يعتقد كثيرون أن الحياة الجامعية جميلة بالمطلق فلا مشاكل فيها ولا تعب ولا كد ولا يوجد ما ينغص حياة الطالب خلالها بل هي فقط روتين يومي يبدأ بالاستيقاظ باكرا ً والذهاب إلى الجامعة ولقاء زملاء المقعد والجلوس في إحدى الندوات المنتشرة في الكليات وفي أسوأ الأحوال شراء النوتات الجامعية من المكتبة وقليل من الدراسة تفي بالغرض لينجح الطالب طبعا ً هذا الاعتقاد خاطئ بالمطلق فالمرحلة الجامعية تحتاج لتركيز في الدراسة ومثابرة وجد حالها كحال أي مرحلة تعليمية وإنما يختلف فيها الاسلوب وطريقة التواصل ما بين الطلبة ودكاترة الجامعة وحكما ً لهذه المرحلة المهمة من حياة الطالب همومها ومشاكلها التي يعاني منها الطالب وعائلته على حد سواء ولعل أبرز هذه المشاكل هي أزمات السكن والنقل حيث المعاناة منها يومية ومستمرة وعلى ما يبدو ستستمر رغم كل الجهود التي تبذل من قبل الجهات المعنية لتذليل العقبات وتأمين المواصلات خصوصا ً في أوقات الذروة وكل ما تفعله رئاسة الجامعة وإدارة السكن الجامعي لتأمين الطلاب في الوحدات السكنية في المدينة الجامعية لم تستطع أن تحل المشكلة بشكل جذري ولمعرفة حجم المعاناة كان من الواجب اللقاء بعدد من طلاب جامعة البعث لمناقشة المشكلة وأسبابها وطرق حلها .
آمال «طالبة طب » قالت : أنا من خارج محافظة حمص تقدمت مع زميلاتي بطلب للحصول على غرفة بالمدينة الجامعية وهم من نفس مدينتي وجميعنا ندرس في كليات عملية ولا يمكننا الذهاب والإياب إلى مدينتنا بشكل يومي نظرا ً للتكاليف العالية لأجور النقل أولا ً ولقلة وسائل النقل ثانيا ً وبالفعل تم تسجيل اسمي بغرفة مع طلاب لا أعرفهم وحاليا ً أحاول الانسجام معهم ولكن تبقى مشكلة النقل من السكن الجامعي إلى الجامعة حيث السيارات العاملة على الخط قليلة والازدحام صباحا ًفي وقت الذروة يكون كبيرا ً ونضطر لقطع المسافة سيرا على الأقدام في حال كان الطقس مشمسا أما في الأيام الماطرة فنضطر لركوب سيارة تكسي مما يشكل علينا عبئا ماديا إضافيا نحن بغنى عنه ولا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة عبر تأمين باصات نقل داخلي تعمل على خط المدينة الجامعية – الجامعة بعدد أكبر من الموجود حاليا بحيث يخفف من الأزمة إن لم يستطع حلها نهائيا .
تأمين باصات أكثر
مريم «طالبة هندسة اتصالات» قالت : أنا من إحدى قرى محافظة حمص وانتظرت فترة طويلة حتى تمكنت من الحصول على غرفة في السكن الجامعي ومع طلاب لا أعرفهم رغم محاولتي عدة مرات بأن أكون في غرفة تجمعني مع زميلاتي من نفس القرية أو على الأقل من نفس الكلية ولكن لم أوفق بهذا الأمر وأنا مضطرة للقبول بالأمر الواقع كونه من الصعب جدا علي استئجار غرفة خارج السكن نظرا ً لارتفاع أسعار الايجارات كما أنه من الصعب جدا ً الذهاب والإياب بشكل يومي من قريتي إلى الجامعة لسببين الأول هو بعد قريتي عن مركز المدينة والثاني ارتفاع أجور النقل من قريتي إلى الجامعة حيث يكلفني الأمر يوميا ً ( 800 ) ليرة سورية تقريبا ً وهذا سيشكل ضغطا كبيرا على عائلتي من الناحية المادية خصوصا ً وأن والدي موظف من أصحاب الدخل المحدود ، وأضافت مريم وحاليا ً بقي عندي معاناة في الوصول من السكن إلى الجامعة فالازدحام كبير جدا ً في فترة الذروة صباحا وكذلك الحال ظهرا ً والحل برأي «مريم» يكمن في تأمين باصات نقل داخلي بشكل متواتر وبفاصل زمني قصير بين هذه الباصات لتأمين نقل أكبر عدد من الطلاب والوصول إلى الجامعة في الوقت المناسب .
المشكلة في السكن والنقل
ربا « طالبة هندسة » قالت أنا من خارج محافظة حمص وأدرس في كلية الهندسة المدنية ولكن لم أحصل على سكن في المدينة الجامعية كوني راسبة مما اضطرني للبحث عن غرفة للايجار وطبعا لا يمكنني استئجار غرفة في المنطقة القريبة من الجامعة نظرا لارتفاع الايجارات حيث وصل ايجار الغرفة لحدود ( 50000 ) ليرة سورية شهريا في حين استأجرت غرفة بأحد الأحياء البعيدة بمبلغ ( 25000 ) ليرة سورية وتشاركت السكن فيها مع زميلات لي في نفس الكلية مما خفف الأعباء نسبيا وبقي أمامنا مشكلة وحيدة وهي النقل من وإلى الجامعة حيث وضع النقل صباحا صعب جدا خصوصا وقت الذروة ونضطر للانتظار وقتاً طويلاً ريثما نتمكن من تأمين مقعد في سرفيس أو باص يعمل على خط الجامعة وكثيرا من الأحيان نتأخر عن المحاضرات ، وأضافت لابد من تأمين عدد أكبر من وسائل النقل العاملة على خط الجامعة في كافة الأحياء لتخفيف المعاناة عن الطلبة
2 كم سيرا على الأقدام
نور «طالبة دبلوم تربية» قالت : أنا من قرية تعتبر قريبة جدا من مركز المدينة وبالتالي فأنا غير مضطرة للسكن في المدينة الجامعية إضافة إلى أنه لا يحق لي أساسا كوني طالبة فرع نظري حسب التعليمات ومع ذلك يوجد عندي مشكلة كبيرة تكمن في تأمين واسطة نقل من وإلى الجامعة بشكل يومي فعلى الرغم من أن الفرع الذي أدرسه نظري ولكن يوجد لدينا دوام يومي وعندنا دروس عملية وأنا مضطرة للدوام بشكل يومي والسيارات العاملة على خطوط قريتي قليلة نسبيا ً إضافة إلى أنه يتوجب علي يوميا قطع مسافة ما يقارب ( 2كم ) سيرا على الأقدام نظرا لعدم وجود سيارات تصل إلى قريتي وطالبت نور بتسيير باص نقل داخلي للعمل على خط القرية بحيث يكون وقت انطلاقه من القرية الساعة 7 صباحا ً مما يؤمن وسيلة نقل لعدد كبير من طلاب الجامعة والموظفين والعسكريين ويخفف من معاناتهم.
شهر بلا دروس
عزام «طالب هندسة» قال بقيت شهراً متغيبا عن معظم المحاضرات في كليتي حتى تمكنت من التسجيل والسكن في المدينة الجامعية نظرا للازدحام الشديد على التسجيل وكوني من خارج محافظة حمص ومن عائلة من ذوي الدخل المحدود جدا فأنا مضطر للسكن في المدينة الجامعية رغم وجود 4 طلاب معي بنفس الغرفة والأجواء غير المناسبة للدراسة مطلقا ومع ذلك أحاول التأقلم مع الوضع والدراسة في قاعة المطالعة ولكن المشكلة لم تنته هنا حيث بدأت مشكلة النقل من السكن إلى الجامعة وبالعكس فالسيارات العاملة على خط المدينة الجامعية قليلة جدا على ما يبدو وفي وقت الذروة صباحا وظهرا يكون الازدحام شديدا مما يؤخر وصولنا إلى الجامعة صباحا وإلى المدينة الجامعية ظهرا وطالب عزام بزيادة عدد السيارات العاملة على خط المدينة الجامعية الجامعة – مما يسهل الأمور على الطلاب ويخفف عنهم المعاناة ويوفر عليهم المصاريف الزائدة .
الانتظار سيد الموقف
خالد « طالب صيدلة» قال : ليس لدينا الوقت الكافي للبحث عن غرفة للايجار فمحاضراتنا مهمة جدا ولا يمكننا التغيب عنها وهذا ما دفعنا للقبول بالسكن في المدينة الجامعية رغم الازدحام الشديد في الغرف حيث يتواجد في الغرفة الواحدة 5 طلاب والأجواء غير مناسبة للدراسة أبدا أما المشكلة الكبرى التي نعاني منها فهي تأمين وسيلة للنقل من السكن إلى الجامعة فالازدحام يكون شديدا ً في وقت الدوام صباحا ً وفي غالب الأيام نتغيب عن المحاضرة الأولى نظرا لعدم تمكننا من الوصول في الوقت المناسب حيث يجب أن نتواجد في المحاضرة بتمام الساعة 8 صباحا ً وهذا شبه مستحيل نظرا لعدم توافر وسائل نقل كافية من المدينة الجامعية إلى الجامعة وركوب سيارة تكسي بشكل يومي يحملنا وأهلنا أعباء مادية إضافية كبيرة لا يمكننا تحملها وبالتالي يجب تأمين باصات أكثر للعمل على خط المدينة – الجامعة للتخفيف من معاناة الطلاب وتخفيفا لمصاريفهم .
مصاريف زائدة
مجد «طالب هندسة» قال : أسكن في حي الزهراء الذي يعتبر قريباً جدا من الجامعة ومن المفروض أن كل السرافيس العاملة على خط الجامعة تمر حكما من حينا ولكن المشكلة أن هذه السرافيس لا تنطلق من موقفها في نهاية الخط إلا وهي ممتلئة بالركاب وبالتالي لا أجد أنا وغيري من أهالي الحي مكانا وفي معظم الأيام أضطر لركوب سيارة تكسي للوصول إلى الجامعة في تمام الساعة 8 صباحا حيث أن معظم الدكاترة لا يسمحوا للطلاب المتأخرين بالدخول إلى المحاضرات ومن الصعب جدا ً تحقيق هذا الشرط باستقلال حافلات النقل العامة ( سرفيس – باص ) نظرا للازدحام الشديد في وقت الذروة صباحا ، وطبعا تكرار ركوب التكسي يعتبر مصروفاً زائداً وليس بمقدور عائلتي تحمله وأنا ليس لدي عمل يغطي هذه المصاريف ولا بد من ايجاد حل جذري لهذه المشكلة التي نعاني منها
الأولوية لذوي الشهداء
وفي لقاء سابق أكد الدكتور الياس بطرس نائب رئيس جامعة البعث للشؤون الإدارية والطلاب رئيس مجلس السكن بأن السكن الجامعي من أهم الأولويات التي تسعى الجامعة إلى توفيرها وتحقيقها مع بداية كل عام دراسي لكونها تعتبر أهم شروط نجاح العملية التعليمية، معتبراً أن تحقيق السكن الجيد والمريح للطالب سيؤدي إلى نتائج دراسية جيدة لما للظروف الحياتية من انعكاس على الواقع المعاش، لافتاً أنه سيتم اسكان جميع الطلبة الراغبين بالسكن الجامعي والذين قد تقدموا للسكن في جميع الوحدات السكنية البالغ عددها/8/وحدات .
وأضاف الدكتور بطرس بأنه تم خلال العام الحالي اتخاذ عدد من الاجراءات الهامة أهمها تحقيق السكن المجاني لأبناء الشهداء وفي الوحدة السكنية التي يختارونها هم بالإضافة لإسكان ابناء العسكريين وان كانوا راسبين على ان يلتزموا بقوائم السكن التابعة لكلياتهم .
وتم في العام الماضي صيانة الوحدتين العاشرة والحادية عشر بعقد قيمته 42 مليون، كما تم تأهيل الطريق الواصل ما بين المدينة الجامعية والكليات والذي يقع ضمن سور واحد وذلك تخفيفاً على الطلبة من مصروف التنقلات، وحالياً يتم صيانة شاملة للوحدة الثالثة بقيمة عقد حوالي 54 مليون، وعقد قيد التصديق للوحدة الأولى بقيمة 54 مليون.
13000 طالب وطالبة في المدينة
في حين أشار الدكتور غسان ادريس مدير المدينة الجامعية بأنه تم إجراء عدد من عقود الصيانة لعدد من الوحدات السكنية لتكون جاهزة لاستقبال الطلبة.
وأكد ادريس أن ادارة المدينة الجامعية تعمل على توفير وتأمين السكن اللائق والمريح أثناء الدراسة للطلاب حيث يشهد السكن هذا العام تطوراً على جميع الأصعدة تشمل الصيانة والنظافة للموقع العام والوحدات والحدائق والممرات وتحقيق الخدمات الطلابية داخل حرم المدينة من خلال وجود المركز الخدمي والذي يضم محال الخضراوات والخياطة والحلاقة والمكتبة، وصالة للسورية للتجارة داخل المدينة لتوفير كل المواد الغذائية وبأسعار تتناسب مع أوضاعهم المادية كطلبة، بالإضافة الى نوادٍ للمعلوماتية والأنشطة الطلابية الرياضية والترفيهية .
وأشار ادريس بأن استيعاب الجامعة لهذا العام هو استقبال 8000 طالبة و 5000طالب، علما أن عدد الطلاب الذين حصلوا على سكن من الطلبة القدامى بلغ / 6652/ طالب وطالبة والمستجدين نحو / 681/ طالباً وطالبة.
وعن الخطط المستقبلية للمدينة قال ادريس سنعمل على وجود ورشات اصلاح دائمة في المدينة الجامعية للأسرّة والنوافذ والابواب ووجود منشرة الأمر الذي يسهل الكثير من الاعباء على المدينة والجامعة إضافة الى إحداث إذاعة ولوحات إعلانية تهدف إلى دعوة الطلاب للحفاظ على بيتهم الثاني ألا وهو المدينة الجامعية .
لا يوجد سرافيس متعاقدة
وفي اتصال مع المهندس حسام منصور عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص عن واقع النقل في المحافظة بشكل عام ومعاناة طلاب الجامعات والمعاهد بشكل خاص وقلة عدد السيارات العاملة على خط الجامعة أكد منصور أن العدد كاف من حيث السرافيس العاملة على الخط وأن الباصات عددها قليل نسبيا ً ولكنها تلعب دورا مساعدا للسرافيس ومن المفترض أن لا يكون هناك وجود لأزمة نقل كبيرة في المدينة وإنما يوجد ضغط في وقت الذروة صباحا وبعد الظهر وهذا شيء طبيعي وأشار إلى أنه لا يوجد أي سرفيس يعمل على الخطوط الداخلية في المدينة متعاقد مع أي جهة رسمية وفي حال ضبط أي سرفيس يعمل خارج خطه النظامي المقرر له يعاقب بموجب الأنظمة والقوانين من قبل شرطة المرور في المحافظة .
أخيراً
لابد من الإشارة إلى أن محافظة حمص ومن قبل بدء الحرب كانت تعاني من أزمة النقل ولكن خلال وبعد الحرب ازدادت الأزمة بشكل كبير لأسباب كثيرة وباءت كل المحاولات للتخفيف من الازدحام وحل المشكلة بالفشل رغم دخول شركة من القطاع الخاص وتسييرها عدداً من الباصات على أكثر من خط ولكن بقيت الأزمة مستمرة وبقي الطالب يدفع الثمن الأكبر بحرمانه من الوصول لجامعته في الوقت المحدد حاله مثل الموظف والعسكري وأي مواطن عادي .
يوسف بدور