يميز الباحثون في الأسطورة بين أنواع مختلفة لها ،فالباحث الدكتور أحمد كمال زكي في كتابه –الأساطير ..دراسة حضارية مقارنة –يميز بين الأنواع الآتية :
1-الأسطورة الطقوسية وهي الأسطورة التي ارتبطت بعمليات العبادة ،ويعد نشيد :إينوما إيليش الذي كان ينشده الكهنة مثالاً لهذا النوع .
2-الأسطورة التعليلية :كأسطورة تموز في بلاد الرافدين وأسطورة أدونيس على الساحل السوري ،والتعليل هنا لتعاقب الفصول في بلاد الرافدين أو الساحل السوري من الخريف إلى الشتاء فالربيع ..فتموز أو أدونيس يقتل في الخريف وتشرب الأرض دماءه في الشتاء وتخصب في الربيع ،وتظهر شقائق النعمان الحمراء مصطبغة بدماء تموز أو أدونيس والرمز التموزي نجده واضحاً في قصيدة –أنشودة المطر –لبدر شاكر السياب فالسياب يمزج الرمز التموزي بالحياة الواقعية المعاصرة :
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسمٍ جديد .
كما يظهر الرمز التموزي أو الأدوني في قصيدة –الأرض اليباب –للشاعر الإنكليزي توماس سترنس إيليوت وهي من القصائد الشهيرة في العالم .
3- الأسطورة الرمزية كأسطورة الأرض الأم أو :الأرض أمنّا .
وأسطورة :كرونوس كرمز الزمن الذي لا يفنى بينما يفنى كل شيء وهي أسطورة يونانية .
4-الأسطورة التاريخية :كملحمة جلجامش ،ملحمة بلاد الرافدين الخالدة التي تناولها الأديب الباحث فراس السوّاح في كتابين ،وهي تحكي حكاية جلجامش ملك أوروك الباحث عن عشبة الخلود بعد موت صديقه –أنكيدو-الذي جاء من الغابة عدواً متوحشاً و لكن الأنثى روضته وحضرته ،وفشل جلجامش في أكل عشبة الخلود وأكلتها الأفعى ،والحكاية طويلة بتاريخيتها وأسطوريتها .
ويبقى منطق الأسطورة على اختلاف أنواعها هو اللامنطق واللا معقول واللا مكان وفي هذا تبدو الأسطورة وسطاً بين الحلم واليقظة ،أو لعلها تبدو كأنها ضرب ممتع من أحلام اليقظة .
والباحث صموئيل هنري هووك يميز في كتابه –منعطف المخيلة البشرية بين الأنواع الآتية من الأساطير .
1-أسطورة الطقس وهي ذاتها الأسطورة الطقسية .
2-الأسطورة السببية التكوينية وهي ذاتها الأسطورة التعليلية
3-أسطورة العبادة -4- أسطورة الصيت
وهذه الأساطير على اختلاف أنواعها نتاج المخيلة الإنسانية تنبثق من موقف محدد لتؤسس لشيء ما .لذلك فالسؤال الجدير بالطرح ليس القائل : أهي حقيقية ؟بل :ما المقصود منها .؟!
د. غسان لافي طعمة