قلعــــة الحصــــن مــــرآة تعكس الماضي من أعلى نقطة

دراسة و توثيق اللقى الفخارية…

متابعة دراسة الفريسكات الموجودة في برج الكنيسة…

داخل القلعة وأنت تتجول في أقسامها لا بد أن تعيش تجربة فقدان الجاذبية التاريخية حيث ستنسى ولبعض الوقت أنك تعيش في بدايات القرن الواحد والعشرين فتأخذك أقسامها وأبراجها وقاعاتها مئات السنين إلى الوراء إلى عهود خلت وقصص وروايات لتبقى قلعة الحصن مرآة تعكس الماضي من أعلى نقطة
وصف القلعة
مديرة القلعة نعيمة محرطم أشارت إلى أن القلعة تتميز بأنها حصن داخله حصن بينهما خندق وحولها حصنها الخارجي المستقل والمؤلف من طبقات عدة تحوي القاعات ومرابط الخيل والمستودعات وغرف الحرس وقد زود بثلاثة عشر برجاً منها الدائري والمربع والمستطيل، وأحيط بخندق دعم في الكثير من أقسامه الخارجية بالجدران المائلة وفيه عدة أبواب.. الباب الرئيسي للقلعة يقع في الجهة الشرقية كان في الماضي يدخل إليه بواسطة جسر متحرك، تعلو الباب الرئيسي كتابات عربية بين نقش لأسدين تشير إلى تجديده من قبل السلطان الظاهر بيبرس تتسع لألفي عسكري مع العدة والعتاد فيها كل مقومات البقاء من فرن وبيت المؤونة ومطبخ ومسجد هو كان نفسه كنيسة فيما سبق وسجن و23 بئر ماء وساحات وقاعات مدارس وقاعات المشفى و مهاجع لنوم الجنود وكلها معالم وضاحة وجيدة جداً من الناحية المعمارية
و بعد تحرير المنطقة و القلعة من تواجد الإرهابيين كانت العودة سريعة و شهدت الأعوام الماضية خطوات عمل كبيرة , ومؤخراً تمت المباشرة بمشروع ترميم قلعة الحصن العقد رقم 19 لعام 2019 حيث تعثر المشروع في البداية وفي شهر أيار الماضي بعد أن تم إعلان المناقصة وتقدم المتعهدون و لكن نتيجة تخفيض الميزانية تم إيقاف العمل و بعدها ونظراً لحساسية المشروع وحاجتها الشديدة لمشروع الترميم تم تأمين التمويل اللازم … حيث بدأت المديرية العامة للآثار و المتاحف بترميم بعض المواقع الأكثر حاجة في قلعة الحصن حسب أولويات إنشائية و سياحية تشمل عدة أماكن نتيجة لتضررها و خطورتها و تبلغ قيمة المشروع التقديرية 20 مليون ليرة و يتم العمل من خلال ورشات المديرية و القلعة ليتم الانتهاء خلال 240 يوماً ..
و أوضحت محرطم أن استمارة تقييم الأضرار بالمديرية العامة للآثار والمتاحف بالتنسيق و التعاون مع البعثة السورية الهنغارية المشتركة العاملة في القلعة و تمت المباشرة بالمشروع بمساعدة تقنية مقدمة من اليونيسكو بالتعاون مع جامعة بيترباز ماني الهنغارية في بودابست و نحن الآن في طور تنفيذ المرحلة الأولى لإعداد المخطط التوجيهي لقلعة الحصن
أما بالنسبة لمشروع الترميم يوجد استمارة تقييم الأضرار وتوجد أولويات للترميم
و أشار المهندس حازم حنا رئيس شعبة الهندسة في القلعة أن العمل يتم وفق الأولوية منها أولويات إنشائية للأماكن الخطرة و التي يمكن أن يتدهور وضعها الإنشائي بمرور الزمن , و أولويات سياحية وهي ترميم خط الزيارة الذي يسلكه السائحون أثناء زيارتهم للقلعة ..
و حاولنا أن يتم الترميم للحالات الإنشائية الحرجة و لاسيما الركيزة و القوس الملاصق لها الواقعان في الجهة الجنوبية لقاعة الفرسان حيث كان وضعها الإنشائي متدهور وتم تدعيمها في عام 2014 و نتيجة لعدم توفر الميزانية لايزال التدعيم الخشبي قائماً حتى الآن و لكنه لم يعد يؤدي وظيفته و أصبح من الضروري الترميم, مشيراً إلى أنه تم العمل لتأمين خط زيارة داخل القلعة و مريح للسواح, خاصة و أن ترميم درج القلعة الأساسي الموجود في الساحة الداخلية هو مشروع ضخم يحتاج إلى ميزانية ضخمة ليست متوفرة لدى المديرية العامة للآثار و المتاحف في الوقت الحالي و تم اقتراح ممر بديل يمكن أن يؤدي الخدمة ذاتها ريثما تتوفر الإمكانيات اللازمة, ونقوم حالياً بتأهيل الممر الاحتياطي والذي يمكن الاستعاضة به عن الدرج الرئيسي الواقع في الساحة الداخلية للقلعة,إضافة إلى أنه تم تخصيص جزء من ميزانية مشروع الترميم لترميم حمامات الزوار نظراً للأهمية .. و بدأ العمل بإزالة الحمامات القديمة الموجودة في برج الحرس الواقعة في بداية ممر الزيارة حالياً و يستمر العمل على التمديدات الصحية و الكهربائية ..

و أشار حنا أنه و في شهر تشرين الأول المنصرم و نتيجة أعمال البعثة السورية الهنغارية المشتركة تمت متابعة دارسة نظام التصريف المائي و هي عملية مهمة جداً لأن الأقنية معظمها مسدود و بالتالي فإن المياه تتغلغل بين الجدران و ستسبب مشكلة إنشائية خطيرة و تؤثر على القلعة,و أخذ الجانب الهنغاري على عاتقه تكاليف الدراسة وقدّم المزيل اللازم لمتابعة دراسة نظام التصريف المائي و تأهيله, وتم تنظيم قناة الصرف الرئيسية الموجودة في الجدار الغربي للحصن الداخلي وهي بعرض متر و بطول 24 متراً وارتفاع جدرانها يتراوح بين 10-12 أمتار وهي قناة كبيرة تصرف مياه القسم الغربي من القلعة الداخلية , و كانت مليئة بالأنقاض و الأتربة و لايزال العمل جارياً لتنظيف نظام التصريف المائي و لو بأجزاء حتى نصل لفتح جميع الأقنية بإشراف الجانب السوري و بتمويل من الجانب الهنغاري
و أشار حنا إلى أنه وبمساعدة تقنية من مهندسين متخصصين من المديرية العامة للآثار و المتاحف لتحديد العديد من النقاط المساحية و ربطها بالإحداثيات لرسم مخطط للقلعة حيث يأخذ كل جزء أو كل فراغ رقماً محدداً و تنظيم مخططات مع بعض إجراءات التصحيح لأماكن لم تكن ملحوظة , وربط إحداثيات القلعة مع الإحداثيات المستعملة في الجمهورية العربية السورية وبالتالي تنظيم مخطط متكامل للقلعة و أي نقطة فيها يمكن أخذ إحداثياتها باستعمال (توتال ستيشن) وتم لهذه الغاية استعمال أجهزة و كاميرات دقيقة تمت استعارتها من الجانب الهنغاري و الخبرات كلها متخصصة من الجانب السوري .. كما أنجزت الدراسة التاريخية و الأثرية و المعمارية لجميع أجزاء القلعة و ترقيم جميع الفراغات و الأبراج والساحات ليكون لهذه الأماكن تسمية موحدة عند جميع الباحثين ..
و أشار حنا إلى أن إحدى النقاط التي يتم العمل عليها حالياً هو دراسة مقاومة الأحجار في القلعلة لاسيما في الأماكن التي تضررت و دراسة مدى مقاومة هذه الأحجار لمعرفة إذا كان من الممكن إعادة استخدامها في إعادة الترميم أو يجب استبدالها بأحجار جديدة..
كما تم خلال موسم خريف البعثة المشتركة دراسة و توثيق اللقى الفخارية و المميزة و المعدنية التي تم العثور عليها في مواسم التنقيب منذ بداية عام 2017 وهي عبارة بعض النقود المعدنية التي تعود إلى الفترة الصليبية و المملوكية و العثمانية
حيث تم حفظ هذه اللقى في متحف آثار حمص بداية وعندما حضرت البعثة تمت إعادة اللقى للقلعة و إجراء عمليات توثيق و تنظيف و تجميع الكسر الفخارية التي حصلنا عليها و عددها كبير و لكن كل مجموعة من الفخار تمكنا من توثيق مكان إيجادها و المكان و العمق وتمكنا من تجميع أربع أدوات بنسبة 90%
وسيتم استكمال أعمال تجميع الفخار بمواسم لاحقة و بمشاركة خبرات سورية بحتة و هم يشكلون عماد البعثة السورية الهنغارية المشتركة حيث أن الخبرات كلها من الجانب السوري أما التمويل و الأجهزة الحديثة من الجانب الهنغاري..
كما تمت متابعة دراسة الفريسكات الموجودة في برج الكنيسة في قلعة الحصن وهي فريسكات أو رسومات جدارية أصلية تعود إلى القرن الثاني عشر بالإضافة لذلك تم البحث عن أي فريسكات موجودة بالقلعة و تم اكتشاف بعض أجزاء من رسومات في 3 أمكان في القلعة نعمل حالياً على توثيقها و الأهم هي تلك الموجودة في برج الكنيسة حيث تم عزلها في مواسم سابقة و تتم مراقبة الرطوبة بأجهزة متطورة و عندما تصل لحد معين نقوم بإجراء حقن لهذه الفريسكات ليتم تثبيتها بشكل جيد …

العروبة – هنادي سلامة

 

المزيد...
آخر الأخبار