سعرها يعادل راتب موظف… أسعار المدافئ في أسواق حمص تسجل أرقاما جنونية هذا العام… اليوسف : التسعير يتم بناء على بيان التكلفة المقدم من المنتج.. ارتفاع أسعار المواد الداخلة بالتصنيع انعكس على المستهلك “الحلقة الأضعف”
ارتفاع مضاعف يطرأ على أسعار المدافئ هذا العام مقارنة بالعام الماضي، هذا ما تبين لنا خلال جولة لـ”العروبة” على أسواق ومحال بيع المدافئ مع بداية فصل الشتاء..
الكثير من المواطنين الذين التقيناهم أشاروا أن أصحاب محال بيع المدافئ بدؤوا بعرض ما لديهم من أنواع مدافئ منذ أكثر من (١٥) يوما بأسعار جنونية رغم أنها من العام الماضي فالغالبية العظمى من الأسر أحجمت عن شراء مدفأة لغلاء سعرها بشكل يفوق قدرتهم الشرائية..
أحد المواطنين أشار أن سعر المدفأة الصغيرة 335 ألف ليرة بعد أن كانت لا تتجاوز 100 ألف ليرة، متسائلاً عن سبب رفع السعر رغم أنها ليست صناعة هذا العام.. فهل زادت التكاليف على التاجر وهي في مستودعه..!!
وأضاف آخر : تتراوح أسعار المدافئ ذات الجودة “المتوسطة” مابين 500-700 ألف ليرة، والغريب أن الحال وصل بشريحة واسعة من المواطنين إلى عدم قدرتهم على شراء مدفأة “منخفضة الجودة” والتي تبدأ أسعارها من 350 ألف وتصل إلى 500 ألف ليرة.
إحدى السيدات قالت : وصل سعر مدفأة ذات ماركة معروفة قياس متوسط لأكثر من 1،5 مليون ليرة، وسعر المدفأة الكبيرة من نفس الماركة مابين 3- 5 ملايين ليرة حسب “الحجم والمواصفات”.. وتابعت :حتى أسعار مدافئ الحطب لم تسلم من الارتفاع الجنوني هذا العام فأقل سعر لمدفأة حطب ذات جودة عادية 250 ألف ليرة .. ويصل سعر البعض منها إلى مليون ليرة وتختلف أسعارها إن كانت مع (فرن أو بدونه) وبحسب المواصفات والحجم أيضا.. منوهة أن أغلب المواطنين اتجه إلى تركيبها رغم غلاء سعر طن الحطب ووصوله لأكثر من مليوني ليرة.. لكنهم يشترون الحطب بالكيلو وبالتالي يستطيعون التحكم بالنفقات إلى حد ما..
وأوضحت أن أسعار مدافئ الكهرباء قريبة جدا من أسعار مدافئ الحطب ولكن القلة القليلة من المواطنين يفكرون بشرائها لعدم توفر الكهرباء شتاء..
وتساءل أحد المواطنين: لماذا لا يتم تسعير مدافئ المازوت بشكل رسمي منوها إلى اختلاف تسعيرة المدفأة ذات الشكل و الحجم نفسه من محل لآخر.. فهل من المنطق أن تباع ذات البضاعة بأسعار متفاوتة ؟؟.. أين دور رقابة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ؟؟ مشيرا أن تكلفة مدفأة المازوت العادية مع مستلزماتها من “بواري وأكواع وصينية” تتجاوز المليون ليرة,مما يتطلب من شريحة ذوي الدخل المحدود الحصول على قرض لشراء بعض مستلزمات فصل الشتاء..
وأضاف :وصلت أسعار مدافئ الغاز إلى أرقام فلكية أيضا تبدأ من المليون ليرة لتصل إلى 3 ملايين “وحسب قول صاحب محل لبيع المدافئ” قد تتغير أسعارها عند زيادة الطلب عليها..
غلاء التكاليف
صاحب محل أشار أن مدافئ المازوت هي الأكثر طلبا لقلة الكهرباء والغاز لتشغيل مدافئ الغاز والكهربائية شتاء ..
وعن سبب ارتفاع الأسعار أوضح أنه يعود لازدياد التكاليف وغلاء المواد الداخلة في التصنيع إضافة لارتفاع المواد الموردة من الخارج.. منوها أن ارتفاع الأسعار على المصنع تنعكس على التاجر وصولا إلى المستهلك وهو الحلقة الأضعف دائما..
وبيّن أن سعر المدفأة يبدأ من 350 ألف ليرة حتى 5 ملايين ليرة، حسب الحجم والنوعية، و المدافئ ذات الحجم العادي “الأكثر طلبا ” تباع بسعر يبدأ من 450 ألف ليرة حتى 7 ملايين ليرة حسب الماركة… مشيرا أن “نوعية الصاج والبخ (حراري – عادي) والإكسسوارات التي توضع للمدفأة تلعب دوراً في تحديد سعرها.. وأن أغلب الصاج المستخدم في تصنيع المدافئ ليس محلي الصنع…
التسعير وفق بيان الكلفة
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف قال :يتم تسعير المدافئ التي تنتج في محافظة حمص بناء على بيان التكلفة المقدم من المنتج إلى المديرية حيث يتم تدقيق البيانات وتصديقها وفي حال الشك أو الشكوى يتم سحب عينة سعرية وإحالتها إلى لجنة العينات السعرية المتضمنة ممثلين عن غرفة التجارة وغرفة الصناعة والحرفيين لتتم دراسة بنود التكلفة ومطابقتها مع البيانات المقدمة من المنتجين.
أما المدافئ التي يتم شراؤها من خارج المحافظة يتم تدقيق الفواتير المتداولة بين حلقات الوساطة التجارية وصولا إلى المنتج.
وبلغ عدد الضبوط المنظمة خلال هذا العام ٢٢ ضبطاً بمخالفات متنوعة تتعلق بالفواتير والأسعار ودراسات التكلفة.
منوها أنه يتم حاليا تشديد الرقابة بخصوص المدافئ وتنظيم الضبوط بحق المخالفين مبينا أن هناك ضبوطا يتم المصالحة عليها بغرامات مالية و ضبوطاً تحال إلى القضاء وصولا لإغلاق الفعالية حسب المخالفة أيضا..
بشرى عنقة