ألهم تشرينا التصحيح والتحرير جذوة الشعر الوطني بالقصائد الثرية بمعاني الفخر والنصر والمقاومة والتحدي حتى تحقيق تطلعات السوريين بحياة أجمل لاسيما مع انتصارات الجيش العربي السوري ضد الإرهاب لأن صوت الشعر يعلو مع صوت المعركة وبريقه يزداد مع ازدياد وتيرة الانتصارات المضمخة بالتضحيات وقد أنشد الشعراء قصائد مفعمة بروح المقاومة فعبروا عن مكنوناتهم وارتباطهم بوطنهم منذ قيام الحركة التصحيحية المباركة التي كانت حرب السادس من تشرين الأول أحد أهم نتائجها على الصعيد العسكري .
وهناك شعراء كثر كتبوا عن تشريني التصحيح والتحرير ,منهم الشاعر نزار قباني والشاعر سليمان العيسى ووصفي قرنفلي وغيرهم الكثير ممن تزخر بنتاجاتهم ذاكرة الشعوب .وفي هذه المادة سنتناول تشريني التصحيح والتحرير في قصائد الشعراء المعاصرين وسنبدأ مع الشاعرة أحلام بناوي في قصيدة ترى فيها أن استهداف سورية من قبل القوى الظلامية بسبب انتصاراتها المتوالية في تشرين التصحيح ثم تشرين التحرير وصولا إلى انتصاراتها الحالية على الإرهاب فتقول في قصيدة بعنوان “لماذا دمشق” مبينة خلالها أن الفيحاء رمز وطني منها انطلقت جحافل الجيش لرد الأعداء فقالت.. “لأن الشموخ يعرش فيها..على كل ساح ..لأن دمشق تخرج جيلا ضليعا..بفن الورود وفن السلاح..لماذا دمشق ..ومن ذا سواها يقدم لله هذي الأضاح ويمطر غيم دمشق عبيرا يرش الأقاح”.
الوفاء لكل قطرة دم
في حين جاءت قصيدة الشاعر الدكتور مزاحم الكبع في بحرها البسيط ورويها المطلق معبأة بالمحبة والتحدي والاعتزاز تنشد النزعة الوطنية والوفاء لسورية ولكل قطرة دم قان روت تراب وطننا فكتب “لموا جرار المسك كي لا تثلما..في الأرض لا سكن لها بل في السما / لموا جرار المسك إن أريجها..قد لقن الكون العطاء وعلما/ طوبى لأشلاء هوت وتناثرت..أصحابها شرفا تخطوا الأنجما”.
وترى الشاعرة لينا مفلح قدرة المرأة على الحضور في ساحات الوغى إلى جانب الرجل عبر أنشودتها لدمشق في ألفاظها المنتقاة وعاطفتها الممزوجة بأسس الشعر فقالت.. “من أنت من أنت يا زلزال عاطفة..أغريت ذا البوح والأشعار والجملا.. إياك يا وطن الآهات من زمن..نلقى الشجاعة فينا تقتل الوجلا/ طوبى لمجدك من عال ومنزلة..حاكت لها الشمس من أضوائها نزلا/ يا شام لبي نداء العاشقين ولا../ تستغربي منهم الأشواق والغزلا”.
كما تغزلت الشاعرة إيمان موصلي بدمشق التصحيح والتحرير بأسلوب طغت عليه عاطفة الأنثى فقالت في قصيدتها “عطر شامي”..”على كتف الشآم شممت ظلا..تهادى القلب تيها وانبهارا فنادتني الفراشات اشتياقا..شعاعا أضرم الأشواق نارا تلعثم خافقي فحظيت منها..بقبلات تعاتبني اعتذارا ولاح الناي عزفا في وريد..أقاسمه الحنين إذا استدارا”.
سر تشرين
أما الشاعر محمد خالد الخضر فيقول في قصيدة بعنوان “فلسفة تشرين” صور فيها قدرة السوريين على النصر بأسلوب حواري مليء بالعاطفة والدلالات والنزعة الوطنية فقال فيها.. “أقسمت بالتين والزيتون والعنب ..وحرب تشرين والأمجاد والكتب إني رأيت ملاكا جاء يسألني..عن سر تشرين في تاريخنا العربي وقلت من أرضنا كانت كرامتنا..وكل سهم أتى للشام لم يصب اليوم ، تسع مضت والحرب قائمة..فما انثينا وجيش الشام لم يخب”.
وللشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق قصيدة بعنوان “تشرين” رأى فيها أن هذا الشهر حفر في الذاكرة السورية وأضاف إلى التراث السوري الغني بالمقاومة وبالبطولات سجلا خالدا تكتمل تباشيره الآن على يد الجيش العربي السوري ضد الإرهاب والتكفير فقال.. “هبت نسائم واستفاق حنين..طي الضمائر والهوى تشرين ، ذا حافظ أسد الشآم ربيعها..ورد وفل والمدى نسرين”.
ويقول الشاعر نورس قدور في وصف سورية بعد الحركة التصحيحية : أنت يا أنشودة الحب التي / بقيت تعلو شفاهي مبسما / أنت يا سورية الحب الذي /أطفأ النار بمن قد أضرما / أنت مهد للحضارات التي / سبقت فيها عصوراً أمما / كنت مازلت على العهد الذي /ترتقي أعلى المعالي سلما / كم بنيت الصرح صرحاً شامخاً /لشهيد صار يعلو قمما /جيشك الباسل جيش صامد /دحر الاعداء جيشاً هزما/ دك اوكار عصابات بغت /وأباد الكل من فيها احتمى /بدأ الحرب بها عن أمة بانتصارات بها قد حسما .
دمشق يا قلعة الأبطال
ويصف الشاعر الدكتور معروف ناصر دمشق بأنها قلعة الأبطال صاحبة الخيارات المحقة والقرارات الصائبة فيقول: دمشق يا نغمة المزمار والعود /يا روعة الدنيا في الأبحار والبيد /أبوابك السبعة العظمى وقد خلدت وكلهم باب خير غير موصود /وقام منها رجال زادوا عن وطن/ في كل ما ملكوا من دون تحديد /هناك تغفو على الوادي (قنيطرة)/و(مجدل الشمس) منها كل صنديد والحافظ الأسد المغوار حررها /من ربقة الأسر من باغ ومطرود .
وتشرينيك ….إنه الممكن المحال
وختامها مسك مع الشاعر أحمد أسعد الحارة الذي نشر قصيدة يقسم بها بالتشرينين تشرين التصحيح وتشرين التحرير بأننا سوف نحرر كل ذرة تراب من وطننا الغالي فيقول في قصيدة عنونها ب « وتشرينيك ….إنه الممكن المحال «: هواجس أُنبض الأفكار عنها / كما نبضت عن قوس نبالا/ وتشرينيك قالوا :بل يغالي …لقد أغلى التراب فكيف غالى .
أرى الزمن الشهيد يقوم حياً /إذا تشرين,ثانية توالى /وكم زيتونة صارت حديداً أ»هانيبال» أضربه مثالا/لئن تكن العدالة ذنب شعبي/ فأكرم بالذنوب هنا مجالا .
المحررة
المزيد...