدثونا عن مدى معاناتهم على أرض الواقع…
تحتاج قرضاً
إحدى الأمهات و هي أم لطفلين تقول :وصلت قيمة قسط الروضة هذه السنة لطفلي إلى الـ 3 ملايين ليرة متضمناً ( اللباس – التدفئة – الكتب ) ما عدا الأنشطة المتضمنة الحفلات التي تقيمها الروضة .. وبالتالي أصبح الوضع يحتاج للاستعانة بقرض من المصرف ..
أم أخرى قالت : أصبحت الروضة عبئاً بدلاً من أن تكون حلاً و خاصة للأمهات العاملات ،فغالبية رياض الأطفال الخاصة ينتهي دوامها عند الساعة الواحدة والنصف ،و الدوام الرسمي في المؤسسات ينتهي في الثانية والنصف أو الثالثة وتعاطفاً معنا فالروضة قد تبقي الطفل كحد أقصى (نصف ساعة فقط )لأن الرياض الحكومية دوامها ينتهي مع دوام المدارس العامة عند الثانية عشرة ظهراً ،الأمر الذي يدفع أكثر الأمهات للجوء للرياض الخاصة ومع ذلك دون نفع أو جدوى.
مشكلة النقل
إحدى الأمهات قالت : هناك مشكلة أخرى نعاني منها وهي وسيلة النقل فبعض الرياض لا تملك وسيلة نقل وعلينا تأمينها .. وهنا ندخل بمشكلة ثانية وهي الأجور المرتفعة التي قد تكلفنا نصف المبلغ الذي نضعه أقساطا للروضة منوهة إلى المزاجية في التعامل مع الأطفال في بعض الرياض مما ينعكس سلباً على نفسيتهم
أسعار باهظة
مدير إحدى الرياض الخاصة أشار إلى معاناتهم من ارتفاع إيجار البناء (مقر الروضة )والذي يختلف حسب المنطقة والحي الذي يقع فيه ..
و أضاف : هذا الأمر مرهق كثيراً لأننا مطالبون بدفع إيجار شهري أو سنوي إضافة إلى تأمين اللباس للأطفال و التدفئة و مستلزمات العملية التعليمية و هذا كله من الأقساط التي يدفعها الأهالي أما فيما يتعلق بالنشاطات و الفعاليات التي نقوم بها على مدار السنة لا نأخذ بدلاً مادياً عنها من الطفل لأنه مسبقاً دفع ثمن تلك الخدمات من خلال الأقساط .. منوها أنه يتم تحديد نشرة أسعار الرياض عن طريق وزارة التربية حيث تم وضع تصنيفات لها و للمدارس الخاصة , و بموجب التصنيف تم رفع القسط التربوي من 75 ألف ليرة حتى 700 ألف ليرة للدرجة الثالثة و بعد التصنيف تم إعطاء نقاط لكل روضة حسب الخدمات المقدمة و كل نقطة تسعر بـ 45 ألف ليرة.
و يتابع :إن سبب ارتفاع أجور الرياض يعود لعدة أسباب منها الإيجارات المرتفعة بالإضافة إلى أجور الكادر التدريسي حسب قانون العاملين في الشركات الخاصة و غلاء أسعار مازوت التدفئة و الرسوم و الضرائب و يجب أن نضع بالاعتبار أن الروضة الخاصة تعتبر مشروعا تربويا تعليميا ربحيا و ليس مشروعاً خيرياً ..
و أضاف : في ظل تغير الأسعار المستمر يتوجب علينا كقطاع خاص مواكبة تلك الأسعار بما يعود علينا بالفائدة التي نطمح إلى تحقيقها من تلك المشاريع مع مراعاة الواقع المعيشي الصعب الذي خلفته سنوات الحرب الطويلة مشيرا إلى بعض الأمور التي تؤثر على عملهم و تسبب بعض الخسارات مثل تقسيط الرسوم لمدة 7 شهور مما يسبب عبئا كبيراً إضافة التي قيام بعض الأهالي بسحب أطفالهم من الروضة دون استكمال الأقساط وفيما يخص الأمهات الموظفات قال : لا نستطيع تمديد الوقت أكثر من الساعة (30ر1)لأن الطفل يكون قد استنفذ جميع طاقاته الذهنية والبدنية وكذلك الأمر بالنسبة للمربيات
رفع المخالفات
رئيس دائرة التعليم الخاص بمديرية التربية حسان جودا يقول: فيما يتعلق بأقساط رياض الأطفال الخاصة للعام الدراسي (2024-2025)تم التقيد بالبلاغ الوزاري رقم 12-543-4-5 (تاريخ 18-3-2024 المتضمن تحديد الأقساط السنوية للرياض وذلك حسب درجة التصنيف لها فالدرجة الأولى (1225000)ليرة , والدرجة الثانية (875000)ليرة ،الدرجة الثالثة (700000)ليرة ،أما الرابعة (525000)ليرة .وطبعاً عدد نقاط التصنيف مضروب بـ(45000)ل.س
وأضاف :تم تكليف مدراء مندوبين ومشرفين وموجهين تربويين مهمتهم الإشراف على الرياض الخاصة وضبط المخالفات ليصار بعدها لفرض غرامة مالية (تعويض مقابل ضرر )وفي حال تكرار المخالفة ،يتم إلغاء الترخيص الممنوح للروضة … وتمت مخالفة عدد من الرياض الخاصة المرخصة لدى مديرية التربية بمبلغ قدره /22850000/ليرة ،أما الرياض الخاصة غير المرخصة فرضت عقوبة التعويض مقابل ضرر بمبلغ /000ر000ر10/ليرة
مشروع استعدوا للمدرسة
رئيس دائرة التعليم الأساسي معتز عز الدين قال :تم إطلاق مشروع استعدوا للالتحاق بالمدارس بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونسكو بهدف تخفيف الأعباء المادية عن الأهالي..
وأضاف :المشروع خاص بافتتاح شعب في مدارس الحلقة الأولى والتي تتماشى مع سياسة مجانية التعليم ،وفي هذا العام حصلنا على موافقة بافتتاح شعب جديدة في (22)مدرسة (ريفاً ومدينة ) علما أن فكرة هذا المشروع ليست جديدة بل موجودة منذ التسعينات في بعض المدارس (مدارس الحلقة الأولى )وهي مرحلة أساسية من مراحل التعليم الهدف منها غرس القيم المجتمعية وتنمية روح التعاون والاعتماد على الذات عند الطفل .
ختاماً
نستطيع القول بعدما سمعنا آراء الأهالي وهمومهم .. على الجهات المعنية إيجاد حلول مناسبة فيما يخص الأسعار .. وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها فمن غير المنطقي والعادل أن يكون طفل واحد عبئاً كبيراً وهماً على الأهل .. يبدأ من مرحلة رياض الأطفال ..وانتهاء بالثانوية العامة ..
رهف قمشري