صوت العروبة… معضلة الصرافات

تحولت الصرافات الآلية بحمص بالنسبة للموظفين والمتقاعدين الذين تم توطين رواتبهم فيها من نعمة إلى نقمة تتكرر مع بداية كل شهر لعدم تمكنهم من قبض رواتبهم بيسر وسهولة واضطرارهم للانتظار الطويل والمتعب والممل أمامها بسبب الازدحام عليها , وخروج الصراف عن الخدمة في أي لحظة وإضاعة الانتظار سدى.‏
مشكلة الصرافات في حمص لم يجد القائمون على تشغيلها حلولا لها حتى الآن والدليل أن معاناة الموظفين تتفاقم لعدة أسباب أولها قلة الصرافات مقارنة مع من تم توطين رواتبهم فيها وثانيها كثرة أعطالها وخروجها عن الخدمة وعبارة الصراف خارج الخدمة مؤقتاً تتكرر يومياً وعلى مدار الساعة وبالتالي تعطل مصالح المواطنين وإضاعة وقتهم وعملهم دون فائدة والسبب الثالث عدم تغذية الصرافات بالأموال الكافية ليتمكن المواطنون من قبض رواتبهم في أي وقت والسؤال الذي يتبادر لأذهان الناس ما الذي يمنع من تغذية الصرافات بكميات أكبر من النقود طالما أن المؤسسات والشركات تحول الرواتب للمصارف..
ما نود الإشارة إليه أن الصرافات الموضوعة في صالات الخدمة أو النافذة الواحدة تم تحديد عملها من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر بينما الصرافات الموجودة في المؤسسات والشركات فإذا كانت بالخدمة فهي تعمل ضمن الدوام الرسمي، وفي أيام العطل والمناسبات لا يمكن لأحد استخدامها كونها داخل المديريات وبهذا الشكل بقيت خدماتها قاصرة فهل يعقل ذلك ؟ ولماذا لايتم إلزام مستثمر النافذة الواحدة بتشغيل الصراف في فترة ما بعد الظهر للتخفيف من الازدحام على الصرافات الأخرى أم أن هناك غايات ومصالح من عدم تشغيلها , والدليل لجوء العديد من المواطنين لإيداع بطاقاتهم في احد المكاتب الخاصة القريبة من صراف العدوية حيث يتقاضى 300 ليرة على كل بطاقة والذي دفع المواطنين لذلك ما ذكرناه أنفا من سوء خدمة الصرافات ؟
وهنا يتبادر إلى ذهننا تساؤلات عدة أهمها : هل عجزت الجهات المعنية عن إيجاد حلول منطقية لمعضلة الصرافات في حمص وهل أصبحت عصية على الحل ولماذا تغيب المبادرات والحلول لإراحة الموظفين والمتقاعدين من معاناتهم اليومية والمتكررة واضطرارهم للانتقال من مكان إلى آخر بحثاً عن الصراف الموضوع بالخدمة وتكبدهم أعباء مالية إضافية كأجرة مواصلات ترهق كاهلهم وتزيد من همومهم فمن حق الموظف أو المتقاعد الذي علينا تكريمه في نهاية عمره لا العكس أن يحصل على راتبه بسهولة دون انتظار لساعات أمام الصرافات أو البحث بشكل دائم عن صراف تتوفر فيه الخدمة والنقود معاً‏.
والسؤال هنا : لماذا لا يكون هناك صرافات بأعداد اكبر وفي مختلف الأحياء ومناطق المحافظة لتخفيف الضغط وماذا حل بالصرافات الجديدة التي كان سيتم استيرادها.
أصبح قبض الراتب بالنسبة للمواطن في حمص هاجساً ويحمل قلقاً وهماً يتكرر مع بداية كل شهر خوفاً من التأخر في الحصول على الراتب فكيف سيتدبر أموره ومعيشته في ظل ظروف صعبة على الجميع ولا حياة لمن تنادي فهل ستتكرم الجهات المعنية وتسعى لتخفيف معاناة المواطنين أم أن التطنيش واللامبالاة سيكونان سيدي الموقف ؟!!‏

محمد قربيش

المزيد...
آخر الأخبار