يا امرأةً تنجدلُ الغصات على قامة ضحكتها
تحملين نسغ الريف لتذرفي سغَبَ المدن…
تضحكين ..وتعبرين
يتحدّرُ من جرحكِ ضوءٌ..يعيدُ ترتيبَ الآفاق
حين تنوءُ الظلمةُ..والريحُ تسوطُ الليلَ..
تطيرين صوب اللّجةِ بزرقتكِ المُزنّرةِ بالحريق..مرآتكِ البحرُ..
تنثرين طلعكِ في أنفاس الغيمِ..
يرتسمُ صليباً من قرنفلٍ يتدلّى من عنق الوقتِ..
مطرٌ..تساكبَ منكِ..تحرر فيكِ..
تعوّدَ أن ينامَ على مفارز شعركِ..
في تعاريج اليدينِ..
على مساحتكِ الوبيلةِ..
مطرٌ ..تآلفَ والنداوةَ في حريقكِ..تعذّبَ فيكِ..عليكِ..
كيف يزودُ عن توقيته عينيكِ؟
أو قهراً تعتّقَ فيهما؟؟
فلا العناصرُ تزدري ناموسها..
ولا أنتِ تُقَرّعينَ النبض كي يرتاب في إيقاعهِ..
وأنتِ ضالعةٌ بسفر الخروج من الفصول..
مطرٌ..تعتّقَ في مآقيكِ الحزينةِ..
كيف لايمكنه التسكُّعُ في براريكِ الغامضة؟!
يا امرأةً تتحدُ مع المائيّ الأعلى..
ليس يُلامُ المطرُ المسكونُ ببرقكِ..
تطوّفُ دماءُ قرنفلةٍ حولكِ
..فترشدها عيناكِ إلى كعبةِ الأرجوان..
يسكبُ كرمٌ خمرتهُ..
وتدندنُ لهفةُ سُمّارٍ بمطالع قيثارتكِ..
ترتفعُ ياقوتةٌ من نزْف القلبِ..تتربّعُ فوق تاجكِ الشوكيّ..
تضحكين ..وتضحكين..
و… تعبرين..
غادة اليوسف