خمس سنوات ونيف وقراء الصحف في سوريا محرومون من تصفحها ورقياً , وكانت الحجة في حينها “كورونا” وخطورة لمس أي شيء خوفاً من انتقال العدوى ووجدت الجهات ذات العلاقة “في العهد البائد” من هذا الأمر ذريعة لتوقف جميع الصحف ورقياً , و لم يكن من سبيل لمتابعة آخر الأخبار إلا عن طريق المواقع الإلكترونية, وإن كانت شبكة الإنترنت غائبة أحيانا أو ضعيفة يستحيل معرفة آخر المستجدات إلا بعد مرور بعض الوقت, واليوم اختلف المشهد تماماً حيث أبت وزارة الإعلام وكوادر مؤسسة الوحدة للطباعة والصحافة والنشر إلا عودة الحياة والروح إلى صحيفة الثورة السورية من خلال عودتها ورقياً حيث تاق قراؤها إلى لمسها وتصفحها بمتعة لا حدود لها.
“العروبة” استطلعت آراء بعض الزملاء حول أهمية عودة الصحافة الورقية بعد غياب طويل
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة
محمود الشاعر أمين التحرير للشؤون المحلية والاقتصادية في صحيفة العروبة قال: بعد عام على التحرير عادت صحيفة الثورة إلى قرائها ورقياً و هذه خطوة مميزة في مجال التطور الإعلامي الذي تشهده سوريا الحديثة بعد أن استعادت حريتها وكرامتها و”رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ” وبالتأكيد سيتبع هذه الخطوة انجازات ومكاسب كبيرة في مجال الإعلام السوري الحديث بشكل عام .
نحن كإعلاميين نعلم أن ترتيبات وتحضيرات كثيرة سبقت هذه الخطوة وشملت إعادة تجهيز مطابع مؤسسة الوحدة وإجراء الصيانة اللازمة لها بعد مرحلة توقف طويلة منذ العام 2020، بهدف طباعة الصحيفة بشكل فني مميز يليق بقرائها ومتابعيها ويحقق الهدف المرجو منها.
ترصد قضايا وهموم المواطنين
الإعلامية هيا العلي قالت: لاشك أن عودة ” الثورة الورقية ” لها وقع جميل خاصة وأنها ستكون بمحتوى غني متميز تنقل آخر المستجدات وترصد قضايا وهموم ومشاكل المواطنين, و تلقي الضوء على اهتمامات ومتابعات جمهورها وفي كافة المجالات والميادين من اقتصاد وثقافة وفنون ورياضة وغيرها , بهدف تلبية تطلعات ومطالب الجمهور وكسب ثقة جميع متابعيها والمساهمة الفاعلة في مسيرة إعادة الإعمار والبناء التي تشهدها سوريا الجديدة في شتى الميادين والمجالات .
بحلة جديدة أصيلة تتناغم مع متطلبات العصر
الإعلامية رهف قمشري: القراء على موعد مع صحيفة الثورة ورقياً بحلتها الجديدة الأصيلة التي تتناغم مع متطلبات العصر , وتحاكي التطور وتوثق اللحظات الأهم التي يعيشها السوريون والشعوب الأخرى وجميعنا يعرف تمام المعرفة أن مطالعة الصحف ورقياً له وقعه الخاص ففي هذا الأمر حياة وروح و رائحة ولون.
اشتقنا لرائحة الحبر حتى ولو ترك أثراً على أصابعنا, فقوة التواصل مع الورق و الإحساس العالي بما تقرؤه العين وتلمسه اليد له طعم مختلف عن الشاشة الزرقاء التي تبعثها أجهزتنا الذكية ونحن نتصفح بعض مواقع الصحف, وكم هو جميل أرشفة بعض الأعداد الورقية التي تهمنا وحفظها في مكتبة المنزل و التي يمكننا العودة إليها متى شئنا و في الوقت الذي يحلو لنا, على عكس الأرشفة الإلكترونية والتي يتحكم بها الانترنت وتوفره وسرعته.
للصحافة الورقية نكهة خاصة
عادل الأحمد ” جريدة العروبة” قال : للصحافة الورقية نكهة خاصة لدى المتلقي السوري، خاصة وأنها تطرح مواضيع تهم الشارع مما يساهم في زيادة انتشارها وتوزيعها، رغم حضور الإعلام الإلكتروني الذي حظي باهتمام كبير خلال السنوات الماضية، ونوه أنه بعودة الصحف الورقية تصبح هي المصدر الأول للمعلومات والأكثر وثوقية لدى الجمهور السوري الذي عانى من اختلاف مصادر المعلومات ومصداقيتها، في وقت شكلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مصدر المعلومات الأول على امتداد سنوات.
تذكرنا بحرارة ملمس الجريدة
ميمونة العلي مديرة مكتب الحرية في حمص قالت : عودة الصحافة الورقية تردنا إلى عمر قضيناه بين رائحة الورق وحبر الطباعة، تذكرنا بحرارة ملمس الجريدة عند خروجها من الطباعة ساخنة كرغيف معرفة يحمل الكثير من المعلومات والأخبار الجديدة، رغم أن هذه المعلومات توفرها حالياً النسخة الإلكترونية، ولكن نحن جيل اعتاد على الصحافة الورقية, رغم ما نراه من التعلق المرضي للجيل الجديد بالنسخة الإلكترونية،والشاشات بشكل عام، علما أنني كنت من الصحفيين الذين ناهضوا إلغاء النسخة الورقية منذ ه سنوات.
خطوة هامة تحمل رمزية وطنية
محمد بلول (جريدة العروبة) قال :نترقب اليوم الإصدار الورقي الأول لجريدة الثورة بعد غياب دام لسنوات, خطوة هامة تحمل رمزية وطنية ولتعود الجريدة عماد مسار “الإعلام العام” في سوريا ولتكون فاصلة الحق,رافعة العمران .
“الصحافة السورية اليوم أكثر شفافية، وبالتالي سيكون حضور جريدة الثورة الورقية مميزاً في الشارع السوري وسوف تستعيد دورها في نقل هموم الناس وإيصال صوتهم فعلاً لأولي الأمر.
نترقب اليوم انطلاقة متجددة للثورة الورقية ونحن على يقين أنها ستكون بمحتوى متميز تنقل كل ما هو جديد وترصد قضايا وهموم ومشاكل المواطنين بالإضافة لصفحاتها الغنية والمتنوعة التي تشمل كافة اهتمامات ومتابعات جمهورها ..
صديقة الدرب ورفيقة الطفولة والشباب
هنادي سلامة محررة في جريدة العروبة قالت :
تعود الثورة اليوم لقرائها بعد طول غياب كانت حجته “الكورونا” آنذاك ، الثورة صديقة الدرب ورفيقة الطفولة والشباب تعود للطباعة الورقية.. الصحيفة التي مر عليها كادر صحفي من خيرة الناس حاولوا تمرير رسائل بين السطور ولما استشرس الفساد ضاقت حتى المساحات بين السطور وكانت “كورونا” الحجة لتغييب التوثيق وحتى التلميح ..
اليوم يعود للكلمة نبضها وقوتها وتأثيرها، يعود للتوثيق المسؤول ألقه، تعود إلينا جريدة الثورة بحلّة جديدة أصيلة عصرية تحاكي التطور و توثق الأهم فالأهم.
اليوم نخطو خطوة كبيرة لإعادة الألق للصحافة المكتوبة التي تعتمد على الرأي والتحليل والتحقيقات، ولا تكتفي بالخبر بأقلام محررين وكتاب وصحفيين أقلامهم حرة وكلمتهم موزونة هدفهم خدمة البلد وأهله، بل تتسع لجميع أبناء هذا الوطن.
أحرى اللقاءات : مها رجب – بشرى عنقة