الاغتيال المعنوي سلاح فتاك فحذار منه

الاغتيال المعنوي ربما يكون أقسى وأشد وطأة من الاغتيال الجسدي، فقد يغتال الشخص جسديا فيصبح بطلا في نظر الناس ، ولكن في حالة الاغتيال المعنوي فالشخص يظل على قيد الحياة ولكن تلاحقه صورة ذهنية غاية في السلبية وقد يستعمل مصطلح الاغتيال أحيانا لوصف حالة من الظلم والتعسف والقهر التي تمارس بشكل متعمد ومستمر بهدف تدمير مصداقية وسمعة شخص أو مؤسسة أو أمة، وهذا ما يطلق عليه الاغتيال المعنوي. وينطوي هذا النوع من الاغتيال على المبالغة و تضليل الحقائق والتلاعب بها لتقديم صورة غير صحيحة للشخص المستهدف او الجهة المستهدفة وهو من اكبر وسائل تزييف الوعي ولا يختلف الاغتيال المعنوي عن التصفية الجسدية بل قد يكون أكثر ألماً وضرراً ذلك انه يستهدف وعي المجتمع والعالم ووجدانه تجاه الضحية. ويستخدم في الاغتيال المعنوي مزيج من الطرق المباشرة والخفية لتحقيق الأهداف، مثل تلفيق الاتهامات الكاذبة، وزرع الشائعات وتعزيزها، والتلاعب بالمعلومات واختلاق أحداث ، وبث أخبار كاذبة ، وقد يؤسس الاغتيال المعنوي للاغتيال الجسدي برضى وصمت الجميع كأن يخطئ المخالف ويتم شحن الناس ضده عبر التهييج الذى يرتدى ثوبا مزيفا، ليطعن فى هذا الشخص، ويزيد من خطورته المفترضة، ويقلل من قدره عند الناس. وجميع صور الاغتيال المعنوي تؤكد على المبالغة والإلحاح المستمر على تشويه الضحية وتحطيم معنوياتها وغلق كل أبواب الدفاع عن نفسها، والتعتيم على جوانبها الايجابية.وقد يخلط البعض بين النقد الذي هو مشروع ومطلوب لإصلاح المجتمع وبين الاغتيال المعنوي الذي يهدم المقومات البشرية في المجتمع. ان الاغتيال المعنوي لشخص بإشاعة الأكاذيب حول سيرته وانجازاته وتشويه صورته أسوأ من الاغتيال الجسدي. ولم تقتصر أساليب الاغتيال المعنوي على المقالات والحوارات والمناقشات، لقد تفشّت من خلال برامج ساخرة تهز من قيمة ووقار واحترام الشخصيات بحيث لا يبقى لأحد هيبة أو احترام. ولا ننسى النشاط الإلكتروني على الإنترنت ,. وقد يخلط البعض بين النقد والاغتيال المعنوي فالأول مشروع ومطلوب لإصلاح المسيرة والثاني مدان ومرفوض لأنه يهدم المقومات البشرية في المجتمع. وللأسف الشديد يساهم في هذا الاغتيال المعنوي بوعي أو بدون وعي) بعض الإعلاميين.
وفقدان الثقة بين الجميع وفقدان الأمل في أي نهوض أو إصلاح ، وفقد بوصلات التوجيه في المجتمع، ويدع الأمر في يد الشارع الذي يديره كما تشتهي سفن الممول لعملية الاغتيال المعنوي وفي هذه الحرب القذرة على سورية انطلقت الكثير من عمليات الاغتيال المعنوي كانت تهدف للنيل من صمود السوريين وقد هزم الانتصار السوري المبين كل حالات الاغتيال المعنوي.
خديجة بدور

المزيد...
آخر الأخبار