تعرضت بلدة الزارة وقرية الحصرجية – التي تتبع لها- في ريف حمص الغربي وعلى مدار 11 عاماً من قبل النظام البائد لتدمير شامل طال البيوت و القطاع الزراعي , شملت هذه الانتهاكات اقتلاع الأشجار, وحرق المحاصيل , والاستيلاء على الأراضي , وسرقة وتخريب الممتلكات , ومنع الأهالي من العودة إلى منازلهم وحقولهم , و شكلت الانتهاكات اعتداء ممنهجاً في حق الأهالي في البقاء والحياة الكريمة, وحرمت المزارعين من أراضيهم ومصدر رزقهم لأكثر من عقد و تُرِكت الأرض عرضة للنهب والتخريب والتصحر.
هذا ما حدثنا به رئيس بلدية الزارة مروان المصري الذي التقيناه ليحدثنا عن ما تعرضت لها البلدة على يد النظام البائد لأنها كانت من أوائل البلدات التي شارك أبناؤها في الثورة مع أول شرارة لاندلاعها في عام 2011فتوقفت الحياة فيها نتيجة تهجير أهلها.
مشيراً أنه بين عامي (2014 – 2019), نُهبت جميع محتويات المنازل , وتم تدمير أكثر من 70 % من أسقف الأبنية وسرقة الحديد منها.و اقتلعت أكثر من 600 ألف شجرة مثمرة من جذورها, وسُرقت آلاف خلايا النحل و معصرتا زيتون حديثة و مخبزالقرية , ورُدِم حوالي 80 بئراً جوفياً بعد نهب مضخاتها , وسرقة أكثر من 100 جرار زرعي , ودُمرت 130 مزرعة دواجن , كما سُرِق أكثر من 1700 بيت بلاستيكي , وكل ذلك موثق ومصور و يظهر على خرائط غوغل.
وتابع رئيس البلدية: كما تم استباحة منازل بلدة الزارة وحقولها عدة سنوات وتحويل وحدة تصنيع السجاد – وهي من أقدم معامل السجاد في سوريا و سجادها من أفخر الأنواع- إلى حظائر للحيوانات بعد تدميرها بآلة الحرب الهمجية , وتخريب واسع لمنازل المدنيين.
ويؤكد رئيس البلدية أنه بين 2019 – 2024 و بعد عودة جزئية للأهالي افتعل بعض المخربين حرائق سنوية مع بداية كل صيف ما أدى إلى احتراق مئات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والزيتون و تسببت النيران بهروب الأفاعي والحيوانات البرية نحو المنازل ما شكل خطراً على حياة السكان.
و بعد التحرير عاد حوالي 95 % من الأهالي إلى بيوتهم وبدؤوا بترميم منازلهم لتعود وتنبض بالحياة من جديد.