مراكز العلاج الفيزيائي … ظروف عمل صعبة وإمكانيات متواضعة ….نقص الكوادر والأجهزة وواقع الأبنية لا يتناسب مع حالات المرضى
شهدت المعالجة الفيزيائية والتأهيل الطبي في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا ، وأصبحت تحتل مكاناً مرموقاً من بين العلوم الطبية، فالعلاج الفيزيائي هو الاختصاص الطبي الذي يعنى بإعادة تأهيل الجسم بعد الإصابات العصبية أو الحركية ويستعمل المصادر الطبيعية الفيزيائية من حرارة وبرودة وأشعة تحت الحمراء وتيارات كهربائية وموجات قصيرة وفوق الصوتية إضافة إلى وسائل وتقنيات ميكانيكية لتحقيق هذا الهدف. وللإطلاع على واقع هذه المهنة , وطريقة العلاج فيها والصعوبات التي تعترض العمل خاصة بعد سنوات الحرب الطويلة التي مرت على بلدنا, زرنا بعض مراكز المعالجة الفيزيائية والتقينا عددا من المعالجين الفيزيائيين والمرضى ..
علاج وأدوية
الدكتورة روز لؤي اليوسف اختصاصية علاج فيزيائي و متطوعة بالعلاج الفيزيائي في جمعية صامدون رغم الجراح قالت :نستقبل جميع أنواع الحالات « شلل رباعي – نصفي – خزل – بتور – تبديل مفصل – إصابات عصبية – عظمية …الخ «و على مدار الأسبوع ما عدا يوم الجمعة من الساعة الثامنة والنصف و لغاية الساعة الثانية ظهراً ونقدم العلاج الفيزيائي الكامل إضافة لتقديم الأدوية المجانية بوجود وصفة طبية إضافة لتقديم الأدوات المساعدة في عملية تقدم مراحل العلاج من كرسي لعلاج الشلل و ووكر وعكازات وكرسي حمام ..
وأشارت إلى أن المركز يوفر على المريض مبالغ مالية كبيرة , حيث تبلغ تكلفة الجلستين كل أسبوع 4000الاف ل.س , وأن الهدف الذي يسعون لتحقيقه من خلال عملهم هو الوصول للاستقلالية الوظيفية للمريض حتى يستطيع قضاء حاجاته بنفسه ..
المعالجة الفيزيائية
و بالنسبة لأنواع العلاج الفيزيائي قالت :هناك علاج كهربائي يتضمن أمواجاً فوق الصوتية- التنبيه الكهربائي- أشعة تحت حمراء – و جهاز تحريك منفعل – و جهاز شمع البرافين و أجهزة حركية تتضمن دولاب كتف متوازي _سلم – دفاش – كرسي مربعة الرؤوس – شد رقبة – أوزان رملية – أسرة مزدوجة- ثيراباند – كرة سويسرية -ألواح توازن- كرسي مساج – تحريك منفعل يقوم به المعالج الفيزيائي بالإضافة إلى عكازات ابطية و مرفقية و مخدات بجميع أشكالها و دراجة كهربائية و أجهزة حركية تسهل انتقال المريض .
خطة علاجية
المعالجون الفيزيائيون في الجمعية ابراهيم سمير مرهج – رهام معلا – رنيم قاطرجي – ميرفت حيرو قالوا : نقوم بجمع كافة البيانات الشخصية عن المريض و متابعة حالته المرضية و الاطلاع على التقارير الطبية من صور شعاعية و كتابة القصة السريرية ثم نقوم باختبار القوة العضلية و اختبار المدى الحركي لوضع خطة علاجية مناسبة بالتدرج مع حالة المريض مع الأدوية وكل شهرين نقوم بإعادة الفحص لكي نقارن مدى تحسن المريض.
المريض حسن درويش قال :أتلقى العلاج الفيزيائي نتيجة إصابتي بطلق ناري بالرأس ودخلت على أثرها بغيبوبة و أدى ذلك أيضاً لمضاعفات و إصابتي الأولى كانت بتاريخ 15/4/2014 و أما الثانية كانت بسبب سقوط لوح بلور على يدي اليسرى أدت إلى أذية قاطعة للوجه الراحي الأيسر للعصب الناصف و الأوتار القابضة و كان برتوكول العلاج الفيزيائي تمطيط الطرف العلوي و السفلي الأيمن تمرين مدى حركي لكامل الطرف العلوي و السفلي الأيمن و تمارين تقوية لكل طرف العلوي و السفلي الأيمن و تمارين معدة موائل – جسر و تمارين تقوية للطرف الأيسر
أما إصابتي الثانية فتمت معالجتي بالأمواج فوق الصوتية لمفصل الرسغ و مفاصل الأصابع بتردد 3 و أشعة تحت حمراء و تنبيه كهربائي للعصف الناصف و تمارين حركية و تمارين مدى حركي اليد و تمارين القبضة باستخدام الكرة و الرواصير و الحمد الله حالتي الصحية تتحسن تدريجياً .
المريض يحيى شلدح تحدث عن إصابته وهي عقابيل كسر عظم كعبرة أيسر قائلا :تلقيت العلاج الفيزيائي منذ حوالي 3 شهور عن طريق الأمواج فوق الصوتية على المرفق و الأصابع و الرسغ و الأشعة تحت الحمراء (تنبيه للعصب الكعبري ) و تمارين مدى حركي للطرف الأيسر كاملاً و تمارين تقوية للطرف العلوي الأيسر بالإضافة إلى تمارين حركية و تمارين مدى حركي اليد و تمارين القبضة.
حسب الحالة المرضية
ملحم صياب رئيس قسم المعالجة الفيزيائية في مركز العباسية الصحي قال :نقوم بتوجيه المريض إلى قسم مركز المعالجة الفيزيائية في وادي الذهب حيث يتم وضع خطة علاج للمريض وبناء على التعليمات الموجودة نقوم بالعلاج الفيزيائي أي حسب حالة كل مريض .
رئيس مجلس إدارة جمعية صامدون رغم الجراح عبد الكريم المحمد أشار إلى وجود فريق متخصص في المركز الرئيسي للمعالجة الفيزيائية( ياسمينة الشام)
يقوم بنقل المرضى من بيوتهم للمركز و تختلف المعالجة حسب كل حالة مريض فيما يخص مصابي الشلل و كلما اقتربت حالة المريض من الشفاء كلما ازدادت عدد الجلسات ..
وأضاف : المركز مجهز بكافة الأجهزة الحديثة , و بلغ عدد الجلسات منذ افتتاح المركز ولغاية تاريخه 2200 جلسة و عدد المرضى الذين تلقوا العلاج 400 مريض منهم من شفي ومنهم مازال يتلقى العلاج
و عن الصعوبات التي تواجه عمل المركز التابع للجمعية , حاجة الأرضية للتبليط كونها لا تزال ترابية كذلك الحمامات بحاجة للتأهيل لكي تتناسب مع حالات المرضى , والمركز يحتاج لأجهزة تكييف أيضا ..
وأشار قائلا : من صعوبات العمل أيضا شراء المحروقات «بنزين « من السوق السوداء لعدم وجود البطاقة الذكيةوتأمين مخصصات السيارتين الموجودتين , وقد انعكس هذا الأمر سلبا على أداء العمل وتوقفنا عن نقل المرضى القاطنين في الريف إلى المركز .
وأضاف : تم تجهيز ثلاثة مراكز في جبورين و الصويري والرقاما و بانتظار افتتاح هذه المراكز .
ومنذ ستة أشهر تم افتتاح مركز في المخرم وهو مجهز بالأجهزة الحديثة لخدمة المرضى الذين بحاجة للعلاج الفيزيائي لفترات زمنية طويلة أيضا ..
قسم صغير و إقبال كبير
تم إحداث قسم «بسيط»للمعالجة الفيزيائية في مركز الشهيد منهل عزيز الصالح الصحي بحي وادي الذهب منذ أكثر من خمس سنوات ويضم كادراً كبيراً من المعالجين الاختصاصيين والبالغ عددهم 20 معالجاً و معالجة إضافة إلى طبيب معالجة فيزيائية بدوام جزئي يومين فقط بالأسبوع و الإقبال شديد على هذا القسم من المواطنين ومن عناصر الجيش العربي السوري حسبما ذكرت الدكتورة نسرين طراف مديرة القسم..
مشروع متوقف و بناء جديد
وأضافت : تمت دراسة توسيع المركز منذ حوالي أربع سنوات حيث قام المكتب الهندسي بإعداد دراسة خاصة بذلك ولكن للأسف توقف المشروع لعدم توفر الإمكانات و لذلك توجهنا في الحلول لنقل القسم إلى مبنى جديد عند دوار «الفاخورة»و سيكون القسم في الطابق الأرضي لسهولة الحركة و استقبال المرضى الذين نقوم بعلاجهم و نأمل أن يكون ذلك تحت إشراف طبي مع مراعاة موضوع التكييف « التدفئة شتاء و التهوية صيفا» لمصلحة المرضى.
ظروف عمل صعبة
و أشارت إلى أن العمل لا يزال قائماً في المبنى الحالي بحي وادي الدهب رغم ضيق المكان عدا عن القيام بتناوب العيادات وتحديدها خلال فترات معينة و قد تم إصلاح جهازي «الأمواج و التيارات» مؤخرا لكن القسم يشهد ظروف عمل صعبة كونه موجود في قبو وهذا مخالف طبياً لأنه يعيق حركة مرضى الشلل والبتر و الفالج فهم غير قادرين على استخدام الدرج للوصول إلى المركز و القسم صغير نسبيا ومؤلف من ثلاث غرف وغير دافىء شتاء ًمما يؤثر سلباً على نوعية الخدمة المقدمة للمرضى وخاصة الذين يحتاجون إلى الكشف عن مكان المرض لمعالجته.
ضرورة تقسيم العمل
و أكدت أن عملية تقسيم أوقات المعالجة و الكادر في القسم هامة جدا لتحسين ظروف و شروط العمل كما و نوعا و نقترح أن يكون هناك يوم خاص لمعالجة الرجال و يوم لمعالجة النساء أو وضع غرفتين واحدة للرجال وواحدة للنساء مما يتيح حركة أفضل في العمل و مرونة خاصة بعد أن عاد إلى القسم معالجان فيزيائيان كانا في الخدمة الاحتياطية و سابقا كان هناك معالج واحد يتولى معالجة المرضى الذكور بينما تتولى عشر معالجات متابعة أوضاع المرضى الإناث علما أن أعداد المرضى الذكور يفوق أعداد الإناث بأضعاف مضاعفة.
مراكز غير مرخصة
تضيف طراف بأن ظروف عمل المعالج الفيزيائي في القطاع الخاص أفضل لوجود العامل المادي حيث يختصر الوقت و عدد المراجعين رغم أننا نقدم الخدمة بشكل كامل في القطاع العام و مجانا و يتراوح سعر الجلسة في المراكز الخاصة بين 1500 إلى 2000 ليرة سورية لكن هناك مشكلة وجود عدد كبير من المراكز التي تزاول مهنة المعالجة الفيزيائية بشكل غير نظامي و لم تخضع لشروط الترخيص القانوني و هذه مخالفة على الجهات المعنية متابعتها لتكون تحت إشراف طبي.
أجهزة قديمة
و قالت المعالجة الفيزيائية في القسم ديانا عباس : بدأ العمل بالقسم عام 2013 و بأجهزة قديمة يتابع حوالي 100 حالة شهرياً رغم إحجام غالبية المرضى عن مراجعتنا نظراً لوجوده في القبو وعدم تمكن الجميع من استخدام الأدراج و رغم أن الكادر مؤلف من 13 فني تمريض مع كوادر «من ذوي الشهداء» لكن مع عودة بعض الزملاء من الخدمة الاحتياطية نأمل تحسن الوضع إلا أن المشكلة تكمن بالنسبة لمرضى الشلل نتيجة الإصابات الحربية و من يعانون من مشاكل في الفقرات بصعوبة إنزالهم إلى القبو و برودته شتاء.
القسم بحاجة لتوسيع
و يؤكد الكلام المعالج الفيزيائي الوحيد في القسم وائل شحود الذي أشار إلى ضرورة وجود مساحة أكبر و صالة حركية تتسع للأجهزة الموجودة في القسم و هي : أجهزة تدريب المشي و المتوازي و أجهزة تسكين الألم «أمواج فوق صوتية و الأشعة تحت الحمراء التي تعطي حرارة و استرخاء لعضلات المريض و كراسي لتقوية العضلات و سلم الحائط للتمارين الحركية و مرضى الجنف و جهاز لشد الرقبة و جهاز تقوية الأعصاب و دولاب الكتف لحركات الكتف و دراجة للتدريب على المشي و جهاز التيارات الكهربائية لتسكين الألم و تحريض الأعصاب».
حل المشكلة
من جهته أكد رئيس المركز الدكتور محمد ربعوني حاجة القسم لزيادة عدد المعالجين الذكور و تحسين واقع التدفئة و حل مشكلة الدرج و قال :نحن موعودون بتجهيز القسم عن طريق إحدى المنظمات بأحدث أجهزة المعالجة الفيزيائية بعد أن تمت دراسة احتياجاته.
أسعار متفاوتة
المعالج الفيزيائي أحمد شدود – خريج المعهد الصحي قال : لا يمكن المقارنة بين القطاع العام و الخاص في الوقت الحالي علما أن مركز المعالجة في المشفى الوطني سابقا كان يقدم خدمات تضاهي القطاع الخاص و حاليا قسم المعالجة في مشفى الوليد بحي الوعر و قسم جب الجندلي يقدمان خدمات جيدة كالقطاع الخاص و هي مجانية و كذلك مكتب الجرحى في المحافظة الذي يقدم خدماته في منازل المرضى .. و أضاف شدود :إن تسعيرة القطاع الخاص تتفاوت أحيانا حسب وضع المريض و مكان العلاج فسعر الجلسة في المراكز الخاصة يتراوح بين 1500 إلى 2000 ليرة بينما في المنازل يزيد السعر حسب المريض و حسب المعالج الذي يراعي وضع المريض و معيشته فهناك من قد تصل أجرته لحوالي 5000 ليرة إذا كان المريض مدنيا و يتم علاجه في المنزل و البعض يقومون بالعلاج الفيزيائي من باب الرفاهية و الرياضة «مساج» و بالمقابل هناك معالجات مجانية عند البعض كعامل إنساني.
6 مراكز للمعالجة
فلك عجرم رئيسة اللجنة الرقابية لمراكز المعالجة الفيزيائية بمديرية صحة حمص قالت : يوجد 6 مراكز معالجة فيزيائية عامة متوزعة في العباسية ووادي الذهب وتلكلخ –بابا عمرو –صدد –الوعر وتعمل تحت إشراف مديرية الصحة حيث تستقبل المرضى وتقدم العلاج الفيزيائي كما يتم متابعة حالات المرضى الحرجة من الجرحى ومصابي الحرب في المراكز بالإضافة إلى المنازل إذا كانت الحالات شديدة وذلك حرصا من مديرية الصحة على سلامة المرضى الذين تحتاج حالتهم المتابعة وخاصة من عناصر الجيش الذين ازدادت نسبة الإصابة عند الكثيرين منهم فيما يبلغ عدد المراكز الخاصة 16 مركزا بالإضافة إلى وجود مركزين قيد الترخيص حاليا .
و عن طبيعة العمل كلجنة رقابية على مراكز المعالجة الفيزيائية وبناء على احكام المرسوم رقم 12 لعام 1970 والقرار التنظيمي رقم 26 /ت لعام 2001 قالت : نقوم بزيارات دورية للمراكز من اجل ضبط المخالفات إن وجدت وللتأكد من مدى توفر جميع الشروط الصحية والمواصفات المطلوبة وفيما يخص المراكز غير المرخصة نقوم بتوجيه تنبيه شفهي ومن ثم كتابي وبعدها إنذار وخلال فترة المراجعة إذا لم يكن هناك تجاوبا وإلغاء المخالفة نقوم باتخاذ الإجراء القانوني بإغلاق المركز وهناك شروط معينة المفروض ان تتوفر في المركز لكي نسمح بالترخيص من خلال استكمال أوراق الترخيص لمزاولة المهنة وان يكونوا خريجين علوم صحية حصرا وحائزين على ترخيص مزاولة المهنة وفيما يخص الاجهزة قالت : تصل الاجهزة إلى المديرية لتتوزع على المراكز عن طريق مناقصات تعلن عنها المديرية وهنالك ايضا مركز الاطراف الصناعية وكان له دورا بارزا في فترة الحرب .
أشارت إلى أن هناك مشروعاً مستقبليا قائماً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإنشاء «مركز تخصصي للمعالجة الفيزيائية» والعمل قائم به كما يوجد مركز الأطراف الصناعية وهو تابع للمديرية ويصل عدد المعالجين إلى 6 معالجين ، وأشارت أن عمل هذه اللجنة يتم بإشراف مديرية الصحة وبالتواصل مع اللجنة المركزية للمعالجة المركزية الموجودة بالوزارة ..
هيا العلي – بديع سليمان