منذ 14 عاما و أبناء حمص يعيشون أياما عصيبة، و يتوقون للسلم والأمن والأمان وينشدون الحياة الآمنة. فما مر عليهم ليس بقليل و عاشوا حربا ضروسا في عهد النظام البائد وتدمرت بيوتهم وهجروها مرغمين.
وبعد التحرير لم يخل الأمر من حالات فردية من قتل وخطف غايتها إثارة البلبلة والنعرات الطائفية وزعزعة السلم الأهلي، ومع ذلك لم يأبه أهالي حمص لتلك الحالات الفردية وتابعوا حياتهم غير آبهين ببعض الشراذم الذين يثيرون الفوضى.
ولكن ما حدث اليوم في حمص من محاولات لتأجيج نار الفتنة ورفع سقف البلبلة أثار المخاوف لدى الكثيرين من أن تمتد نار الفتنة وتنتشر وتحرق معها النسيج الجميل الذي يعيشه أبناء حمص مع بعضهم البعض، و تحرق أيضا الأخضر واليابس، ولكن تدخل العقلاء وترجيح العقل وعدم الإنجرار وراء الثأر له دور في وأد الفتنة وإطفاء النار التي اضطرمت.
العروبة تواصلت مع بعض أهالي حمص لمعرفة موقفهم جراء ما حدث اليوم فلمسنا رفضهم لهذا الأمر تحت أي مسمى وكانت الآراء التالية:
تهامة رجوح قالت: مامن عاقل يقبل بأن تنتشر الفتنة بين أفراد المجتمع الواحد فالفتنة تؤدي إلى الشر حتما، لأنها تولد البغض والكره، وما حدث اليوم في حمص كانت شرارته الأولى هي إشعال فتيل الفتنة والتحريض الطائفي من خلال كتابة عبارات تؤجج هذا الأمر، و نحن أبناء حمص ضد القتل والتطاول على الآخرين، وإن كان أحدهم تجاوز كل الأعراف والقوانين وقام بارتكاب جرائم قتل وسلب ونهب فإن المجتمع لا يتقبل فعله هذا ، و لابد من اللجوء إلى المحاكم لتكون لها كلمتها الفصل بين الجميع،أما الأخذ بالثأر لن يحل المشكلة بل سيزداد سعير النار وتتطاول ألسنتها حتى تحرق الجميع.
معتصم قال: لا أحد فوق القانون بل جميعنا ننصاع صاغرين تحت قبته، فمن قام بقتل أي نفس بشرية بدم بارد لابد أن ينال العقاب والجزاء الذي يستحقه، وبما أننا نعيش في كنف دولة لابد أن العدالة ستتحقق ويحال كل مجرم إلى المحاكم ليأخذ جزاءه العادل، فليس بالثأر والقتل العشوائي لأناس لا ذنب لهم تتم معالجة المشكلة .
دياب علاوي قال: إن ماحدث اليوم في حمص من حرق وتكسير للممتلكات وسرقة ونهب وإيذاء الأبرياء لا يتقبله أي مواطن على مستوى سوريا وليس على مستوى حمص فقط، فهذا لن يحل المشكلة بل سيعمقها ويزيدها، ولولا تدخل العقلاء وانتشار الأمن العام بين الأحياء و في الشوارع لكان الخارجون عن القانون تمادوا أكثر وأكثر ولكانت الخسائر أكبر سواء في الأرواح أو المتلكات.
سهيلة سمان قالت: مع كل توتر يحدث ومع كل فتيل يشتعل علينا أن نتذكر أننا أبناء وطن واحد عشنا سابقا مع بعض وسنبقى كذلك،وليس أمامنا سوى السلم الأهلي لكي نستمر وليس لنا سوى أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض لنعيد بناء وطننا بمحبة، وعلينا أن نكون كالبنيان المرصوص متعاضدين متحابين لا نسمح لأحد بأن يعكر صفو حياتنا و يؤجج الفتنة ويزعزع السلم الأهلي بيننا، وعلينا اللجوء إلى المحاكم في حال حدوث أي جريمة،ونحن على ثقة تامة بأن العدالة ستأخذ مجراها، و نحن على دراية تامة أن عناصر الأمن العام يقومون بواجبهم في فرض الأمن والأمان و منع البعض من الإنجرار وراء الثأر ونشر الفوضى والقيام بأعمال الشغب حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.
مها رجب
