لقاء أنقرة نافذة سوريا على العالم..

تندرج زيارة الوفد السوري المؤلف من السادة : وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ووزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين سلامة إلى تركيا اليوم ضمن خطط وبرامج سوريا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء علاقات إستراتيجية مشتركة مع دول الجوار وخاصة الجارة تركيا لما لها من وزن سياسي وعسكري واقتصادي كبير, وبكل تأكيد تطوير وتمتين العلاقة السورية التركية مسألة في غاية الأهمية ويحقق مصالح إستراتيجية مشتركة للبلدين الجارين وخاصة سوريا التي استعادة عافيتها بعد حقبة مليئة بالأعباء والمشاكل الداخلية والخارجية التي سببها النظام البائد حتى تحولت لدولة ضعيفة تئن نتيجة حملها الثقيل وغدت دولة معزولة مما زاد من ضعفها وتشرذمها داخليا وخارجيا ..

لقاء أنقرة نافذة مهمة تفتحها سوريا في مجال تعزيز مسألة الأمن المشترك بين البلدين ومحطة هامة من المحطات التي نأمل أن تحقق  كل ما من شأنه تعزيز مكانة سوريا وفعاليتها وتواجدها بقوة على الخارطة الدولية .

من المكاسب الهامة التي تتضمنها هذه الزيارة اتفاقية تدريب وتعليم واستشارات عسكرية حيث  تعتزم وزارة الدفاع السورية توقيع اتفاقية تعاون دفاعي ثنائية مع وزارة الدفاع التركية، تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش العربي السوري، وتطوير مؤسساته، وهيكليته، ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل ,و تشمل الاتفاقية التبادل المنتظم للأفراد العسكريين للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية وتعزيز القدرة على العمل المشترك والتدريب على المهارات المتخصصة في مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية  وإرسال خبراء مختصين لدعم عملية تحديث الأنظمة العسكرية، والهياكل التنظيمية، وقدرات القيادة.

العمل جار بقوة في مجال تطوير وتدريب الجيش العربي السوري وفق معايير دولية تشكل منه ركيزة أساسية لحماية أمن واستقرار ووحدة سوريا أرضا وشعبا و لمواجهة كافة أشكال المخاطر والتحديات والانتهاكات التي قد ترتكبها الفصائل غير المدربة أو غير النظامية.

اليوم سوريا بدأت تتنفس الصعداء وتخلصت من العقد والمشاكل العالقة السابقة التي خلفها النظام البائد وبدأ الانفراج والارتياح واضحا عليها وتعرف ما لها وما عليها وبالتوازي مع الإصلاحات المحلية الداخلية الشاملة أولت سوريا تحسين وتطوير العلاقات الخارجية كل الاهتمام المطلوب لما لها من دور هام في وضع العجلة على الطريق الصحيح ويحقق مصالحها في الدرجة الأولى ويؤسس لدولة قوية مهابة الجانب تتصدى بكل حزم لأي اعتداء خارجي متوقع حفاظا على سيادتها وأمنها وأمن مواطنيها .

لا شك أن المتابع للأحداث والتطورات التي تشهدها سوريا يدرك تماما أنها ماضية على طريق التعافي وتعزيز مقدراتها للوصول إلى خلق واقع اقتصادي وسياسي قوي  يساهم في تحقيق خططها وبرامجها في إعادة الإعمار وتحقيق تنمية مستدامة ينتظرها كل سوري و المشاريع والاستثمارات الموقعة مؤخرا غيض من فيض فالأمل أكبر والمنتظر أعظم بهمة الشرفاء من أبنائها .

العروبة – محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار