منذ روحٍ وأكثر لم أحتفِ بالحياة… فلأكتب للحياة…
سأكتب لها، ولو لم يبقَ سوى إنسانٍ واحدٍ يستحقُّها، أو تستحقُّه هذه الحياة، فهو كافٍ لأكتب لها..
سأكتب، لا لأجلِ أن أغرِّرَ بها فَتُقْبِلَ عليَّ، ولا لأستقدمها فتبتسمَ لي…ولا لأجلِ أن أستدعيَ خيرها، أو أستمطر فرحها، أو أستحضرَ أملاً فيها وبها، قد يجيءُ وقد لا يجيء..
سأكتبُ، لا لأجلِ أنني أثقُ بها… بجمالها، .بحضورها الآسر، بل لأجل هذا المعنى الذي يستحقُّها، ويعطيها القيمة والمعنى والحياة: الحُبّ.. .
وسأكتبُ عن «حياة»، وعن حياتها في الحياة، وهل كانت «حياة» فعلاً هي في حياةٍ حقيقةً؟
هنا أستذكر جملة طالما كرَّرها صديقٌ ذات عام «لِنعش فلسفة اللحظة»، كان وقتها يغرِّرُ بطموح الأنثى بي، بإلحاحٍ غبيٍّ استثنائي، لعلَّ قامة الحق والجمال والحياة بي تميل فأقع قبيل الأوان عن جسر الاستثناء فلا أعبره.. ولا أكون حياة التي يجب أن تكون جديرة بها الحياة..
لولا الحب لما كانت هنالك حياة.. الحب يمدها بالنسغ، يلونها، يملؤها حيوية، يعطيها أكسير الجمال السحري، لتكون الحياة التي لاغنى عنها ولا بد منها، ولو امتزجت بالسُّمِّ الزُّعاف، ولو خالطها الشرُّ المتوحِّشُ، ولو دخل عليها ألفُ معنىً من الخيانة والقهر والظلم والاضطهاد والقسوة والحرمان، يبقى الحب ما إن تشرق شمسه فيها حتى تنسى «حياة» كل هذا وتكون الحياة..
لها إذاً سأكتب.. للحياة لأنها الحب.. لن أكتب للحب، بل سأكتفي بما يدل عليه في آثاره في أسمائه في صفاته في محاسنه ومآثره ..هو المعنى المتجسد في ضمائر البشر وخلجات الزهر وخفقات الأطيار ومهج العشاق
هو القانون الأسمى للحياة..
الحب…
ليندا إبراهيم
المزيد...