نزلت على الطلاب والتلاميذ ظاهرة الدروس الخصوصية / مثل القضا المستعجل / حيث أضحت ظاهرة الدروس الخصوصية هاجسا يقض مضاجع الأهل لارتفاع أسعارها ومع ذلك فهم مضطرون .. حتى وصلت هذه الظاهرة التي تهدد المجتمع إلى صفوف المرحلة الدنيا من التعليم الأساسي وهذه نتيجة تقف خلفها مجموعة من الأسباب والمسببات أولها عدم اهتمام المدرس بعملية شرح الدرس وتدني مستوى دخل المعلم وكل عام تزداد هذه الظاهرة استفحالا والمؤسسات التربوية / عين من طين وأذن من عجين / فمنذ بداية العام الدراسي الحالي بدأت الدروس الخصوصية نشاطها وكثرت ملصقات المدرسين على واجهات المحال التجارية والصيدليات للفت الأنظار إليهم حتى غدت وكأنها إعلانات تجارية لا يهمها العملية التعليمية بشيء .
إن من أسباب تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية العدد الكبير في بعض صفوف المدارس والكم الذي يزداد تضخما سنة بعد سنة في مناهج التدريس والمعلم ملزم بإنجاز المنهاج في فترة زمنية محددة وتتسم بقصر أيامها عند طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية إذ يلجأ معظم الطلاب للإنقطاع عن الذهاب إلى المدرسة بحجة مراجعة المنهاج .. ونشير في هذه العجالة إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية بدأت تزداد وتنتشر في السنوات الأخيرة ولذلك فهي تحتاج لمزيد من الاهتمام والمتابعة لوقف زحفها عبر وضع الحلول المناسبة لها علما أن أغلب المواطنين سواء الأهل أم الطلبة يدركون أن سلبياتها أكثر من ايجابياتها .. ومن أهم سلبياتها تقليل وتهميش دور المدرس/ كمؤسسة تعليمية تربوية / فهي تصرف الطلاب عن الانتباه لشرح المعلمين وحينها تبدأ المشكلات الصعبة كما أنها تشجع الطلاب على الغياب.. إضافة إلى أنها تجعل من الطلاب اتكاليين وتهدر وقتهم وتحد من محاولاتهم على الفهم والاستيعاب ، هذا عدا التكلفة المادية التي تتكبدها الأسرة لتوفير أجور المعلمين الخصوصيين. ومن سلبياتها أيضاً أنها لا تحقق في الغالب الأهداف التي يسعى ولي الأمر أو الطالب لتحقيقها إذ أن نجاح الدروس الخصوصية في تحقيق الهدف المرجو منها يعتمد على عدة عوامل يأتي في طليعتها الكفاءة العلمية للمدرس وقدرته على اختيار أسلوب التعليم المناسب وقدرته على إيصال المعلومة والتعرف على أسلوب التعلم المناسب للطلاب ولاسيما الذين تهمهم العلامة في اختيار الكلية التي يأملون بها مستقبلا .
بسام عمران
المزيد...