بلغ عدد المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري عالمياً 7ر36 مليون نسمة في أواخر عام 2015 وشهد العام نفسه وقوع /12 / مليون إصابة جديدة ، ووفاة 1ر1 مليون نسمة من جراء الإصابة بعلل ناجمة عن فيروس العوز المناعي البشري .
يصيب هذا الفيروس خلايا الجهاز المناعي ، ويتسبب في تدمير وظائفها أو تعطيلها ويمكن اعتبار الجهاز المناعي معوزاً عندما يعجز عن أداء دوره في مكافحة العدوى والمرض . وتعرف أنواع العدوى المرتبطة بالعوز المناعي الوخيم « بأنواع العدوى الانتهازية» لأنها تستغل ضعف الجهاز المناعي .
والإيدز تعبير يشير إلى أشد مراحل العدوى تقدماً ، وتعرف تلك المراحل بظهور أي نوع من أنواع العدوى الانتهازية التي يتجاوز عددها الـ 20 عدوى أو أنواع السرطان الناجم عن الإصابة بفيروس الإيدز الذي يصاب به الأفراد من خلال الاتصال الجنسي غير المحمي ومن عمليات نقل الدم الملوث بالفيروس ، أو تبادل الأبر والمحاقن والأدوات الحادة الملوثة بالفيروس ، وقد ينتقل من الأم إلى طفلها أثناء فترة الحمل أو عند الولادة أو خلال الرضاعة
ومن المؤسف أنه لا يوجد أي علاج يكفل الشفاء من هذا المرض ، لكن إذا تقيد المريض بالعلاج على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والاستمرار فيه سيتم إبطاء تطور الفيروس داخل الجسم على نحو يوحي بتوقف نشاطه تقريباً ، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار أدويته فإن منظمة الصحة العالمية توصي بالعلاج لجميع الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض وأولئك المعرضين لخطر كبير
لكن لا يعني ذلك الوقوع في دوامة اليأس فالجهود تبذل باستمرار للكشف عن لقاحات مفيدة ، وقد أظهر بروتين موجود في نقص المناعة لدى القرود تأثيراً واعداً بوصفه مكوناً محتملاً للقاح ضد فيروس نقص المناعة ومحاولات أخرى كثيرة تجري ومعظمها يؤشر بمستقبل جيد
وفي هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن وزارة الصحة السورية منذ اكتشاف المرض عام 1987 أنشأت البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وبدأت بتنفيذ برامج التوعية والتقصي والرصد والتي ما زالت مستمرة بتقديم الخدمات للمصابين رغم ظروف الحرب القاسية والتي قام خلالها التكفيريون بتدمير المراكز الصحية والمشافي والمستوصفات واستهداف الكوادر الطبية والتمريضية الجيدة .
وما زالت سورية من الدول ذات الانتشار المنخفض بالنسبة للمرض.
ومرد ذلك إلى الخدمات المجانية التي تقدم للمصابين وإلى التوعية المستمرة صحياً والحديث حول المرض ومخاطره ، والتوعية بالمخاطر الأخرى لبقية الأمراض كالسل وغيره وارتباطها بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا المرض .
إن دولة عظيمة كسورية تصيبها هذه الحرب الظالمة التي دخلت عامها التاسع وتبقى في مقدمة دول العالم صحياً بالنسبة لكثير من الأمراض ، وبالنسبة للدواء أيضاً يعني ذلك أنها تضع في أولوية اهتماماتها الإنسان وصحته .
أحمد تكروني
المزيد...