الأديب والمترجم “محمد الدنيا” ابن مدينة “حمص” ترجم العديد من المؤلفات من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، و هو متمكن من هاتين اللغتين معاً…
عن بداياته في مجال الترجمة قال : للغة العربية جمالياتها وسحرها ترسخت بداخلي محبتها، منذ المرحلة الابتدائية ومع انتقالي للمرحلة الإعدادية وتلتها الثانوية أخذت قراءة مؤلفات الأدب العربي حيِّزاً واسعاً من اهتماماتي، فقرأت كتبا كثيرة لأدبائها “مصطفى الغلاييني” و”مصطفى لطفي المنفلوطي” “طه حسين” إضافة لشخصيات أخرى منها “عباس محمود العقاد” و”ميخائيل نعيمة” وآخرون، عدا عن مطالعة الروايات العربية والمترجمة من لغات أخرى إضافة لمؤلفات ذات مواضيع فلسفية وسياسية وثقافية متنوعة… وفي فترة دراستي الجامعية اتجهت لدراسة اللغة الفرنسية وآدابها في جامعة “حلب” حيث نلت الشهادة الجامعية عام 1973،لأصبح بعدها مدرسا للغة الفرنسية على مدار أكثر من 30 سنة في محافظتي “حمص” و”الرقة” وأريافهما، إضافة لعملي مدرِّساً في “معهد إعداد المدرسين” و”جامعة البعث” ثم بدأت بالترجمة نظرا لتمكني من اللغة العربية…
وحول سؤاله عن دور الإعلام في تكريسه كمترجم قال: بداياتي كانت مع المقالات العلمية وما يخصُ شؤون الأطفال ونشرت في الصحف والمجلات الدورية المحلية والعربية كجريدة “العروبة” المحلية التي تصدر من مدينة “حمص”، انتقالاً للنشر في صحف “الثورة” و”البعث” و”تشرين” أضف إلى المجلات التي تصدر عن وزارتي “التربية” و”التعليم العالي”، ومنها التابعة لجامعة “دمشق” و ما يتبع لوزارة “الإعلام” وسوى ذلك من المجلات.
و أضاف: لم يكن لديَّ تأثُّر بشخصية معروفة في مجال الترجمة، بل حاولت الاستقلال بعملي وبناء شخصيتي الخاصة من خلال رحلتي الطويلة مع أدب الترجمة وفنونها .
وعن المواضيع التي ترجمها قال: حرصت على اختيار موضوعات تلائم اهتمامات الناس وقضاياهم الحياتية، إلى جانب الموضوعات المتعلقة بتطور العلوم وخصوصاً الإنسانية منها، عدا عن الاهتمام والتركيز على علوم ربما لم يسبقني على ترجمتها من وجهة نظري والتي جعلتني أؤمن بأن أهم واجبات المترجم هما الدقة والأمانة بعمله، واتجاه المؤلِّف الأصلي … هذا الأمر يتطلَّب سعة إطلاعٍ ومعرفةٍ تامة، بالمصطلحات والمفردات العلمية و التقانية التخصصية التي اكتسبتها من خلال جمع المعاجم وقراءتها، وما يصدر من منشورات إلكترونية عن مراكز الأبحاث ودور النشر العالمية».
و صدر لي عن الهيئة العامة السورية للكتاب «حكايات الليل الإغريقي» للمؤلفة اليونانية آنا أنجيلوبولس المتخصصة بالحكايات القديمة وبأدب الأطفال، وترجمته للعربية، ويحتوي مجموعة من أساطير بلاد اليونان القديمة والتي لم تكن حكاية فحسب، بل تناولت مجموعة من المشكلات الإنسانية والقيم الكبرى من الحب والحرية والعدالة والجمال ويؤدي الرمز في هذه القصص دوراً بارزاً في التعبير وهي حكايات تشبه الحكايات السورية والتي يكون الليل سبيلاً لحلها.
وحرصت على ألا أختص في مجال معين من الترجمة لأن المترجم يجب أن يكون واسع الثقافة قادراً على ترجمة كل مادة تقع بين يديه ويجدها مفيدة لمجتمعه ولأسرته…
كما قمت بترجمة الأم والطفل… إمبراطورية البيت الأبيض… الطفل بين الصحة النفسية والإبداع… مرضيات الطفل.. التطور العصبي والذهني عند الطفل… المرأة_الفهد… عالم الطفل الرضيع… ذكاء الطفل الرضيع… الطفل والمدرسة… حكايات وأساطير إغريقية.. وغيرها الكثير.
حوار : عفاف حلاس