اللاشمانيا في الريفين الشرقي والشمالي…. 371 إصابة والعلاج بالمجان في 15 مركزاً
حبة الضمير أو دمل الشرق أو حبة السنة أو حبة حلب أو اللاشمانيا أسماء عديدة لكن المرض واحد والمسبب واحد هي أنثى ذبابة الرمل إلا أن الشائعات في الآونة الأخيرة حجزت لها مكانا على مواقع التواصل الاجتماعي بتجريم القطط و الكلاب مما اضطر وزارة الصحة نفي هذه المعلومات معتبرة أنها خاطئة و غير علمية و خلال تواجدنا في مركز اللاشمانيا بحمص التقينا أحد المصابين حديثا من بلدة «سكرة» بريف حمص الشرقي الذي أخبرنا أنه شاهد على باطن يده اليمنى حبة صغيرة بدأت تكبر و تنتفخ يوما بعد يوم “و بما أن اللاشمانيا منتشرة في منطقتهم” فقد توجه مباشرة إلى أحد الأطباء في المنطقة الذي أخبره بضرورة مراجعة مركز اللاشمانيا دون تأخر للكشف عنها و تلقي العلاج حتى لا تحدث أية تشوهات في الجلد
… و هنا سألنا الدكتورة رانية الفحل رئيسة برنامج مكافحة اللاشمانيا بمديرية صحة حمص عن مدى صحة الشائعات و عدد الإصابات و أماكن انتشار اللاشمانيا بحمص و مراكز معالجتها فأوضحت أن اللاشمانيا لا علاقة لها بالقطط و لكن عموما هي مرض جلدي يصيب المناطق المكشوفة من جسم الإنسان في كافة الأعمار أو الجنسين و العامل المسبب هو طفيلي اللاشمانيا الذي ينتقل عن طريق حشرة ذبابة الرمل و تحديدا أنثى الذباب و هي حشرة صغيرة الحجم من 1-3 مم تشبه البرغشة و أصغر منها بكثير و هناك نوعان :”تروبيكا” و يكون الناقل فيها هو الذبابة بدون وسيط و “ميجر”و يكون الوسيط فيها القوارض ..لكن اللاشمانيا الحشوية تنتقل من لدغة أنثى ذبابة الرمل المخموجة بالمرض للكلاب و هي أحد خوازن اللاشمانيا الحشوية و تنقله الذبابة الحاملة للطفيلي من الكلب المصاب إلى الإنسان و ليس كما أشيع بأنه ينتقل من الكلاب و القطط إلى الإنسان مباشرة نتيجة عضة أو خدش و تضيف الدكتورة رانيا بأن اللاشمانيا تستوطن في ريف حمص الشرقي “بسبب انتشار القوارض” و مناطق من الريف الشمالي و لا يوجد وفيات باللاشمانيا الحشوية منذ سنوات طويلة لأنه يتم اكتشافها و علاجها مجانا بسبب متابعتها و هذا يعود لوعي الناس.
و بينت الدكتورة رانيا بأنه يوجد 15 مركزا في مدينة حمص و ريفها لمعالجة اللاشمانيا في”البريج- حسياء الصناعية- الفرقلس- المزرعة- الحمرات- تدمر- القريتين- صدد- جب الجراح- أم العمد- الإنشاءات- الأرمن- كرم الشامي- تلكلخ “إضافة لمركزنا الرئيسي و تقدم هذه المراكز العلاج المجاني عن طريق العلاج بالآزوت السائل و الحقن الموضعي و العضلي بالغلوكانتيم بالإضافة إلى التشخيص المخبري في بعض المراكز كما يقوم مركزنا أيضا بتقديم العلاج لحالات الملاريا للمرضى الوافدين من المناطق الموبوءة خارج القطر و قد بلغ عدد الإصابات الجديدة لمرض اللاشمانيا لعام 2018 حتى نهاية أيلول 371 مريضا و هو في تناقص عن العام الماضي حيث بلغ حتى أيلول 692 مريضا معزية ذلك إلى التوعية و التثقيف الصحي و العلاج المبكر للإصابات لكسر حلقة سراية المرض لأن عدم علاج الحبة يساهم في نقل العدوى للآخرين و يترك مكانها ندبة مشوهة لذلك على المريض مراجعة أقرب مركز صحي عند ظهور أية حبة استمرت لأكثر من 3 أسابيع دون شفاء و لتجنب العدوى يجب النوم تحت ناموسية ناعمة الثقوب و تركيب شبك ناعم على النوافذ لمنع دخول الحشرة الناقلة و الإصابة بالمرض و عدم السهر و النوم في العراء و استخدام المنفرات الحشرية كما أن إصحاح البيئة و المحافظة عليها نظيفة يساهم في منع انتشار كثير من الأمراض و في مقدمتها اللاشمانيا.
العروبة- بديع سليمان