كما أنيرت شمعة مهرجان الثقافة الموسيقية التاسعة عشرة في التاسع والعشرين من الشهر الماضي فقد أطفئت يوم الأربعاء الماضي بعد تسع حفلات فنية قدمتها الفرق الفنية التي قدمت برامجها الغنائية والموسيقية التي جهدت لتكون برامج جديدة تحمل الكثير من اللمسات الفنية لتلك الفرق التي يحمل بعضها تاريخاً عريقاً استطاعت خلاله أن تبلور شخصيتها الفنية عبر السنوات الماضية ، وفي الوقت ذاته فقد شهدنا في المهرجان فرقاً حديثة العهد ليس لها تلك التجربة الطويلة في تقديم الأمسيات الغنائية والموسيقية ومع ذلك فإن بعض الفرق التي تعتبر حديثة أثبتت حضورها بشكل لافت طغى على الفرق القديمة والتي لها تاريخ عريق في العمل الغنائي والموسيقي وأعتقد أن العبرة ليست بالحضور اللافت بل في الاستمرار لا سيما وأن الفرق العريقة التي عادت هذا العام للمشاركة في مهرجان الثقافة الموسيقية ترفع لها القبعة لأنها توقفت طيلة الحرب الكونية على سورية وعودتها تعتبر إنجازاً حقيقياً فبعض تلك الفرق خسرت مقراتها وعادت تتدرب في أماكن مؤقتة حتى تعود وتستمر وتثبت حضورها على الساحة الفنية وبعضها الآخر عاد إلى مقره وعاود نشاطه من جديد ، وبعض الفرق أيضاً خسرت كل شيء .. المقر .. والآلات .. ولم يعودوا يمتلكون أي شيء وعودتهم كانت صعبة بعض الشيء وهم يجهدون ويعملون على لملمة ما تبقى من الفنانين العازفين والمطربين تمهيداً لعودتهم إلى معاودة نشاطهم الفني في السنوات القادمة ..
هذا العام شهدنا ولادة فرق جديدة وغابت فرق أخرى شاركت في الدورة السابقة للمهرجان والأمل معقود على أن تكون الفرق الفنية حاضرة على الدوام كي تبقى شعلة المهرجان متقدة على الدوام ، وكما كانت الفرق هذا العام متألقة وسبباً هاماً في نجاح المهرجان و كذلك الجمهور الكبير الذي رافق كافة الأمسيات فإن المهرجانات القادمة يجب أن تكون أكثر نجاحاً وهذا بالطبع ليس معادلة مستحيلة التحقيق فمن استطاع أن يحقق النجاح هذا العام سيحققه في الأعوام القادمة بالاستعداد والتحضير الجيد في كافة الجوانب التي ينبغي أن تأخذ حقها من الاهتمام من قبل اللجنة العليا للمهرجان في المستقبل القريب .
عبد الحكيم مرزوق
المزيد...