شهدت فعالية “يوم حوار مع المجتمع المدني السوري” التي أقيمت اليوم في قصر المؤتمرات بدمشق، عقد عدد من جلسات الطاولة المستديرة الحوارية، التي ناقشت قضايا محورية تهدف إلى تعزيز الشفافية والتعاون وبناء شراكة قائمة على الثقة المتبادلة بين المجتمع المدني والحكومة في سوريا.
العدالة الانتقالية والمفقودون
افتُتحت الجلسات بنقاش حول أهمية العدالة الانتقالية وقضية المفقودين، حيث أكد رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين الدكتور محمد رضا جلخي، أن ملف المفقودين من أكثر الملفات تعقيداً لوجود آلاف الحالات، وبيّن أنها تعد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم المعاصر، مشدداً على ضرورة إيجاد مقاربة تربط بين العدالة الانتقالية وقضية المفقودين لتحقيق سلام مستدام ومصالحة حقيقية.

تمكين الشباب السوري
وتناولت الجلسة الثانية تمكين الشباب، حيث أوضح مدير منظمة “هاند” للتعليم والتدريب المهني سعد الدين موقت، أهمية إصلاح الأنظمة التعليمية بهدف تزويد الشباب بالمهارات التي تمكنهم من الوصول إلى الفرص الاقتصادية، إضافة إلى دعم مبادرات الشباب في التغيير الاجتماعي والسياسي ومساعدتهم على تجاوز العوائق المرتبطة بالتعليم والعمل.
البيئة ودور المجتمع المدني
واستعرض مدير منظمة “إنماء”، أحمد موسى الهشلوم، أدوار الجهات المعنية في حماية الحيز المدني، في جلسة عنوانها “حيز للتعبير.. قوة للتغير”، مؤكداً أهمية تمكين المجتمع المدني للقيام بدوره في هذا المجال، مع الإشارة إلى أبرز التحديات التي يواجهها والآليات والاستراتيجيات الممكنة لمعالجتها، إضافة إلى ضرورة تعزيز الأطر القانونية لحماية هذا الحيز.
مشاركة المواطنين في الحوكمة وبناء المؤسسات
وفي جلسة حول المشاركة المدنية والحوكمة، أشارت مديرة مبادرة “دارة سلام”، رنا شيخ علي، إلى أهمية الشراكة بين المواطنين والمجتمع المدني والحكومة، مؤكدة أن الشفافية تشكل أساساً لبناء أو استعادة الثقة بالمؤسسات، وضرورة تشاركية صياغة القوانين وسيادة القانون، وأهمية شمول الفئات المهمشة تاريخياً في عمليات صنع القرار.
التماسك الاجتماعي وصنع السلام
وخلال جلسة حول التماسك الاجتماعي، تحدث الشريك المؤسس في مؤسسة “أفكار بلاس”، سامر أسود، عن أهمية تطبيق التماسك الاجتماعي عملياً على الأرض، وإمكانية صناعة السلام عبر الاقتصاد والمشاريع الصغيرة، مشيراً إلى أن تمكين الشباب ودعم ريادة الأعمال يمكن أن يسهم في بناء سلاسل قيمة مشتركة تعزز التماسك بين مختلف المناطق السورية.

الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التعافي والاستدامة
وفي جلسة تناولت الانتقال إلى التعافي، أوضحت المديرة التنفيذية لمنظمة “مساواة وتمكين”، هبة عز الدين، ضرورة الانتقال من الاعتماد على المساعدات الإنسانية إلى دعم أكثر استدامة ومرونة، مشددة على أهمية خلق فرص عمل للسوريين وإشراك القطاع الخاص ضمن سياسات تراعي النساء وذوي الإعاقة، وبما ينسجم مع إطار التعافي في سوريا.
واختُتمت أعمال المؤتمر بجلسة ختامية قدم خلالها المشاركون أهم القضايا والطروحات التي نوقشت مع عدد من ممثلي المنظمات الأممية والمجتمع المدني السوري والناشطين المحليين والدوليين في حقوق الإنسان.
ويعقد “يوم الحوار” بالتعاون بين الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي، وبحضور شخصيات محلية ودولية، وهو يأتي ضمن إطار مؤتمر بروكسل السنوي حول سوريا، ودعم الاتحاد الأوروبي للشعب السوري، ويوفر منصة تفاعلية للحوار مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة في سوريا والمنطقة، بهدف تبادل وجهات النظر والخبرات والمساهمة في صياغة السياسات التي توجه الدعم الدولي.