تأبط شعراً..مريمة الحنين

هنا الأرض حقاً زهت كالسماء
و أشرق منها شفيف السناء
هنا القدس مريمة من حنين
و درب البشارة و الأنبياء
لم الليل يصلب تلك الأماني
و يغمر بالحزن وجه البهاء ؟
أيذبح نبض الحقيقة جهراً
لكي تسرق الريح سر الرجاء ؟
غريب الخطا عابر مثل وهم
و نحن الغد السرمدي مدى الضياء
معاً نهزم النار مهما تمادت
و نكتب نصراً بحبر الدماء
لنحمي الأزاهير من سيف غدر
يؤرق أسماءنا بالعياء
دموعي تقبل طهر تراب
و جرحي تعمد بالكبرياء
تراتيل قلبي نداءات وعد
تراود كالفجر حلم اللقاء
أصلي فأرسل أسراب نور
كأن المدى موجة من دعاء
وأركع حيث اليقين تجلى
فهذا الثرى مولع بالفداء
و أجراس تلك الكنائس تشدو
لتبقى فلسطين ومض النداء
على هذه الأرض تنساب روحي
حماماً يعانق أفق الإباء
كصبح يؤوله جمر الليالي
وطيب يناجيه زهر العطاء
أيا قدس كم في رباك حنان!
كما الأم حبك عذب الرواء
أيا امرأة من ربيع ندي
وأيقونة كالنشيد المضاء
لك الغار يهدي جزيل العطايا
تباشير عهد ووجد وفاء
وأقصاك يا قدس محراب ضوء
مآذنه آية من صفاء
فهل أنت روض تهادى فتوناً
أم الشمس منك ارتقت للعلاء ؟

د. عبد المسيح دعيج

المزيد...
آخر الأخبار