في مقر الجمعية التاريخية بحمص ألقى الأديب عبد الغني ملوك محاضرة بعنوان « الدولة الخزرية «حيث سلط الضوء على أسباب سقوطها فبين أنها حكمت الأراضي من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر جوار بحر قزوين من بحيرة «وان» و البحر الأسود « كييف» و من بحر« آرال » إلى « المجر» و كلمة خزر تعني الرجل الذي يتجول حراً و لايرتبط بأي مكان
في أصل « الخزر » تعددت الآراء منها انهم من السكان الأصليين لشمال « القوقاز « أو أنهم من نسل شعوب « التيلا» أو « الأويغور» أو شعب من شعوب الاتراك « الصوفار» و قد انقسموا إلى قسمين الخزر الأبيض أي الطبقة النبيلة و الخزر الأسود أي الطبقة السفلى
إن تاريخ تأسيس الدولة الخزرية يعود إلى عصور ما قبل الميلاد أو في نهاية القرن الثاني للميلاد ،و قد اعتمدوا على تحالفات مع الجوار كالساسانيين و البيزنطيين ثم اضطروا للبقاء تابعين لإمبراطور الهون « اتيلا » فترة ثم انفصلوا عنه و استقلوا بحكمهم و قام « كسرى» بمحاولة كسب صداقتهم اتقاء لشرهم و في عام « 626م» سيطر الخزر على شمال أذربيجان و دخلت بعض الكتل الارمينية تحت سيادتهم و على رأسها « تيفليس « ثم طور الخزر نفوذهم حتى أصبحوا دولة لها كيانها و استقلالها
خاضت الدولة الخزية منذ نشأتها حتى زوالها حروباً عديدة أهمها الحروب الخزرية العربية و ذلك عندما تقدم الجيش العربي باتجاه الأناضول تعرض عام 651 م لهجوم كبير من الجيش الخزري ، في عهد الخليفة الاموي « معاوية» و في عام 717م انسحبت القوات الإسلامية أمام هجمات الخزر و في عهد هشام بن عبد الملك « هاجم جيش خزري ضخم الموصل فاحتلها و لكن القائد العربي « سعيد الحرشي » أخرجهم منها و في عام 732 استولى المسلمون على عدد من المدن الخزرية و أخرجوهم من ارمينيا.
ثم انتقل المحاضر إلى ذكر أسباب انهيار دولة الخزر فذكر منها الموقع الجغرافي الهام الذي كانت الدولة تتنافس للفوز به و العلاقات الاقتصادية الخارجية غير المتوازنة و التحالفات الروسية البيزنطية يضاف إلى ذلك التوسع الكبير و عدم الوحدة الفكرية و الفساد وكان الانهيار التام في القرن الحادي عشر مع العلم انه في القرن العاشر أصبحت اليهودية دين الدولة الخزرية و هذا الانهيار أدى إلى انتشار اليهود من دولة الخزر إلى أوروبا الغربية. ثم انتقل المحاضر للحديث عن البنية السياسية للدولة الخزرية كالاقتصاد و التجارة و الزراعة و الثروة الحيوانية كذلك الفن و الثقافة السائدة في المجتمع و اللغة المحكية و لغة الكتابة و الديانات التي كانت سائدة كالإسلام و المسيحية و اليهودية و النظام القضائي و الطبقات الهرمية للمجتمع ثم أجاب المحاضر على أسئلة الحضور حول مضامين المحاضرة.
نزيه شاهين ضاحي
المزيد...