بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد ألقى الروائي عبد الغني ملوك محاضرة بعنوان:(الحركة التصحيحية المنطلقات والإنجازات « في المركز الثقافي في السجن المركزي تميزت المحاضرة بتحليل تاريخي توثيقي دقيق لتلك المرحلة التي تطلبت قيام الحركة التصحيحية فبين أن أول وحدة بين سورية ومصر في التاريخ الحديث هي وحدة عام 1958 وقد لاقت تجاوبا جماهيريا منقطع النظير إلا أن عملاء الكيان الإسرائيلي والغرب نفذوا الانفصال في 28أيلول عام 1961, ثم يذكر الروائي ملوك بأن ثورة الثامن من آذار جاءت ردا على الانفصال في 8 /3/ 1963 لتتوج كل تلك الجهود الجبارة بقيام الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني 1970,ثم يسهب المحاضر في الحديث عن منجزات التصحيح على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية . لاسيما مجلس الشعب الذي تأسس إثر قيام الحركة التصحيحية المباركة موضحا أهمية تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972 التي ضمت الأحزاب الوطنية ,وأهمية انتخاب مجالس محلية في كل المحافظات في 3/3/1972وهذا كله من منجزات التصحيح .
مبينا أهمية الزيارات التي كان يقوم بها القائد المؤسس حافظ الأسد لقرى المحافظات السورية والاستماع لشكاوى أهالي تلك القرى التي كانت تخرج لتستقبله بحفاوة, ففي أوائل سبعينيات القرن الماضي لم تكن لدينا جامعة في حمص وعندها لبّى القائد المؤسس طلب أهل حمص بإحداث جامعة البعث وكان الإنجاز حدثاً هاماً جداً ، يدرك أهميته من سافر خارج حمص للدراسة .
تكريم
وبين المحاضر منجزات التصحيح في المجال الثقافي حيث الانفتاح الفكري على كافة الثقافات مستذكرا تكريم المجاهد سلطان باشا الأطرش المحارب القديم الثمانيني قائد الثورة السورية الكبرى من قبل القائد المؤسس حافظ الأسد ,وتكريم الكاتبة كوليت الخوري حفيدة فارس الخوري رئيس الوزراء الأسبق الذي قاد المظاهرات ضد الفرنسيين من الجامع الأموي.كما تحدث المحاضر عن الإنفتاح الفكري الذي كان سائدا عقب الحركة التصحيحية والذي تجلى بتطور الحركة المسرحية واستشهد بمسرحية «حفلة سمر من اجل خمسة حزيران « لسعدالله ونوس حيث تضمنت الكثير من النقد والتعرية للواقع العربي قبل وقوع نكسة حزيران .
تشجيع ودعم
وأسهب المحاضر في شرح الخطط الاقتصادية الطموحة التي جاءت عقب الحركة التصحيحية والتي فتحت المجال للطبقة الوسطى وصغار الكسبة في تعزيز مكانتها ووجودها ,كما بين أهمية الفكر المؤسساتي الذي ضم جميع شرائح المجتمع من أجل تعزيز العمل والعطاء مشيرا للنهضة العمرانية الكبيرة في كافة المجالات بعد الحركة التصحيحية ابتداء من بناء الإنسان وصولا إلى كافة القطاعات الأخرى كقطاع الزراعة والصناعة بالإضافة للتربية.
ما أشبه الأمس باليوم
وبين المحاضر أن الذين مولوا الانفصال عام 1963 هم ذاتهم عادوا ومولوا الحرب الإرهابية ضد سوريتنا عام 2011 وكلفت بحسب تقاريرهم أكثر من 360 مليار دولار وقد سقطت كل مؤامراتهم بسبب وعي شعبنا المغوار وصمود وبطولات جيشنا الباسل الذي طهر الجزء الأكبر من الوطن من الإرهاب.
وأضاف أما موضوع الصحة والعلاج الصحي المجاني فمشهود لسورية من قبل منظمة الصحة العالمية بهذا الإنجاز.
، وأكد أن نهج التصحيح مستمر بمحاربة الإرهاب واجتثاثه مهما بلغت التضحيات و اتسعت دائرة الاستهداف صونا لعزة الوطن وكرامته…. فالسوريون لا يمكن أن يقبلوا الذل والهوان ولو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك ، وبعد مرور عقود على نهج التصحيح تبقى الدروس والمعاني والقيم الوطنية حاضرة في أذهان كل السوريين ولأن هذه الدروس ما زالت راسخة و يواصل شعبنا وجيشنا الباسل مواجهة المؤامرات التي يتعرض لها وطننا بعزم لا يلين وتضحيات عظيمة لتمضي سورية بكل ثقة وثبات نحو نصر مؤزر على المستعمرين الجدد وأدواتهم الإرهابية.
وختم المحاضرة قائلا:إن إنجازات الحركة التصحيحية لا يمكن حصرها في محاضرة واحدة أو ساعة من الوقت فقد جاءت لتصحيح المسار و توجت بحرب تشرين التحريرية من ثم بدأ الإعداد لإنشاء جيش عقائدي تدريباً وتسليحاً وأصبح الجيش العربي السوري رمزا للنضال فقد استطاع الوقوف بصمود منقطع النظير وقدم الشهداء خلال تصديه للحرب الكونية التي شنت على سورية وتم سحق الغزاة الجدد من التكفيريين والوهابيين تأكيداً لاستمرارية نهج التصحيح .
ميمونة العلي