حمص تشهد حواراً ثقافياً شاملاً يضع أسساً جديدة للنهوض بالمشهد الفني والأدبي..الوزير الصالح :”الثقافة لا تنفصل عن حياة الناس اليومية

ترأس وزير الثقافة محمد ياسين الصالح جلسة حوارية موسعة في مقر مديرية الثقافة، بحضور مدير المديرية محمود جرمشلي وشاعر الثورة أنس الدغيم، إلى جانب نخبة من المثقفين والفنانين والأكاديميين.
جاء هذا اللقاء لبحث سبل تطوير العمل الثقافي في المحافظة ومواجهة التحديات التي تعيق انتشاره.
وأشار الوزير الصالح خلال رده على مداخلات الحضور إلى أن ما يتم طرحه يمثل فرصة حقيقية لتوليد أفكار بناءة، خاصة بعد النجاح الكبير لمؤتمر “أربعاء حمص” الذي جمع تبرعات بلغت 13 مليون دولار لدعم مختلف المشاريع .
وأوضح أن الوزارة باتت قادرة على تمويل أي مشروع ثقافي مجدٍ، من العروض المسرحية الصغيرة وحتى المشاريع الكبرى، مؤكداً أن “الثقافة يجب أن تصل إلى الناس حيثما كانوا، لا أن تنتظرهم في القاعات المغلقة”.
كما كشف الوزير عن سلسلة مبادرات جديدة تشمل مشروع “الحافلة الثقافية” التي ستجوب الأحياء والمناطق النائية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتوفير كوادر أكاديمية متخصصة.
وتطرق إلى مشروع “تكريم الموظف الكفء” الذي سيشمل مكافآت مادية ومعنوية، حيث سيتم نشر صور المتميزين في الشوارع كلافتات شرف، معتبراً أن “التكريم المادي ليس هدية، بل حق لمن يبذل جهداً استثنائياً”.
وأكد على أولوية تأهيل متحف حمص الأثري، كونه يمثل إرثاً حضارياً للمحافظة.
وأشار الوزير إلى أهمية المشاريع التي تلامس واقع الناس، مثل ترميم الآبار لمواجهة شح المياه،موضحاً أن “الثقافة لا تنفصل عن حياة الناس اليومية”.
كما أعلن عن تكليف لجنة خاصة لتقييم دار مزادات للقطع الفنية والأنتيكا، مؤكداً على التعاون المستمر مع وزارة التربية للوصول إلى جيل مثقف.
و طرح المخرج المسرحي سامر أبو ليلى رؤية مغايرة للعمل الثقافي، داعياً إلى تحويله من نشاط مركزي إلى حراك ميداني يشمل جميع المناطق.
وأكد على ضرورة وجود عربات ثقافية متنقلة لعرض الأعمال المسرحية وورش العمل الفنية إلى القرى والمناطق النائية، قائلاً: “اليوم نحن بحاجة لمساعدة الكثير من الناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى المراكز الثقافية”.
أما نقيب الفنانين في حمص أمين رومية، فقد ركز على أهمية دعم المهرجانات الفنية والمسرحية التي تشكل هوية المدينة الثقافية، مشيراً بشكل خاص إلى مهرجاني “حمص المسرحي” و”الثقافة الفنية”. وطالب بتوفير دعم استثنائي لهذه المهرجانات،مؤكداً أن “حمص هي الوحيدة التي تحافظ على هذين الحدثين رغم كل التحديات”.
اختتمت الجلسة بدعوة الوزير للحضور للمشاركة في فعالية “الثقافة نظافة” المزمع إقامتها يوم السبت، والتي تهدف إلى دمج الوعي الثقافي مع العمل المجتمعي.
كما شدد على أهمية توثيق هذه الفعاليات إعلامياً لتعميم الفائدة، في خطوة تهدف إلى جعل الثقافة جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمواطنين.

العروبة يحيى مدلج

المزيد...
آخر الأخبار