يحتاج الطالب مع الكثير من الصعوبات التي يصادفها في حياته الاجتماعية والدراسية إلى متنفس يشعر من خلاله باستقلاليته في اختيار ما يحب ويرغب , وتشكل الهوايات هذا المتنفس وتكمن أهمية الهواية وفائدتها في قدرتها على أن تكون بمثابة مخفف للمشاكل أو صديق رائع رغم الضغوط اليومية، لأن ما تحتاجه من تركيز وما تنتجه من تأثيرات إيجابية يعطي إحساسا بالراحة رغم التعب والعناء.
فالهواية تبعث على الاسترخاء وتجديد النشاط وكسر الروتين الحياتي اليومي ، فلماذا لا يقوم البعض من الشباب بالاستفادة من الإمكانات والطاقات الموجودة لديهم , حتى لا يشعروا بأن حياتهم تمر بلا فائدة أو تحقيق أي إنجاز, أو من دون ممارسة حق الاستمتاع بها، وأصبح البعض يخاف من إبداء الإعجاب بما هو جميل في الحياة , وإظهار ما لديهم من مواهب وطاقات كامنة ..
استطلعنا آراء بعض الشباب حول أهمية وجود الهوايات لدى الشباب وما لها من انعكاس على حياته العملية والعلمية .. وكانت لهم الآراء التالية..
لا وقت لدينا
عامر «طالب جامعي» : يقول : الكثير من الشباب لا هوايات مميزة لديهم , ولا يستطيعون إيجاد الوقت للقيام بالأنشطة التي تبرز مواهبهم في مجال ما ؟ فهل يعقل أن يكون الشباب «عماد المستقبل» أناسا لا هوايات لديهم ؟ سواء رسم أو موسيقا أو قراءة الكتب ولا شأن للكثيرين من الشباب سوى الانشغال بالأمور السخيفة , فالقليل منهم يمارسون تلك الهوايات إلا أننا بالعموم لا نقوم بأي شيء مماثل لسبب بسيط وهو أن المجتمع علمنا بأن نخجل من ممارسة أي هواية، فالهوايات يعدها البعض مضيعة للوقت.. للأسف انقلبت عندنا موازين الأمور.
قتل الإبداع
فادي «طالب جامعي» يقول: نعم نخجل من أن تكون لدينا هواية، وللأسف الأغلبية لا تعلم معنى الهواية, لأن من لم يقرأ كتابا رغبة منه لن يستطيع تخيل كم هو جميل أن تغوص في أعماق الكلمات, ومن لم يعود نفسه على تذوق الموسيقا بمختلف أنواعها لن يدرك جمال الكلمات وروعة الألحان التي تأخذ الشخص إلى عالم آخر كما يراها المبدعون في هذا المجال وبكل هذا يقتل الإنسان روح الإبداع لديه .
طاقة كامنة
مجدولين «طالبة جامعية» قالت : إن الهواية هي ممارسة الإنسان نشاطا يحبه، ويجد نفسه فيه، في مجالات متعددة دون النظر إلى مردود مادي من ورائها، بالتالي هي أحد أركان الصحة النفسية، ولا يوجد إنسان يدَّعي أنه بلا هواية، فربما كان لا يدركها، وإن لم يكتشفها فعليه أن يبحث عنها, وأضاف: الهواية لها مجالات كثيرة ، منها الرياضية و الثقافية وهوايات أخرى تتم ممارستها بالمنزل، كما أن الجلوس مع الأصدقاء، والحديث والفضفضة مع الأهل يعد نوعاً من الهواية, وبرأيها أن الهواية بمثابة تفريغ للطاقة البدنية والجسمانية، والطاقة النفسية والترويح عن النفس.
الشعور بالرضى
مريم «طالبة جامعية» قالت : تكمن أهمية الهواية بالنسبة للشباب، خاصة في هذا الزمن المادي والسريع، في كونها تساعدنا على الشعور بالتوازن والاستقرار، وعلى الانسجام مع النفس كما أنها تمنحنا الشعور بالقوة، وتزيد من طاقتنا الذهنية والجسدية، وتدفعنا لممارسة عملنا بحماس وللأسف هناك الكثير من الشباب لا يشعرون بقيمة الهواية في حياتهم ويعتبرونها نوعاً من اللهو ومضيعة للوقت، ومن المعروف نفسياً وصحياً أن لكل هواية وقتاً ثابتاً، ولا بد من السعي لممارستها.
نظرة قاصرة
و توضح منال العلي ربة بيت قائلة: هناك زوجات يشاركن أزواجهن ممارسة وتطوير هواياتهم، بل إنهن يوفرن لهم المكان والجو الملائم، والأزواج هنا لا يختلفون عن الشباب في حبهم وتفاعلهم مع تلك الهوايات، إلا أن المشكلة هي ذلك الاصطدام مع زوجة لا تقدر، وتنظر للهواية نظرة قاصرة، ما دام ليس لها مردود مباشر على الأسرة، كالمردود المالي.
الاهتمام بالجانب النفسي والعاطفي
تقول سنا الأحمد «إرشاد نفسي «:حتى الجلسات النسائية لا تخلو من الحديث عن هوايات أنثوية كالطبخ والخياطة والتجميل، والذهاب إلى التسوق أو التحدث عبر الهاتف، و يكاد الهاتف الخليوي يشكّل هواية للشباب أيضاً، إضافة إلى الجلسات التي يجتمع فيها الشبان والمراهقون وكبار السن، التي تتحدّث عن كرة القدم وغيرها من الرياضات ، إضافة إلى الهوايات في ممارسة الألعاب الالكترونية .
وأضافت : حسب بعض الدراسات الاجتماعية فإنه و نظراً للفوائد العديدة الناجمة عن ممارسة الهوايات وتفجير الإبداعات, فالهواية مهمة للنمو النفسي والعاطفي لدى التلميذ أيضا, وقد يكون لها جانب ترفيهي وآخر توجيهي ,و دور في تنمية المهارات والهوايات والإبداعات, وعلى الأهل إبعاد الطالب عن الهوايات التي تجعله منطويا على نفسه، كتلك التي ترتبط بالتكنولوجيا حتى يستطيع إبراز ما لدية من طاقات وإبداعات .
وأشارت إلى أن الهوايات التي يمارسها التلاميذ والطلاب في المدارس لها أثر إيجابي جداً، لأنها توجه الطلاب وتنمي مواهبهم .
المزيد...