مشفى ابن الوليد يستعيد مكانته الطبية من جديد … إجراء العمليات النوعية يخفف التكاليف المادية على المرضى .. 637 عملية جراحية و تركيب 537 قثطرة قلبية منذ بداية العام..نقص الكوادر التمريضية الاختصاصية يؤثر على العمل
تعرض القطاع الصحي خلال سنوات الحرب الطويلة إلى الكثير من الضرر الأمر الذي أثر على جودة تقديم الخدمة الطبية للمرضى و كانت هناك دائماً محاولات لاستمرا ر تقديم الخدمات الصحية للمرضى مثال ذلك المشفى الوطني و الذي نقلت اغلب الاختصاصات و العيادات فيه إلى مشفى الوليد الذي كانت خدماته الصحية تقتصر على النسائية و الأطفال
“العروبة ” زارت مشفى ابن الوليد للاطلاع على الخدمات التي يقدمها للمرضى و الأقسام الموجودة فيه و التقت مدير المشفى الدكتور محمد المحمد و الكوادر الطبية و التمريضية إضافة لبعض المرضى .
بداية أوضح الدكتور المحمد أن المشفى كان مخصصاً لقسمي النسائية و الأطفال فقط و لكن ظروف الحرب فرضت نقل الكثير من الاختصاصات إليه بعد تعرض المشفى الوطني للضرر حيث أصبح يضم عدة أقسام إضافة للنسائية و الأطفال كالجراحة العامة – البولية – العظمية و الجراحة الترميمية و الوعائية إضافة إلى قسم غسيل الكلية و الصدرية و الداخلية و القلبية مع الإشارة أن قسم القثطرة القلبية لم يكن مفعلا رغم وجود الجهاز الخاص به و تم اتخاذ قرار تفعيل الجهاز حرصا على صحة و سلامة المرضى و تخفيفاً للتكاليف الباهظة التي يتكبدها المريض بالمشافي الخاصة منوهاً إلى السعي حاليا لتطوير الخدمات الموجودة حسب الإمكانيات المتاحة.
و بين أن : الاختصاصات الطبية في المشفى كانت موجودة قبل التحرير بما فيها الأشعة و الايكو باستثناء فنيي القثطرة حيث تم استقدامهم من إدلب لتغطية النقص بأعدادهم في حمص علما أنه في الفترة الماضية لم يتم تدريب كوادر لصالح مشافي الدولة ” كوادر قثطرة ” لذلك يتم العمل على ذلك حالياً .
سد النقص
و بخصوص وجود الأطباء المقيمين في المشفى أوضح انه يداوم فيها مقيمون من كافة الاختصاصات فمثلاً أطباء القلبية عددهم كاف لكن النقص يكمن بالفنيين كما تم تدعيم قسم الأطفال بثلاثة أطباء لتلافي النقص في العدد نتيجة الضغط الكبير على هذا القسم حيث يضم هذا القسم ” حواضن – عناية أطفال – خدج ” و يوجد 20 حاضنة منوهاً انه سيتم افتتاح جناح للأطفال خلال فترة قريبة بعد الانتهاء من أعمال الترميم و التأهيل.
عمليات نوعية
و أشار الدكتور المحمد أنه يتم إجراء العمليات النوعية في المشفى على مستوى سوريا كعمليات الجراحة الترميمية إضافة لوجود قسم الجراحة الوعائية الموجود في المشفى أساسا و تم تفعيله مؤخراً و الذي عانى من نقص التجهيزات بالرغم من وجود الأطباء حيث تم تأمين التجهيزات و إجراء عمليات نوعية على مستوى سوريا كعمليات”بنطال أبهري” حيث أجريت 4 عمليات خلال ثلاثة أسابيع مع وجود اختصاصيي جراحة وعائية و عملنا و- الحديث ما زال لمدير المشفى – على تأمين المواد اللازمة و تدعيم القسم بكوادر جديدة من الأطباء “4 أطباء اختصاصين” وأوضح أن الجراحة الوعائية تقسم إلى قسمين ” عمليات فتح بطن بالجراحةـ تداخل عبر القثطرة ” حيث تم إجراء أكثر من 10 عمليات في هذا القسم خلال الفترة الماضية و يعتبر ذلك نقلة نوعية في المشفى
تكاليف مرتفعة
و بخصوص تكاليف العمل الجراحي أوضح انه يتم تأمين المواد “العلب الجراحية” على حساب المريض مبيناً أن الفرق كبير بين أن يدفع المريض 2500 دولار بالمشفى الخاص أو 400-500 دولار بالمشفى العام “أي ما نسبته 20 % “علماً أن هناك متبرعون يقومون بتأمين المواد ” شبكات ” للمرضى بحيث لا يتكلف المريض أية أجور موضحاً أن وزارة الصحة غير قادرة على تأمين المواد لارتفاع تكاليفها باستمرار.
كسب الخبرات
وحول أهمية الحملات التي تقدمها وزارة الصحة بالتعاون مع الأطباء السوريين المغتربين وأثرها في اكتساب خبرات الأطباء الموجودين ضمن سوريا ومدى انعكاس ذلك على المرضى أوضح الدكتور المحمد أن أهمية مثل هذه الحملات تكمن في عدة جوانب أهمها كسب الخبرات للأطباء فهناك بعض العمليات من الصعب إجرائها في سوريا وخاصة تركيب بطاريات وإغلاق فتحات القلب ,بالإضافة إلى التكاليف الكبيرة وتسعيرة المواد على المرضى والتي جاء بها الأطباء الألمان خلال الحملة موضحاً أن تكلفة تلك العمليات ( إغلاق الفتحات ) يتراوح ما بين ( 1500 – 2000 ) دولار يعجز المريض عن دفع هذه التكلفة العالية أما تركيب بطارية يكلف أحياناً ما بين ( 4500- 5000) دولار فكل العمليات الجراحية التي أجريت خلال الحملة لم يتكبد فيها المرضى أي تكلفة .
و أكد أن وزارة الصحة تسعى لاستمرار هذه الحملات ( كل 3 أشهر ) لما فيه مصلحة المرضى وتخفيف الأعباء المادية عليهم إضافة لكسب الخبرات للأطباء السوريين المقيمين ضمن سوريا. وأوضح مدير المشفى أن ما يميز مشفى الوليد أنه احتل أثناء زيارة الوفد الألماني المرتبة الثانية على مستوى سوريا ضمن التصنيفات الألمانية الطبية و يعتبر هذا انجازاً كبيراً , منوهاً أنه تم إجراء عمليات ( تداخلية قلبية إكليلية ) ضمن الحملات المقامة حيث أجريت أكثر من ( 150 ) عملية كما تم إجراء عدة تداخلات لإغلاق الفتحات القلبية عند الأطفال ( 20 -22) عملية و تركيب بطاريات لأكثر من 10 مرضى ويعد مشفى الوليد من المشافي القليلة التي تم فيها إجراء عمليات تركيب بطاريات إضافة لعمليات التنظير الهضمي والعمليات النسائية التي أجراها الأطباء الألمان ضمن حملة ( شفاء سوريا ) .
إعادة ترتيب الأقسام
وأوضح مدير المشفى أنه لم يتم توسيع الأقسام إنما إعادة ترتيبها حسب الأولوية حيث تم حصر غرف الأطباء المقيمين في جناح واحد وتخصيص جناح لقسم الأطفال لاستيعاب الازدحام الحاصل في هذا القسم حيث يوجد 13-14 غرفة وحالياً يوجد 13 سريراً خارج الغرف التي تم ضمها للجناح , مبيناً أنه عند استلام البناء الذي يتم ترميمه حالياً من المتوقع أن يزداد عدد الأسرة إلى 30 سريراً والحواضن إلى 25 حاضنة كما سيتم تقسيم قسم الأطفال حسب المرحلة العمرية وفصل الخدج عن الأطفال .
تحديات كبيرة
وأشار إلى التحديات الكبيرة التي تعيق العمل وأهمها الكلف التشغيلية الكبيرة للمشافي في جميع النواحي ( المواد – المستهلكات – تأمين وصيانة الأجهزة ) مشيراً إلى رواتب ( الأطباء المقيمين ) الضعيفة والتي لا تتناسب مع طبيعة العمل .
كما أشار إلى عدم وجود الكوادر النوعية بالمشفى وخاصة الكوادر التمريضية فأغلبها عناصر تمريض عام غير اختصاصي مثلاً عدم وجود عناصر تمريض عناية قلبية – أو تخدير مما يؤثر على جودة العمل والحل برأي مدير المشفى تطوير المنشآت التعليمية وزيادة الاختصاصات وهذا الإجراء استراتيجي أما الحل الآني فهو استقدام الكوادر الفنية من ادلب ,وحالياً يتم الاستعانة بالقابلات وعددهن (84) قابلة علماً أن حاجة المشفى من الفنيين 20 في بقية الاختصاصات وخاصة القلبية,كما نوه إلى عدم وجود عمال نظافة وحراسة للمشفى وتمنى دعم المشافي من التجار والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال بما فيه مصلحة المرضى بالدرجة الأولى .
وختم بلغ عدد العمليات الجراحية منذ بداية العام حتى نهاية نيسان 637 عملية وعدد القبولات 3870 و عدد القثاطر المركبة 537 أما التحاليل 57221 ماعدا الهرمونية لعدم توفرها وبلغ عدد مراجعي قسم الإسعاف 9498 والعيادات الخارجية 8745 مراجعاً .
تحقيق : بشرى عنقة – يحيى مدلج