العينُ،
تروي في الحكايةِ ما ترى.
أمّا الأصابعُ
في مغامرةِ اكتشافِ الرّوحِ والألوان تختبرُ القيامةَ في انْدِياحِ الخطِّ والأشكالِ والحركاتِ تختزلُ الّذي لمْ تستطعْهُ العينُ منْ ديمومةِ الأشياءِ.
دَعْ ما ترى وخُذِ القصيدةَ في أقاصيها، إذَنْ،
و لِجِ الخطوطَ وما تشعُّ بهِ الخيوطُ بما تراهُ أناملُ الرّؤيا منَ الألوانِ والأكوانِ والفرحِ.
إنّها،
فوضى منَ الألوان
تحرسُها يداكَ.
قد
لا يكونُ اللّونُ غيرَ اللّونِ
لولا ما تُثيرُ أصابعُ الفنّانِ منْ معنى الإزاحةِ والكثافةِ واقتحامِ السّرِّ والمعنى، ولولا ما تُشيعُ منَ الحرائقِ في ابتكارِ الشّكلِ، أو ما تُشيعُ منَ الحدائقِ في اختمارِ اللّونِ أوْ تفكيكِ بهجتِها على نحوٍ بهيجٍ .
قد يكونُ اللّونُ،: موضوعَ الجمالِ،
وقد يكونُ،: المفرداتِ إلى اختزالِ الصّمتِ والتّعبيرَ عنْ حَرَجِ القصيدةِ والكلامِ. اللّونُ،: مفتاحُ الأصابعِ. والعيونُ،: تواتُرُ الإيقاعِ. والرّوحُ،: الفضاءُ الحرُّ..
فارسمْها
سماءَ الحلمِ موسيقا تُرفرفُ فوق سِحرِ
اللّوحةِ البيضاءِ .
نحتاجُ
أنْ نتعلّمَ الأسرارَ منكَ
ومنْ شذا رؤياكَ.
نحتاجُ اجتياحَ الضّوءِ مثلُكَ
كيْ نُسافرَ في البعيدِ وفي سؤالِ الذّاتِ. نحتاجُ ارتِباكَ فراشةٍ
في عُريِ هذا الضّوءِ. في تحديقةِ الألوانِ.
قُلْ،: منْ يستطيعُ الآنَ
تقليدَ الفراشةِ وهْيَ تبتكرُ الحدائقَ والحقولَ وغيمةَ الرّاعي. ومنْ،: منْ يستطيعُ الآنَ أنْ يخطو إلى سِفْرِ اللُّغاتِ ليبدأَ التّحليقَ.
مَنْ في كلِّ هذا اللُّجِّ،
وهْوَ يمرُّ منْ حَدَقٍ ويخفقُ بالجلالِ الصّعْبِ
يقوى أنْ يُصَوِّرَ شَهقَةَ الأُنثى ويَقْوى أنْ يُسمّي في رَقيمِ القَوْلِ مَنْ لا (اسم) لَهْ.
هذا احتلاكُ السّرِّ في الألوانِ..
هذا احتِكاكُ اللّونِ بالأسرارِ..
هذا وضوحٌ غامضٌ. هذا انْكِشافُ اللّونِ للأشكالِ..
هذا غموضٌ واضحٌ. هذا انْخِطافُ الشّكلِ في الألوانِ..
هذي انْحِناءَةُ عاشق..
هذا غدٌ ينثالُ منْ حلمٍ ومنْ رؤيا
تُداهمُها اتِّساعاتُ الفَرارِ إلى الأنوثةِ..
هذه امرأةٌ
يُحاوِرُها فراغٌ شاغرٌ في اللّوحةِ اللّيليَّةِ الألوانِ.
هذا ما تمورُ بِهِ القصيدةُ منْ فمِ الأنثى..
وهذا كوكبٌ
يسطو على أنفاسِ صاحبِهِ..
وهذا لَيْلَكٌ دونَ اكتمالِ القوسِ..
هذي رعشةٌ
حيثُ احتمال قيامةِ امرأةٍ ستخرجُ للفضاءِ الحرِّ..
هذي رَفَّةُ الإيقاعِ والألوانِ في هذا المدى..
هذا مدىً ينزاحُ
أجمل منْ سطوعٍ آَسِرٍ.
رفّتْ طيورُكَ،
فالمكانُ،: – قصيدةٌ أنثى وحولَكَ
نورسٌ قَلِقٌ يُحاولُ أنْ يشقَّ البحرَ عنْ حرفينِ كُرمى ذلكَ الطّفْلِ المُسمّى،: – الفنّ. فاذهبْ باتِّجاهِ تَكَوْكُبِ النّجوى وخُضْ سيرورةَ التّشكيلِ.
شمسٌ في يديكَ،
وفي يديكَ قبائلُ الأمطارِ تغدقُ ما تشاءُ منَ العذوبةِ
والمواعيدِ الطّريَّةِ واللّغاتِ البِكْرِ.
رَفَّتْ طيورُكَ.
فالزّمانُ،: – حدودُ ما ترجو منَ الشُّرُفاتِ
والفَلَقِ الّذي يستغرقُ الأنفاسَ والأبعادَ منْ فَرْطِ انْفِلاتِ اللّونِ في موضوعةِ الأنثى، وفي إشراقِ ما يطوي منَ الرّغباتِ هذا الأحمرُ الشَّفَقِيُّ، أو هذا الّذي في اللّيْلَكِ المُحْتَدِّ يخفي ما يشاءُ منَ الحروبِ الغامقاتِ ولهفةِ الأسرارِ في طَرَفِ الإطارِ وظلِّها فوقَ الإِزارِ، وما يهمُّ منَ البياضِ يحومُ في مَتْنِ انْحِباكِ الشَّكْلِ بالمعنى.
يا حارسَ الألوانِ.
يدنو منْ دمي شَغَبُ الكواكبِ.
كيفَ أرسمُ صورتي وأنا خيالٌ هاربٌ
منْ قسوةِ التّعبيرِ.
صغْني
في براري الوهْمِ وشماً
كيْ أرى أسطورةَ المعنى حِيالَ الفَنِّ.
يا مَنْ
سوفَ ترجعُ بالقصيدةِ منْ جنونِ اللّونِ.
علِّمْني اصطيادَ الوقتِ.
شَبَّتْ رغبتي.
مَسٌّ منَ السِّحْرِ المُعَلَّقِ فوقَ قنديلِ القصيدةِ
شَدَّني في اللّيلِ نَحْوَكَ ثُمَّ آَوَاني لديكَ.
يكادُ وجهُكَ أنْ يُؤوِّلَني فتُوشِكُني الرُّؤى،
وأكادُ أنْ أنداحَ في التّأويلِ إِكْليلاً وقَوْساً منْ خليطِ الزِّنْجِ تعبرُ بالأسامي ثُمَّ يُدْرِكُها المُسَمّى،: – الفنُّ.
قُلْ لي،: كيفَ آَذَاني وآَوَاني الجمالُ،
فأشرقَتْ صُحُفي وآَنَسَني هنا نَهَوَنْدُ بابِلَ كلّما انْدَلَقَتْ منَ الفِرْشاةِ أخيلةٌ وأسئلةٌ برسمِ الرّيحِ وانسكبَتْ تراتيلُ الجلال.
يا حارسَ الألوانِ،:
عَلِّلْني. دمي شجرٌ وحيدٌ في العراءِ.
ولي هواءٌ راعِفٌ وتكادُ تغمرُني مياهُكَ في الطّريقِ
إلى فضاءِ اللّوحةِ المائيَّةِ الألوانِ.
عَلِّلْني..
ودَعْ لي أنْ أرى ما لا يُرى،
أنا موغِلٌ في العَتْمِ أقرأُ في التَّشَكُّلِ
متعةَ التّشكيلِ.
أُوْلَدُ منْ خيالٍ
ثُمَّ أذهبُ في خيالٍ باتّجاهِ النّقطةِ البيضاءِ أصلِ اللّونِ.. أمحو ثمَّ أكتبُ ما امَّحى. أَلِجُ القصيدةَ عالياً،
حتّى
إذا انتبهَ النّهارُ ولمْ تجِدْني،
قُلْ لشمسِكَ،: قدْ رأى غدَهُ على أيقونةِ الألوانِ
مبثوثاً فأوغلَ في الشّفيفِ منَ البياض.
أيمن معروف