سوريا اليوم بدأت تتعافى من حمل ثقيل فرضه النظام البائد وأعوانه حتى غدت كتلة من الفساد والمحسوبيات والواسطات التي ساهمت في تهالك مقومات الحياة بكل مفاصلها ومكوناتها ودفع ضريبتها المواطن الذي “لاحول ولا قوة له” .
ورغم الجراح والمآسي التي مرت على هذا البلد سابقا تنفست اليوم الصعداء وعادت تدب الحياة في عروقها من جديد رغم الخراب والدمار الكبير الذي طالها و الجراح الكثيرة فقد حزمت أمرها وبدأت مسيرة إعادة الإعمار بجهود أبناءها المخلصين وانفتحت على العالم وأعادت بناء علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة التي أبدت استعدادها لتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة وفي جميع المجالات وخاصة المجال الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات التي من شأنها دعم الاقتصاد السوري وتطويره بما يحقق المكاسب المالية التي تدعم هذا البلد الصامد وتحقق سبل العيش الكريمة لجميع أبنائه الشرفاء .
ومن رؤية قيادتها السديدة لم تبق سوريا ضمن أطر ضيقة محدودة في علاقاتها المحلية بل انطلقت إلى العالم لتطوير علاقاتها الإستراتيجية وخلق بيئة صحيحة في رسم سياسة خارجية متينة مبنية على أسس قوية ومن هنا جاءت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى روسيا التي تندرج ضمن سياسة تطوير وتحسين العلاقات المتبادلة بين البلدين المبنية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ومعالجة القضايا العالقة بين البلدين والوصول إلى تفاهم مشترك حول مختلف الاتفاقيات السابقة الموقعة بين البلدين .
لاشك أن الجميع ينتظر من هذه الزيارة تحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية الكثيرة لسوريا وبما يعزز مكانتها الدولية والعالمية ويساهم في دعم مسيرتها في إعادة الإعمار والبناء وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
محمود الشاعر