الفنان جورج شويط : الكاريكاتير لا يدعو إلى الضحك بقدر ما يدعو للتفكير

استطاع الفنان جورج شويط أن يرسم لنفسه طريقا خاصا به قوامه الإبداع تجسد من خلال تجاربه  الإبداعيَّة الغنية  المتعددة في مجال الرسم الكاريكاتيري والعمل الصحفي لأكثر من 35 سنة و كتابة القصة القصيرة والزاوية الصحفية والأفلام السينمائية القصيرة ويحمل عضوية رابطة الصحفيين العرب بأمريكا منذ عام 1990.
وعن بداياته ونشاطاته قال: البداية كانت من طفل عشق الخربشة بالألوان على صفحات بيضاء وكل خربشة تعطيه دهشة البياض ، ودهشة الخطوط ،حين تنسج فكرة أو خيالاً هو محض خيال طفولي .وقد أخذ أخي الذي كان يكبرني بفارق زمني (يتجاوز العشرين عاماً)يرسل رسوماتي لمجلات الأطفال (أسامة وميكي وسمير )التي كانت مشهورة حينها في عالم الصحافة الطفلية ،ومن هنا بدأ تعلقي بشيء اسمه الكلمة وسحرها ،اللوحة ودهشتها ،الخيال ورحابته التي تمتد حتى حدود السماء الأخيرة ،من هنا كانت البداية بالتعلق بكل ماهو موجز ومختصر ومكثف وقصير ومدهش ومثير وملفت ومميز وممتع للقارئ والمستمع وحتى المشاهد أو المتابع ،من هنا أحببت الومضة ،البرقية ،الرسالة القصيرة سواء في القصة القصيرة جداً أو في رسمة الكاريكاتير التي شدتني دون سواها من كل أنواع الفنون التشكيلية المختلفة وما يميز الكاريكاتير هو أنه ثنائي الانتماء أولاً للصحافة وثانياً للفن التشكيلي .
وعن المعارض التي أقامها والجوائز التي حاز عليها قال : أقمت ثلاثة عشر معرضاً فردياً في محافظات القطر ومنها في مدينة حمص وفي لبنان الشقيق ونيوجيرسي وأحرزت المركز الأول على مستوى القطر لسنوات عديدة في المسابقات الشبابية التي تقيمها منظمة اتحاد شبيبة الثورة في القطر ، كما حصلت على جائزتين عالميتين إحداهما من الأمم المتحدة والأخرى من مسابقة أقيمت في اثينا اليونان عام 2001 .

الابتعاد عن الكلام
وعن مقومات فنان الكاريكاتير الناجح ومن أين يستقي مواضيعه قال: عماد اللوحة الكاريكاتورية ،مجموعة خطوط بسيطة وقوتها في الابتعاد عن الكلام أو الحوار ،أو التعليق ، وهذا ما يميز المدرسة السورية ويجعلها متفوقة على باقي المدارس المصرية واللبنانية والخليجية وفي كل صحيفة فرنسية يوجد أكثر من رسام كاريكاتير وهذا دلالة على أهمية الكاريكاتير في الصحافة و عدد رسامي الكاريكاتير في العالم قليل ويمكن لرسام الكاريكاتير أن يكون فناناً تشكيلياً ولكن هناك صعوبة في أن يصبح الفنان التشكيلي رساماً كاريكاتورياً ، ومع ذلك لابد لرسام الكاريكاتير من أن يتقن الرسم الأكاديمي الواقعي ويعرف المصطلحات والمبادئ الأساسية للرسم تماماً كما الشاعر الذي إذا لم يكن يعرف الأوزان والبحور لا يمكن له أن ينظم الشعر قديمه وحديثه ومثلما الصورة هي أبلغ وسيلة للتعبير كذلك فإن رسمة الكاريكاتير هي ( صورة صحفية) يقرأها الناس بسهولة وسرعة .
من هموم الناس
وأضاف :رسام الكاريكاتير يأخذ أفكاره من الشارع من هموم الناس وحواراتهم ويقول الكاتب الشعبي حكمت محسن ( أبو رشدي ) كاتب التمثيليات الإذاعية في إذاعة دمشق منذ أكثر من نصف قرن ( مادامت هناك حياة ..هناك أفكار ) وعموماً فما يخرج من القلب يدخل القلب بلا استئذان فما بالك حين يكون هذا الدفق الخارج معمداً بالصدق .

فن الكاريكاتير
وعن تاريخ فن الكاريكاتير في سورية وعربياً وعالمياً قال : جريدة الثورة في بداية انطلاقتها ، كان لها دور كبير في انتشار الكاريكاتير في سورية من خلال رسامين اثنين معروفين كانا ينشران 4 رسوم في العدد الواحد يومياً وبعضها كان يتصدر الصفحة الأولى ثم ظهرت إبداعات الفنان ( عبد اللطيف مارديني ) الذي بدأ ينشر رسومه في جريدة الثورة عام 1964 أما في الثمانينيات ، فظهرت وجوه جديدة ولن ننسى عملاق الكاريكاتير ورسام الطفولة مبدع شخصية أسامة ، المبدع ممتاز البحرة الذي رحل مؤخراً ومما يميز الكاريكاتير السوري أنه لا يدعو إلى الضحك بقدر مايدعو إلى التفكير وهنا تكمن قوته .
أما عربياً من أوائل الصحف التي أصدرت رسوماً كاريكاتورية جريدة (أبو نظارة ) التي انتشرت انتشاراً واسعاً في البلدان العربية ثم جريدة ( السياسة المصورة ) ومن أشهر المجلات التي اهتمت بالكاريكاتير في سورية مجلة ( المضحك المبكي ) والتي أصدرها (حبيب كحالة ) ومن أبرز رسامي الوطن العربي الليبي محمد الزواوي والفلسطيني الشهيد ناجي العلي.
أما أوروبياً وفي انكلترا تحديداً أول من اشتهر في هذا المجال الرسام (جورج تونسهند) وكذلك الفنان ( دوليم هوجارت ) وفي فرنسا أصدر الفنان ( شارل فيليبون ) مجلة أسبوعية اسماها (الكاريكاتير ) في عام 1830 ويعتبر القرن التاسع عشر منعطفاً كبيراً في تاريخ الكاريكاتير الفرنسي وذلك بسبب ظهور ( أبو الكاريكاتير اندريه دومييه 1808-1879 وفي أمريكا لعب الكاريكاتير دوراً هاماً أثناء كفاح المستعمرات الأمريكية ضد الانكليزي المحتل وأثناء الحرب ( حرب الاستقلال عام 1754.

أكـثـر الفنون شعبية
وعن تعريف كلمة كاريكاتير قال : تعريفاً هو كلمة لاتينية الأصل (ايطالية ) مشتقة من كلمة( كاريكاه) وتعنى الساخر الهازل المضحك ، المبالغ )
وبات معروفاً أن أقدم لوحة كاريكاتورية وجدت على ورق البردى في مصر قبل 5000 سنة تمثل طائراً يصعد إلى الشجرة بواسطة (سلّم ) كذلك وجد هذا الفن على جدران الكهوف والمعابد كنشاط فني بشري يؤكد نزعة البشر نحو الفن والتعبير بأدوات فنية ويمكن أن نذكر هنا القدماء المصريين واليونانيين والصينيين
ويقال إن الفنان أنيبال كاراتشي ( 1560-1609)كان أول من رسم صوراً باعثة على الضحك في التاريخ الحديث واصطلاح كلمة الكاريكاتير قد اشتق من اسمه (كاراتشي)وقد اعتبر بعض المؤرخين أن ليوناردو دافنشي 1452-1511 هو من أوائل رسامي الكاريكاتير وذلك لمبالغته بشكل الجماجم أو الفم أو الأنف في بعض الوجوه التي رسمها وتعتبر ( الطباعة) قولاً واحداً الوسيلة الأولى لانتشار الكاريكاتير في العالم قاطبة والكاريكاتير فن مشاكس يعمل على فضح الواقع وتعريته والكاريكاتير يعتمد في المطلق على الفكرة الذكية المدهشة المفاجئة المباغتة الصادقة وهو من أكثر الفنون شعبية في العالم وهو لغة عالمية كما الموسيقا .

الأكـثـر تداولا
وعن كيفية استناد اللوحة الكاريكاتورية على الرمز قال :يعتمد الكاريكاتير على الرموز وعلى سبيل المثال الرقعة ( فقير ) الكرش (غني جشع ) حمامة وغصن زيتون –السلام أما في زمن الثورة الرقمية الضوئية وزمن الديجتال والنت فقد استمرت الحفاوة بالكاريكاتير وفضائيات ومواقع الكترونية بالمئات أخذت تتناول الرسوم الأكثر تداولاً وإثارة للمتابع
وبرأيي إن الكاريكاتير يجب أن يدرس كمادة فنون في المدارس والكليات المتخصصة .
يذكر أن الفنان جورج شويط عمل في عدة مجالات خلال أكثر من 35 سنة في مجال الصحافة في سورية وخارجها ، وأيضاً في كتابة القصة والقصة القصيرة جداً وكتابة الزاوية الصحفية كما عمل في مجال المسرح والأفلام السينمائية القصيرة .
هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار