عيد الأضحى في حمص هذا العام احتفال بإرادة شعب رفض أن يموت

في شوارع حمص التي عانت لسنواتٍ من القصف والحصار، يعلو اليوم صوت الأذان مُعلناً قدوم عيد الأضحى، لكنه هذه المرة يحمل نغمةً مختلفة فبعد سنواتٍ من المعاناة تحت حكم دكتاتوري قمعي، تحتفل المدينة هذا العام بعيدها الأول بعد التحرير، حيث تعود العائلات المهجرة إلى منازلها، وتُزين الأحياء التي كانت يوماً ساحات حرب, العيد هنا ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال بالنصر، وتجديد للعهد مع الحياة.

عيدٌ يجمع بين التضحية والنصر

في حمص، يأخذ العيد معنىً أعمق من أي مكان آخر في الأحياء المدمرة ، تبدأ العائلات بإعادة بناء منازلها, هذا العيد هو الأول الذي تحتفل به الكثير من العائلات التي عانت ما عانته من التهجير في منازلها و أحياءها .

الأسواق تزدهر.. والفرحة تعود تدريجياً

بعد سنوات من الإغلاق، يعود السوق ليكون قلب المدينة النابض. المحلات تبيع الملابس الجديدة، والحلويات التقليدية مثل “المعمول” و”الكعك”، رغم أن الكثيرين لا يزالون يعانون من الغلاء, الناس تشتري بالقليل، لكن المهم أن الأسواق مفتوحة وآمنة.

في ساحات المدينة ، يركض الصغار خلف البالونات الملونة، وكأنهم يعلنون أن طفولةً جديدةً وُلدت في المدينة.

أمنياتٌ بين الفرح والتحديات

في الجوامع تتداخل دعوات المصلين بالشكر على النصر، والطلب بأن تظل المدينة حرةً آمنة.

على موائد العيد تجلس العائلات معاً، بعضها لأول مرة منذ سنوات، يتذكرون أيام الحرب ويحلمون بمستقبل أفضل بعد عودة كل المهجرين، وأن تُبنى مدينة حمص من جديد.

رغم الفرح، لا تزال المدينة تواجه الصعوبات ، فالدمار الهائل مازال شاهدا على وحشية النظام البائد ، و هناك الكثير من المنازل تحتاج إلى إعادة إعمار، و أيضا البنية التحتية ما زالت متضررة، و الكثير من العائلات النازحة و الأهالي لم يتمكنوا من العودة بعد، بسبب تدمير منازلهم أو عدم توفر الخدمات.

و أيضا مازال الفقر و الغلاء يشكلان هاجسا أمام أهالي المدينة فكثيرون لا يستطيعون شراء أضاحي العيد، أو الثياب الجديدة و الحلويات و غيرها من مستلزمات الفرح بالعيد .

عيد الأضحى في حمص هذا العام هو أكثر من مناسبة دينية؛ إنه احتفال بإرادة شعب رفض أن يموت، ومدينة اختارت أن تقف من جديد, ففي كل ذبيحةٍ تُقدم، وفي كل ضحكة طفل، وفي كل عائلة تعود إلى بيتها، تكتب حمص فصلاً جديداً من قصتها مع النصر.

المزيد...
آخر الأخبار