الارتفاع الكبير في سعر شرائح الكهرباء أصاب المواطن بالحيرة والإرتباك وتزامن هذا مع صدور فواتير دورات سابقة (يعني على التسعيرة القديمة ) لكن المفاجأة الصاعقة كانت فواتير بتكاليف باهظة الثمن ،أصابت المواطنين في مقتل ، فواتير بملايين الليرات ،كيف ولماذا،لا مجيب , راجع شركة الكهرباء وقدم اعتراضاً ،علّ وعسى تستفيد من تشريح الفاتورة أو تصحيحها.
في شركة كهرباء حمص – مثلاً –وتحديداً في الأماكن المخصصة لتقديم الاعتراض ، لا يوجد مسافة تستطيع المرور بيسر من خلالها ، تدافش ، زحمة وأصوات عالية ، رجال ونسوة ولا حاجة للسؤال عن سبب مجيء هذه الأعداد الكبيرة و بأيديهم صورة هوية وجوالاتهم التي تحوي على صورة العداد الكهربائي الخاص بكل واحد منهم.
تتعدد الحكايا والوجع واحد, الشكوى واحدة ، وهي الاعتراض على الفاتورة المرتفعة ، بعضهم كانت فاتورته بخمسة ملايين ليرة سورية ، وطبعاً العداد منزلي ، وليس تجارياً, كيف ؟ ولماذا ؟ والكهرباء كانت تزورنا ساعة واحدة كل ست ساعات , بعض الردود تأتيك ممن كان بأمر الفواتير خبيراً بالقول: إن الفواتير السابقة كانت عبارة عن رسوم فقط ، دون قراءة حقيقية، يعني الآن ندفع ضريبة غياب قارئي العدادات، وهذا الكلام بالطبع ليس منطقيا ً ولا يبرر الفواتير ذات القيم العالية جدا ً والتي لا تتوافق إلا مع صرفيات معامل أو محال تجارية تعمل ليلا ً نهارا ً على الكهرباء، فكيف بحال صرف منزلي متواضع قائم على براد وبعض اللمبات وصرفيات خفيفة لبعض الحاجيات لا تشكل عبئا ً كبيرا ً على الطاقة فدائرة الشكوى توسعت وكلها انصبت على وجود أخطاء في الفواتير وبحاجة لتصحيح ، وأرقام الواتس التي وضعت على صفحات المؤسسة المعنية لم تشفع للكثيرين من المراجعة والاعتراض مع العلم أن أغلبهم أرسل صورة العداد والفاتورة السابقة..
الكهرباء باتت حديث الناس وقرار ارتفاع الشرائح أثار الكثير من القلق, و فوبيا الفواتير القادمة إلى درجة أن معظم أصحاب البيوت أطفؤوا أنوار بيوتهم ليلا ً واستغنوا عن السخانات وبعض الأدوات الكهربائية في محاولة للتخفيف من الصرفيات وترشيد للاستهلاك الذي بات يحسب على الورق. مجرد التفكير بالفواتير القادمة أدخلنا بحالة تشنج وصدمة, وما ندفعه الآن من فواتير لدورات سابقة ربما كان صدمة خفيفة ومرحلة متدرجة للدخول في الصدمة الكبرى للفواتير القادمة.
ونوركم كاف
حلم شدود