في احتفالية أيام الثقافة السورية .. محاضرة في ثقافي حمص بعنوان : “الوطن في الأدب العربي قديمه وحديثه”
احتفاء بأيام الثقافة السورية لعام٢٠٢٤ تحت شعار (الثقافة رسالة حياة) نظم المركز الثقافي في حمص في اليوم الأول محاضرة بعنوان ( الوطن في الأدب العربي قديمه وحديثه) ألقاها الدكتور نزار عبشي في قاعة الدكتور سامي الدروبي..
بداية تحدث المحاضر عن الوطن في العصر الجاهلي منوها أن عدد من الأدباء ينسبون إلى أوطانهم فيقال البغدادي والشامي والحمصي ، مشيرا أن حب الوطن من الإيمان والذي هو في الشعر القديم الحوض، المرعى، الديار، الخيام، وكانوا إذا غزوا أخذوا حفنة من تراب الوطن، ومن الحنين إلى الوطن نشأ شعر الوقوف على الأطلال في الشعر الجاهلي، وأورد المحاضر شواهد شعرية عن كل ذلك. ثم انتقل إلى مفهوم الوطن في العصر الإسلامي فتغيرت طبيعة الحياة الذي جمع شتات القبائل العربية في أمة واحدة فبدأ شعراء الإسلام ومنهم الشاعر حسان بن ثابت شاعر الرسول، وقفوا إلى جانب النبي ضد السفهاء والشعراء منهم، وعندما خرج المسلمون خارج الجزيرة العربية من أجل الفتوحات برز شعر الحنين إلى الوطن، وفي عهد بني أمية استقر العرب وسادت السكينة فاتخذوا موطنا جديدا وتعلقوا به فنظم الشعراء القصائد فيه ومنهم الأخطل الصغير وجميل بثينة والشاعرة ميسون بنت بحتل التي تزوج منها معاوية والتي كانت تفيض بأحاسيس المرأة العربية الأصيلة في الحنين إلى موطنها الأول البادية..
وأضاف :في العصر العباسي جاء مفهوم الوطن من حياة الاستقرار التي ألفها يمثل هذه الصورة ابن الرومي وأبو فراس الحمداني في سجنه يحن إلى الصبا والوطن الذي ابتعد عنه وفي العصر الأندلسي يحن الشاعر سعيد إلى اشبيليا التي هي حمص..
وانتقل العبشي للحديث عن العصر الحديث الذي توضحت فيه معالم الوطن حيث أن الاستعمار زرع التفرقة بين حدود الوطن الواحد الذي اقترن بالأرض والتراب التي توقظ الذكريات عند الشاعر المعاصر وهذا هو خير الدين الزركلي يتجرع مرارة النفي بعد موقعة ميسلون حتى لو كان بين أهله في مصر، وجورج صيدح يحن إلى دمشق, و الشاعر محمد البزم رسم الوطن العربي كله في شعره، و بدوي الجبل يتغزل بالوطن العربي كله وعنوان آخر مهم هو الجلاء وحلم الاستقلال ,وهم متفائلون بأنه مقدمة لتوحيد الأقطار العربية…
الشاعر شفيق جبري يصور عظمة الجلاء والشاعر سليمان العيسى بعد نكسة حزيران، يفضح ممارسات العدو في شعره ,وبعد حرب تشرين غدا مفهوم الوطن أكثر تفاؤلا يمثلها الشاعر خالد محيي الدين البرادعي، أيضا الشاعر محمد عمران خرج من حالة اليأس بعد حرب تشرين، كما تطرق أخيرا إلى الروايات التي جسدت حرب تشرين كفارس زرزور وحنا مينا و فلك حصرية.
وعلى هامش المحاضرة التقينا الدكتور نزار عبشي و تحدث عن محاور المحاضرة قائلا: تحدثت في المحاضرة عن الشعر الذي يجسد الوطن منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا “شعر ورواية”، فالوطن كان حاضرا وباقيا ولن يزول وسيبقى في كل العصور.
عفاف حلاس