تزخرُ مدينة تدمر بالعديد من المعالم الأثريّة، والتاريخيّة التي تعود إلى حِقَب زمنيّة مختلفة، ومن أبرزها قلعة تدمر، أوالمسماة أيضاً قلعة فخر الدين المعني الثاني أو قلعة ابن معن ,الواقعة فوق أكبر وأعلى جبال تدمر,بارتفاع 150م عن سطح الأرض وتطل على مدينة تدمر وواحتها.
طرازها مملوكي, حصنها الأتابكة والزنكيون والأيوبيون عندما حولوا معبد بل في تدمر إلى حصن لمقاومة الصليبيين.
يحيط بها سور له سبعة أبراج وخندق بعرض 12م وعمق 12م أقيم كمانع مائي لمنع المهاجمين من الدخول إليها,وبذلك فقد كانت واسطة الدخول الوحيدة إلى القلعة هي الجسر المتحرك القائم على دعامات، والذي يقع فوق الخندق أمام المدخل الرئيسي المتجه إلى الجنوب الشرقي وعندما كان أعداء تدمر يصلون إلى أسفل القلعة كان جنود الحامية يسحبون هذا الجسر لمنعهم من الصعود إليه، لتصبح القلعة معزولة تماماً عن محيطها بواسطة الخندق الذي استُخدم كمقلع للحجارة لبناء القلعة نفسها.
بنيت القلعة في عهد أسد الدين شيركوه الذي كان والياً على كل من حمص وحماة والسلمية وتدمر، لتكون بمثابة الحامية العسكرية لجنوده ,وقام يوسف بن فيروز حاكم تدمر ببناء الجدار الأمامي للقلعة وحوَّلها إلى مدينة محصنة ,وفي القرن السابع عشر أمر الأمير فخر الدين المعني بترميم أجزائها المنهارة للدفاع عن المدينة ، ولأنه كان آخر من استخدمها فقد نُسبت القلعة إليه.
تتميز بشكلها المربع ومداخلها المتعرجة ,وزاد الخندق المحفور على جوانبها في منعتها، كما ساهم ارتفاع أسوارها وطوابقها في زيادة مدى إشرافها ومراقبتها لما يجري في حوض تدمر وقسم من جبالها وأوديتها, كما أنها تحتوي على عدة غرف تحت الأرض كانت تُستخدم كمخازن صهاريج تُستَجرْ مياه الأمطار منها إلى الأحواض المخصصة في الصخر لجمعها، واستخدامها من قبل الحامية الموجودة في القلعة.
المزيد...