ما حدث بالأمس الأول في مدينة حمص ليس حدثاً عادياً عابراً بعد ارتكاب جريمة نكراء بحق رجل و زوجته, و ما أعقب هذه الجريمة من أحداث شغب وحرق وتكسير للممتلكات الخاصة من محال تجارية وسيارات وبيوت بحق أهالي الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة حمص “المهاجرين والأرمن والعباسية والزهراء ” بعد أن أشعلت عبارة طائفية مكتوبة في مسرح الجريمة نار الفتنة فهرع البعض للأخذ بالثأر دون الاحتكام إلى العقل والحكمة فتدخل العقلاء ورؤساء العشائر لتهدئة الفوران.
وما لفت انتباه أهالي حمص هو سرعة استجابة عناصر الجيش والأمن العام والتدخل في الوقت المناسب لإطفاء نار الفتنة واحتواء المشكلة ووأدها قبل أن تتمدد وتنتشر, وتوقيف من يقومون بأعمال الشغب من حرق وتكسير للممتلكات الخاصة وترويع الأهالي.
العروبة قامت باستطلاع آراء بعض الأهالي حول التدخل المباشر والسريع من قبل الجهات الحكومية ممثلة برجال الجيش والأمن لإنهاء تلك الأعمال التي روعت الأهالي وعادت باللقاءات التالية:
الصحفية هيا العلي قالت: ترفع القبعة لرجال الجيش والأمن العام الذين استجابوا بسرعة لنداء الأهالي بضرورة بسط الأمن والأمان بعد أن قام البعض بالانتقام لابن عشيرتهم والثأر له ناسين أن الجهات المختصة هي المخولة بمحاكمة الجناة والمجرمين الذين ارتكبوا الجريمة والتي أكدت وزارة الداخلية أنها جريمة جنائية وليست طائفية, فانتشر عناصر في كل الأحياء والشوارع وهدؤوا من روع الأهالي بعد أن بسطوا الأمان, و اعتقلوا من يقوم بحرق وتكسير وتدمير المحال التجارية والبيوت والسيارات , معرضين أنفسهم للخطر مقابل أن ينعم الأهالي بالأمان.
المهندس سومر حمدان قال: لا نخفيكم سراً إن قلنا أننا كنا متخوفين أن تمتد نار الفتنة وتتطاول ألسنتها, وبعدها لا يمكن السيطرة عليها فتحرق الجميع, إلا أن ما حصل على أرض الواقع أزال تخوفاتنا جميعاً, حيث كان واضحاً للجميع أن وزارة الداخلية كانت حريصة كل الحرص على إيقاف الفوضى والتخريب بحق الأهالي الذين لا ذنب لهم, فكان لها رجال الأمن بالمرصاد فاعتقلوا البعض من تلك الجموع وامتصوا غضب البعض الآخر, وحقنوا دماء الأهالي الذين لا ذنب لهم في الجريمة وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.
المدرّس أيهم سليمان قال :جميع المراقبين للمشهد السوري فوجئوا بسرعة تهدئة الوضع في حمص, وبعضهم كان يتوقع أن تمتد أياماً وأيام, ولكن ما بلسم الجراح و القلوب هو أن الأمن العام أخذ دوره بشكل سريع قبل أن يتفاقم الوضع ويستعصي عن الحل , فشعر أبناء الأحياء التي تعرضت للهجوم أنهم يستندون إلى جدار قوي يحميهم من “فوران الدم” والأخذ بالثأر, حيث وقف رجال الأمن بوجه الغاضبين والذين كانوا مصرين على ترويع الأهالي وخلال أقل من 24 ساعة كانت كل أعمال الشغب والتكسير والحرق والتدمير منتهية, حيث تم اعتقال الكثيرين منهم وباتوا في قبضة العدالة, مع إصرار الجهات المختصة على ملاحقة المجرم الذي ارتكب الجريمة البشعة بحق مواطن وزوجته ومحاكمته وينال جزاءه العادل, والذي لم يكتف فقط بالقتل بل تقصد أن تُفهم أنها جريمة طائفية ليفتح شلال الدم ويعكر صفو السلم الأهلي , فلم ينل مبتغاه لأنه تم وأد الفتنة مباشرة وتم توقيف من قام بترويع الأهالي وسيطر رجال الأمن على المشهد وبسطوا الأمن والأمان.
العروبة – مها رجب
