تمتاز حمص بمعالمها الأثرية التاريخية ومنها الحمام العثماني الذي يعتبر معلماً معمارياً فريداً على مستوى الشرق الأوسط بارتفاع قببه والتصميم والمساحة..
اليوم يعود الحمام لاستقبال رواده بعد عمليات الترميم من قبل أصحابه والقائمين عليه .
وللحديث عن الحمام أكثر التقت “العروبة ” المحامي عبد الناصر حجازي المشرف على أعمال الترميم والصيانة الذي قال: يقع الحمام وسط أسواق حمص الأثرية القديمة وتحديداً بجوار الأسواق التجارية الأثرية (سوق الصاغة – سوق المنسوجات – سوق البازرباشي) ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1325هـ 1896م وأطلقت عليه هذه التسمية نسبة للمالك الذي بناه عثمان آغا الجندي واستحضر نموذج البناء العثماني في ذلك الوقت ولكن كل من شارك في تصميمه و بنائه وهندسته هم أبناء حمص, مشيراً أن الحمام العثماني يمتاز بالاتساع والتناظر والذوق المعماري والدقة في البناء والغنى بالرخام المنزّل والأقواس الحجرية وبعض التزيينات الجدارية,ويتألف من فسحة واسعة اصطفت من حولها المصاطب،وتتوسطها بحيرة جميلة رخامية الجنبات يغدق منها الماء المتناوب .
وأضاف :هذا المعلم التاريخي لم يسلم من ضربات وقذائف النظام البائد خلال أيام الثورة تلتها أعمال نهب وسرقة أخرجته عن الخدمة لأن المنطقة كلها آنذاك كانت محاصرة وهدفاً للقذائف دون أي رادع ..
وأوضح حجازي أن عمليات الترميم والصيانة استمرت حوالي ثلاث سنوات مع المحافظة على نمط البناء الأساسي والحفاظ على الهوية العمرانية ,والتفاصيل التاريخية .
ويتميز الحمام باتساع مساحته من الداخل والطراز المعماري العثماني الفريد ليشكل لوحة جميلة تمتزج فيها الحجارة البيضاء والسوداء المزخرفة وتم تخصيص البهو الكبير لمطعم وقهوة وكافتيريا لاستقبال الزبائن ، ويتكون الحمام من عدة أقسام “ البراني” وهو قسم لتبديل الملابس ومنه يمكن الدخول إلى القسم “الوسطاني” حيث تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة لكي يتهيأ الجسم للاستحمام وتوجد فيه أجران وصنابير الاستحمام وفيه جاكوزي وتقنية إذابة مادة الأوزون مع المياه لتعقيم الآفات الجلدية وغرفة ساونا ومساج ثم يليه قسم “بيت النار” أو الجواني حيث تكون درجة الحرارة فيه مرتفعة مقارنة بباقي الأقسام وفيها تتم عملية الاستحمام ويتكون من أربع مقصورات وبهو كبير مع قبب يوجد فيها زجاج قمريات أيضاً تم ترميمها بعد سرقتها وتمت إعادة تصميم الزجاج وترميمه لإظهار الأشكال الهندسية الموجودة في القبب مراعين خصوصية كل منها وحاولنا إظهارها بالألوان وأضفنا بعض اللمسات مع الحفاظ على البناء كما بني أول مرة وإعادة رونقه الجميل..
وأكد حجازي أن الحمام لامثيل له على مستوى الشرق الأوسط من ناحية ارتفاع القباب والذي يصل إلى 15 متراً ومن ناحية التصميم والمساحة والجمالية ويعتبر معلماً سياحياً لأهالي حمص ..
وأضاف : كان للناس في السابق ذكريات في الحمام وكانت تقام فيه الجمعات أو الأعراس للرجال وحفلات كتب الكتاب وغيرها من المناسبات ,في بداية العام الحالي تم افتتاح المطعم والكافتيريا وتم خلال عيد الفطر افتتاح قسم الحمام بعد الصيانة,وأصبح المطعم والحمام جاهزان للاستقبال وحالياً الافتتاح مازال تجريبياً على أن يتم قريباً الإعلان عن افتتاحه بشكل رسمي .
العروبة – محمد بلول