حملة فجر القصير بحمص تجمع أكثر من 10 ملايين دولار

جمعت حملة “فجر القصير” مساء اليوم تبرعات بقيمة إجمالية بلغت 10 ملايين ونحو 81 ألف دولار لدعم المشاريع الخدمية والتنموية في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي.


وتأتي هذه الحملة ضمن مساعي محلية تهدف إلى إشراك المجتمع في جهود إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وترميم مرافق خدمية رئيسية، خصوصاً بعد عودة عشرات الآلاف من سكان المنطقة إلى ديارهم عقب التحرير.

وتضمنت الحملة عرضاً لفيديو يحمل ذاكرة مدينة القصير، يوثق صمودها في مواجهة آلة حرب وما تعرضت له من دمار ممنهج على مدى سنوات، إضافة إلى برومو يبرز آثار التهجير والتحديات التي واجهتها خلال تلك الفترة.

محافظ حمص، عبد الرحمن الأعمى، أشاد في كلمة له خلال انطلاق الحملة بصمود وإصرار سكان المدينة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تجسد دور المجتمع في دعم جهود الدولة لإعادة إعمار ما تسببت فيه سنوات الحرب.

المحافظ أوضح أنه جرى تحقيق تقدم واضح في إعادة تأهيل المنشآت الخدمية، من بينها ترميم 97 مدرسة خلال عشرة أشهر، رغم التحديات الناتجة عن الأضرار واسعة النطاق التي طالت البنية التحتية، كما أكد على استمرار العمل بروح التعاون لإعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة.

منسق حملة فجر القصير باسم إدريس، لفت إلى أن اختيار اسم الحملة جاء ليعكس انطلاقة نحو المستقبل الأفضل للمدينة، مؤكداً أن المبادرة تعتمد على التعاون بين المنظمات الأهلية والشعبية لدعم السكان في إعادة ترميم ما دُمر وتعزيز الروابط الاجتماعية.

مدير منطقة القصير حسن محب الدين أشار إلى عودة حوالي 165 ألف مواطن إلى المدينة وريفها، ما يعادل 70 بالمئة من سكانها الأصليين، مؤكداً الحاجة الملحة لتحسين الخدمات والبنية التحتية لتلبية حاجاتهم المتزايدة.

من جانبه، دعا العقيد عبد الجبار العكيدي من ضيوف الحملة إلى ضرورة تقديم مزيد من الدعم للقصير، مشيراً إلى الدور البطولي الذي لعبته المنطقة في مواجهة ميليشيات حزب الله، وتضحيات سكانها الذين قدموا الكثير دفاعاً عن المدينة وأهلها.

من جهته، تحدث عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب حسن الدغيم، عن أهمية الحملة كتعبير عن الوفاء للمناطق التي قدمت الكثير في سبيل الحرية، كما شدد على ضرورة المساهمة في إعادة إعمارها كواجب وطني تجاه السكان الذين ضحوا بالغالي والنفيس.

مدير المدينة الصناعية بحسياء طلال زعيب، أكد مشاركة المستثمرين والصناعيين في الحملة، مشيراً إلى أن إعادة بناء الوطن لا تُنجز إلا بسواعد أبنائه، وأوضح أن دعم هذه المنطقة يُمثل خطوة نحو النهوض بها وإعادة إعمارها بشكل مستدام.

الجدير بالذكر أن القصير عانت أضراراً جسيمة في بنيتها التحتية جراء سنوات الحرب، ما استدعى إطلاق عدة مبادرات مجتمعية تهدف إلى دعم جهود إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية في المنطقة.

وحملة فجر القصير تعد واحدة من عدة مبادرات مماثلة شهدتها محافظات ومناطق متعددة في سياق تعزيز التكافل المجتمعي وإعادة تأهيل إحياء المناطق المتضررة خلال سنوات الثورة جراء جرائم وقصف النظام البائد.

المزيد...
آخر الأخبار