أضاءت نقابة الفنانين الشمعة التاسعة عشرة لمهرجان حمص للثقافة الموسيقية بحضور جمهور كبير قدم إلى مسرح دار الثقافة لحضور فعاليات المهرجان التي أصبحت بعد الحرب الكونية تقام مرة كل سنتين بالتناوب مع مهرجان حمص المسرحي الذي تقيمه النقابة أيضاً .
هذا الحضور الكبير الذي نشهده عبر المهرجانات التي تقام بحمص يعطينا مؤشرات على الحالة الحضارية للجمهور الذي يأتي بكثافة للاستمتاع بهذه الفعاليات ،وهذه الحالة لا يمكن أن تتوفر عند أي شخص ، فالاهتمام بالمسائل الثقافية والفنية يدل على رقي وسمو الروح الإنسانية التي تحتاج لهذا الغذاء الروحي الذي يتم إشباعه من خلال تلك الأنشطة الفنية والثقافية التي تسمو بالروح والفكرمعاً، فمن يهتم بالموسيقا والثقافة لا يمكن أن يكون إلا من ذلك النسيج الراقي الذي تنتجه هذه الفنون ،وقد صدق من قال :ابق حيث الموسيقا فالأشرار لا يغنون وهذا يعني أن الموسيقا والغناء حيث يوجدان لا يمكن أن نجد الأشرار والحاقدين ..لأن الموسيقا والغناء فعل سام يسمو بالروح الإنسانية وهو يقوم بفعل البناء الحضاري للعقل والفكر الذي من خلاله تتعمق فلسفة الجمال التي هي بدورها تعمل على البناء وتطوير الذات البشرية بعكس الأشرار الذين لا يسمعون الموسيقا والذين هم من دواخلهم يملكون قلوباً سوداء لا تنقيها ولا تنظفها من سوادها تلك الألحان الموسيقية ولذلك فإن نظرتهم تكون عدوانية قائمة على القتل والتدمير .
بالموسيقا ،والغناء ،والورود نتواصل وها هو مهرجان الموسيقا يؤكد هذه الحالة من خلال هذا الجمهور الكبير الذي يواكب فعاليات مهرجانه ويستمع لفرقه التي تعبق بالحب والجمال والحضارة …
فمن يستمع للموسيقا يملك قلباً نقياً ويرتقي بفعله الإنساني اليومي… فلنبق حيث الموسيقا …لأن الأشرار لا يغنون !
عبد الحكيم مرزوق
المزيد...