اختتمت اليوم حملة “شفاء 2” التي نظمها فريق شفاء الطبي في ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين (أيدا) برعاية وزارة الصحة السورية، بعد ستة أسابيع من العمل الميداني في عدة محافظات سورية، وتم خلالها تقديم الرعاية الطبية والجراحية المجانية للفئات الأشد حاجة.
وأجريت خلال الحملة 940 عملية جراحية و6 آلاف معاينة للمرضى، وفق ما ذكره رئيس الحملة الدكتور مهدي العمار خلال مؤتمرها الختامي الذي عقد اليوم في مدرج جامعة دمشق، موضحاً أن العمليات الجراحية تضمنت عدة اختصاصات، منها الجراحة العظمية والعصبية والقلبية والعامة والحشوية والبولية، إضافة إلى تقديم الدعم التعليمي من خلال ورشات عمل ومحاضرات وصلت إلى 700 ساعة تعليمية خلال أيام الحملة.
130 طبيباً يتبادلون الخبرات الطبية
الدكتور مهدي العمار
وأوضح الدكتور العمار أن الحملة شملت معظم المحافظات، حيث تم إجراء معاينات وعمليات جراحية في مشافي دمشق وريفها، والقنيطرة، وحلب، وحماة، وحمص، وإدلب، واللاذقية، وطرطوس ودرعا، ودير الزور، وشارك فيها 130 طبيباً، وكان هناك تبادل في التجارب والخبرات بين أطباء الحملة والأطباء المقيمين في سوريا.
السفارة الألمانية: مباحثات لإنشاء تعاون صحي أوسع مع سوريا
وبين القائم بأعمال السفارة الألمانية في سوريا كليمنس هاخ في تصريح لـ سانا أن المانيا تسعى لإنشاء تعاون حكومي أوسع مع سوريا، وتجري حالياً مباحثات مع وزارة الصحة لتقديم المساعدات الصحية وبناء نظام صحي جديد، لافتاً إلى أنه على مدار الـ 15 سنة الماضية قدمت ألمانيا دعماً كبيراً على مستوى الخدمات الصحية للسوريين.
وأعرب القائم بالأعمال عن سعادته بنجاح الحملة، لأن الأطباء المشاركين كانوا يدرسون في سوريا وتابعوا اختصاصهم في ألمانيا ثم أتوا لتقديم الدعم لبلادهم خلال فترة إجازاتهم الشخصية وأعمالهم الخاصة، وتم تقديم تبرعات ومساعدات منهم.
أطباء: الحملة كانت ناجحة ونتائجها ملموسة
د محمد أمين
ورأى رئيس قسم جراحة الشريان الأبهر وزراعة الصمامات عن طريق القثطرة في المشفى الجامعي في مدينة أخن في المانيا الدكتور محمد أمين خطاب أن الحملة كانت ناجحة، موضحاً أن الفريق الذي عمل معه أنجر العديد من العمليات النوعية بمختلف الاختصاصات، ودعم المتضررين من الأحداث التي حصلت في جنوب البلاد، مشيراً إلى واقع البنى التحتية المدمر في المنشآت الصحية السورية نتيجة جرائم النظام البائد.
د عامر الزعبي
بدوره لفت استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية والجراحة الوعائية التنظيرية الدكتور عامر الزعبي إلى أن العمليات التي تم إجراؤها كان بعضها معقداً، وحقق نتائج جيدة جداً، موضحاً أن ضيق الوقت حال دون إجراء المعاينات والعمليات لعدد من المرضى، وأنه ستتم متابعتهم في الحملة القادمة.
يشار إلى أن حملة “شفاء 2” انطلقت في الـ 13 من تموز الماضي ، وعملت على تأمين جميع المستلزمات والأدوية اللازمة للإجراءات الطبية، وتشكل بعداً إنسانياً ورسالة تضامن من المغتربين السوريين لأبناء وطنهم.
بينما انطلقت حملة “شفاء1” في 5 نيسان الماضي واستمرت 3 أسابيع، أجريت خلالها 670 عملية، معظمها عمليات نوعية تجرى لأول مرة في سوريا بمشاركة 110 أطباء، إضافة إلى إجراء دورات تدريبية للكوادر الصحية في المشافي، وصيانة وإعادة تقييم الأجهزة الطبية المتضررة.