الكثير من الأمهات تعمد إلى وضع أطفالها أمام شاشات التلفاز أو وضع الجوال بين أيديهم حتى يتسنى لها إشغاله بشيء يسمح لها القيام بالأعمال المنزلية أو إشغاله عنها في مشاغل أخرى من دون أن تعلم أن هذا سيضر الطفل، فالطفل يجب أن يلعب ويتحرك لتفريغ طاقاته لأنه مخلوق ذكي ففي هذه السن يتحرك حتى يستكشف ماحوله ،لذلك وجب الحذر عند توجيهه للعبة ما .
وإن أي نوع من الألعاب اليدوية ، هي لعبة مفيدة لبناء عقل الأطفال وتنمية مهاراتهم، وعندما يكبرون قليلا يصبح من الصعب التخلي عن الشاشات الالكترونية التي اعتادوا على إمساكها لأنها تصبح الشغل الشاغل لهم وكلما كبروا كلما زاد تعلقهم بها،وفي نفس الوقت ينسون احتكاكهم بالبيئة كالأشجار والأزهار والتراب والماء بسبب مشاغل الحياة والأعباء اليومية للأهل فلابد من البحث عن مفردات في الطبيعة تساعد على ترك الإلكترونيات .
وبما أن التراب والماء هما أساس تكوين الطفل ، فلاضير من تمضية بعض الوقت في اللعب بهما ومشاركة الأهل أطفالهم هذه اللعبة لأنها تفيدهم أيضا فهذه اللعبة البسيطة والمهمة جدا يستمتع بها الطفل كثيراً لأنها تساعده على ابتكار الأشكال وتقلل التوتر لديه وتزيد من مهاراته اليدوية لذلك تجد في الكثير من المدارس فسحات ترابية جانبية يلعب فيها الأطفال في أوقات الفراغ أكثر من اللعب في الساحة المدرسية الكبيرة المكساة بالرخام أو البلاط
أما لعب الأطفال في الرمل ، فهو لايقل أهمية عن اللعب بالتراب ،و رغم معارضة الأمهات على لعب أطفالهن بها ،فاللعب بالرمل لدى الطفل مفيد أكثر من أي لعبة يتم شراؤها من المتجر فهو يسمح بتطور المهارات عند الطفل ويساعد على التنسيق بين العين واليد والتحكم في العضلات الصغيرة بشكل أفضل ، كما يتعلم الطفل المهارات الاجتماعية ويتمكن من التغلب على الكثير من الصعوبات التي تواجهه في الحياة لأن الطفل يلعب مع غيره من الأطفال في الرمل فيواجهون سوية مشاكل حقيقية تتطلب المشاركة والتغلب على بعض الأمور والتفاهم وأفضل الأماكن للعب بالرمل هي الشواطئ لأن الرمل والماء يعكسان أشعة الشمس ، وهذه اللعبة تساهم في معرفة خصائص الرمل والماء عن طريق الشعور والتشكيل والحفر فتخلق منه طفلا مبدعا .
وفي البيت يستطيع الأهل أن بوجهوا أطفالهم بعيدا عن التلفاز أو الجوال عن طريق اللعب بالمكعبات ومشاركتهم هذه اللعبة الهندسية الجميلة التي تساعد الطفل على عمليات الجمع والطرح والهندسة وتحسين الوعي الفضائي ، واستكشاف السبب والنتيجة وتوسيع الخيال ومساعدته على مواجهة تحديات مشاكل العالم الحقيقي التي تتطلب حلولا فيحاول البناء والتركيب حتى تصبح رؤيته حقيقية ، كما أنها تعزز النمو الفكري وتنمي مهارة اللغة والقراءة وتزيد من ثقته بنفسه بالإضافة إلى تعزيز الحياة الاجتماعية والحركية ، واللعب بالمكعبات يساهم في إخراج الجانب الإبداعي للطفل.
والأهم من هذا كله أن لاينسى الأهل مشاركة الطفل اللعب ، ودعمه والتحدث إليه مرارا ، ومحاولة فهمه عن طريق محاورته ومشاركته الضحك والإستماع لرأيه واحترامه وعدم التدخل كثيرا فيما يفعل للسماح له باستكشاف بيئته ، و هذه المشاركة لها إيجابيات كثيرة فهي تساعده على تطوير مهاراته المستقبلية وتزيد من ثقته بنفسه .
الطفل بحاجة للعب مع الأم لأن لها طريقة في اللعب تختلف عن اللعب مع الأب وكلا الأسلوبين مطلوبين فالأب يميل للعب بالحركات الجسدية أما الأم فهي تفضل اللعب بالألعاب الارشادية واللفظية وفي كلا الحالتين يكون الطفل في غاية السعادة .
عبير منون