بدأت معرفتي بالأديب : آصف عبد الله ، في مدينة حمص مطلع ثمانينات القرن الماضي ، وكان فرع اتحاد الكتاب العرب منتدى اللقاءات بين من لحقتهم مهنة الحرف كما كانوا يقولون ، وقد أغنى هذه اللقاءات بالحميمية والجمال الأديب الشاعر ممدوح السكاف بصدره الرحب وهدوئه الرومانسي وابتسامته العذبة وحديثه الذي يفوق أمالي أبي علي القالي ويقترب من الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، وتعززت العلاقة مع الأديب آصف عبد الله ونحن من جيل واحد وكان يعمل أيضا ً في مديرية تربية حمص، وإن يكن قد غاب عن مدينة حمص لمدة أربع سنوات منذ عام تسعة وثمانين حتى عام ثلاثة وتسعين حيث عمل فنّي مكتبات في جامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية .
وقد بدأت رحلته الأدبية الفعلية عندما نشر مجموعته الشعرية الأولى :
ابتهالات – عام سبعة وثمانين وقد صدرت عن وزارة الثقافة في دمشق ولاقت ردود أفعال مختلفة كونها تنخرط فيما يسمى- قصيدة النثر – وبعد سنتين نشر مجموعته : مفازات – وقد صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، وتبعتها بعد ثلاث سنوات مجموعته الثالثة : وقت من رمل – ومما كتب عنها في مجلة الموقف الأدبي عدد أيار عام ستة وتسعين : ( يقول آصف عبد الله في مجموعته – وقت من رمل – ) : أتضرع للخالق، أصنع بحيرة من الكلام وغلاصم من الحبر- يقترن إذا ً عمل الشاعر بفعل الخلق، وماذا يخلق الشاعر ؟ إنه يعمل ضمن الكون الذي ينسجم دوره مع قدرة الشاعر الذي لن يخلق غيبا ولابشرا ً ولاطيرا ً، فهذه مفردات يتعامل معها الشاعر في مناخ من المجاز والخيال ، إنه يخلق بحيرة لكن من كلام .. «
ثم أصدر مجموعته الرابعة : عليك أيتها الأنثى ألقي دمي – عام ستة وتسعين وتبعتها مجموعته الخامسة – من سيرة الشجرة – بعد ثلاث سنوات ، وكلتا المجموعتين صدرتا عن اتحاد الكتاب في دمشق .
وقد أسهم آصف عبد الله في الكتابة للأطفال فأصدر ثلاث مجموعات قصصية للأطفال هي بالتتابع : البستان الجميل ، رحلة نهر – بحيرة الأزهار ، وعمل على موسوعة علمية لغوية للأطفال بعنوان : أسماء وأصوات ، وهذا ما أهله للعمل في مجلة أسامة التي تصدرها وزارة الثقافة للأطفال ، وقد أصبح رئيسا ً لتحريرها قبل أن تختطفه يد المنية مبكرا ً وتعيده إلى مسقط رأسه: ضهر مطرو ، في محافظة طرطوس .
د. غسان لافي طعمة
المزيد...