رغم الدمار الذي يلفها وواقعها المزري … أهالي  “الطيبة الغربية” يعودون لمنازلهم بعد التحرير…

الطيبة الغربية من قرى ريف حمص الشمالي الغربي ، تبعد 30 كم عن المدينة، يعتمد سكانها على زراعة الزيتون والحبوب وتربية الدواجن والثروة الحيوانية.

عدد سكانها حسب إحصاء عام 2021 حوالي 6800 نسمة، هُجّر نصفهم نحو الشمال ودول الجوار، ودُمّر العديد من منازلها, و بعد التحرير عاد عدد كبير من أبنائها، وعادت الحياة إليها بعد سنوات من اللجوء والتشرد.

مصاعب ومعاناة

يعاني أهالي القرية معاناة كبيرة في مختلف نواحي الحياة، وخاصة الواقع الصحي والتعليمي وواقع الكهرباء.

عن هذه المعاناة وغيرها، حدثنا رئيس البلدية عبد الكريم المصطفى قائلًا:  واقع الكهرباء يرثى له ، فالشبكة مدمّرة، وسُرق معظم كابلاتها ، وتحتاج للصيانة والتأهيل ,كما تعاني العائلات العائدة من عدم توفر المساكن الصالحة للسكن، والتي تحتاج للترميم والصيانة، والتكلفة المادية الكبيرة مع غلاء مواد البناء…

و أهم ما تعاني منه القرية هو قلة مياه الشرب بعد تعطل الخزان الرئيسي وتدمير قسم كبير منه، وعلمنا أن العمل جارٍ حالياً لترميمه وإصلاحه.

يفتقر للتجهيزات الطبية

مستوصف القرية يفتقر لمعظم التجهيزات الصحية والخدمية من مياه وكهرباء، ونقص بالكادر الصحي حيث يداوم فيه 6 ممرضات، إضافة لطبيب عام يداوم يوم واحد بالأسبوع فقط,ويقدم الإسعافات الأولية ، ولقاحات الأطفال، وبعض الأدوية المتوفرة للأمراض المزمنة,والمركز بحاجة لتفعيل العيادة السنية وصيانتها ورفدها  بطبيب أسنان,وأفادنا الكادر الصحي أنه يعاني من عدم توفر وسائل النقل بشكل دائم و يعاني الأمرين في الوصول إلى عملهم.

مدارس مهدمة

وفيما يخص الواقع التعليمي فإن الدمار لحق ببعض المباني المدرسية، وتعطلت مرافقها بشكل كامل من كهرباء ومياه، كما يوجد نقص في الكوادر التدريسية والكتب المدرسية,فأغلب مدارس القرية تعرضت للقصف والتخريب في ظل النظام البائد، وعُطّلت مرافقها وتجهيزاتها، وتم ترميم قسم منها لكي تستوعب كامل الطلاب بعد عودة المهجّرين,وتم دمج الإعدادية مع الثانوية، حسب ما أفادنا به مدير المدرسة عبد الخالق خليل، بينما بقي تلاميذ المرحلة  الابتدائية الذين عادوا دون كتب مدرسية، وبقيت دورات المياه والمرافق غير صالحة، ودون كهرباء، مع نقص في الكادر التدريسي.

أما مخبز القرية فهو متوقف منذ فترة طويلة، و يتم استجرار الخبز  من خارج القرية و يوزع  عن طريق المعتمدين.

وحسب المصطفى فإن البلدية تقوم بصيانة وإصلاح العديد من خطوط الصرف الصحي، ومدّ خطوط جديدة,وهناك مبلغ 2.5 مليون ليرة من المغتربين مخصص لتسليك  كافة خطوط الصرف و مبادرة لصيانة مدارس القرية وتجهيزها بالكامل عن طريق العمل الخيري من قبل أبناء القرية المغتربين، الذين تكفّلوا كذلك بإنارة الطريق الرئيسي، وتركيب الأجهزة اللازمة، وبعض الطرق الأخرى.

كما يجري العمل على قدم وساق لإنهاء الصيانة والترميم لخزان المياه الرئيسي خلال مدة قصيرة، لتزويد القرية بالمياه قبل فصل الصيف وتخفيف معاناة الأهالي، وذلك بمساعدة منظمة نرويجية.

يوسف السليمان

المزيد...
آخر الأخبار