لاشك أن عودة الصحافة الورقية “ممثلة بصحيفة الثورة السورية” إلى الواجهة وبمتناول اليد سيكون له الأثر الأكبر عند محبي القراءة ومتذوقي الكلمة .
عن عودة و انطلاقة صحيفة الثورة السورية ورقياً ورونقها وملمسها لعشاقها ، وتأثيرها في المشهد الثقافي والفني, رصدت العروبة آراء العديد من فناني حمص حول أهمية هذا الحدث :
رفيقة الفنانين
الفنان التشكيلي إميل فرحة رئيس فرع نقابة الفنانين التشكيليين بحمص قال : رغم التطور التكنولوجي المذهل الذي وصلنا إليه و توسع دائرة الإعلام الالكتروني ، يبقى للصحف الورقية أثرها ووقعها الايجابي في نفس القارئ الذي يفسح المجال له للتأمل بهدوء وروية ، والتمعن بالحدث بعيدا عن صخب الشاشات وبهرجتها ،و صحيفة الثورة رفيقة الفنانين, وبعد انطلاقتها ورقياً ستعود وتأخذ دورها, فتأثيرها كبير في المشهد الثقافي والفني من ناحية عرض الأعمال الفنية التشكيلية وإبراز جماليتها وتفاصيلها الدقيقة ومحتواها بطريقة فنية مميزة, و يمنح كل عدد منها قيمة ثقافية وفنية كبيرة لأي حدث ثقافي ويوثقه ويؤرشفه.
تسمح بالتأمل بالنص والصورة بعيدا عن سرعة المحتوى الرقمي
رفاء حامد مديرة معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية أكدت أن الصحيفة الورقية ما تزال تحتفظ بمكانة أساسية في المشهد الثقافي والفني،رغم الانتشار الواسع للمنصات الالكترونية ،فهي لا تقرأ فقط ،بل تلامس وتحفظ ،وتبقى جزءا من الذاكرة البصرية التي تشكل ملامح الثقافة عبر الزمن .
إن الصحيفة الورقية تقدم للقارئ تجربة مختلفة تماما ، تجربة أكثر هدوءاً وعمقا ،تسمح بالتأمل بالنص والصورة بعيدا عن سرعة المحتوى الرقمي وتشتيت الشاشات ،وهذا ما يجعلها وسيلة مثالية لعرض الأعمال الفنية ،وتسليط الضوء على المبادرات الثقافية وتقدم المحتوى بطريقة تحمل قيمة جمالية ومهنية ثابتة .
وأضافت: ورغم أهمية التطور التكنولوجي وسرعة الإعلام الالكتروني ،تبقى الجريدة الورقية منبرا فنيا حقيقياً يحفظ هوية المكان ويمنح الفن حقه في الظهور والتوثيق ،والحفاظ على حضورها هو حفاظ على جزء من تاريخ الفن وعلى أسلوب عرض أكثر صدقا وعمقا ،ومع احترامنا للتطور الرقمي يبقى للورق سحره , سحر الهدوء والدقة والملمس وذاك الحضور الدائم الذي يجعل من عدد جريدة قطعة ثقافية بحد ذاتها.
تحافظ على الذاكرة الثقافية وتوثق الفن
الفنان التشكيلي رامي درويش قال : سُعِدنا كثيرا بانطلاقة صحيفة الثورة ورقياً, فللصحيفة الورقية قيمة خاصة لا يمكن تعويضها ،فهي تمنح القارئ تجربة هادئة وواضحة وتعرض الأعمال الفنية بطريقة تحفظ جمالها وتفاصيلها بعيدا عن تشويش الشاشات, ورغم انتشار الإعلام الالكتروني تبقى الجريدة الورقية مساحة تحافظ على الذاكرة الثقافية وتوثق الفن بأسلوب صادق يبرز هوية المكان وروح العمل الفني ، مما يجعل كل عدد منها جزءا من ثقافة نعتز بها .
أرشيف تاريخي
ملك حنون مديرة فرقة كحلون قالت: عندما تناهى إلى مسامعنا أن صحيفة الثورة السورية ستعود وتُنشر ورقياً استبشرنا خيرا لأن الصحافة الورقية تحتفظ بقيمة خاصة لا يمكن للمنصات الالكترونية أن تلغيها ،لأنها ليست مجرد وسيلة لنقل الخبر بل ذاكرة موثوقة تحفظ الحدث وتوثقه بهدوء وعمق ، ورغم الانتشار الواسع للإعلام الرقمي يبقى للصحافة المطبوعة حضورها المختلف ،فهي أكثر قدرة على ترك أثر طويل ،وعلى تقديم المادة الثقافية والفنية بروح البحث والتأمل ،لا بسرعة التمرير وفي المشهد الثقافي والفني تؤدي الصحافة الورقية دورا ضروريا في توثيق التجارب وحفظ الحراك الإبداعي ،ومنح الفرق والمبدعين مساحة لإبراز هويتهم بعيدا عن ضجيج المنصات ،وجودها يشبه العمل الفني نفسه يحتاج وقتا ،وينجز بمحبة ،ويقرأ بتأن , ولهذا تبقى شريكا ثابتا في ترسيخ الثقافة في المجتمع ، وفي النهاية لا صراع بين الورقي والرقمي بل توازن يكمل أحداهما الأخر ،فالأعلام الرقمي يوسع الانتشار بينما تبقى الصحافة الورقية أرشيفا تاريخيا حيا يحفظ الذاكرة الثقافية للأجيال .
هيا العلي