“كورونا” غيّر من عادات وسلوكيات المواطنين الاجتماعية

يواصل فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية “وباءً عالمياً” اجتياح مختلف دول العالم بلا هوادة، ويعيش الناس حالياً وحدة حال لم تشهدها الأجيال المعاصرة من قبل، وقد توحدت الجهود البشرية التي قلما حدثت بالتاريخ الإنساني لمواجهة المرض، وهي ظاهرة إنسانية تؤكد أن اهتمامات البشر متقاربة وحضاراتها الإنسانية متداخلة وثقافاتهم تعمل بنفس الاتجاه والوتيرة للدفاع عن حياة البشر، وأصبح جميع علماء الطب والأدوية والمختبرات في الشرق والغرب تعمل ليل نهار وتتسابق للتوصل إلى مضاد للفيروس. وفي سورية دفعت هذه الحالة المستجدة بالمواطن السوري إلى تغيير عاداته اليومية وسلوكياته والتعامل مع النمط الحياتي الجديد الذي فرض نفسه دون إذن محاولا التأقلم معه وخصوصاً أنه أدى إلى تغير سريع في نمط حياته الاجتماعية التي لم تغيرها ظروف استثنائية مرّ بها بلدنا طيلة تسع سنوات ماضية. لم تكن الكمامات في أي وقت ضمن اهتمامات السوريين، أمّا اليوم فهي الأساس لأنها توفر لهم الحماية حال خروجهم إلى الأماكن العامة وعندما اتخذت الحكومة السورية تدابير عدة لمواجهة تداعيات كورونا على مختلف أوجه الحياة لاسيما في الحركة والسفر والترفيه والمتاجر والمدارس والجامعات مما جعل المواطن يغير سلوكياته وعاداته الاجتماعية التي كان من الصعب تغييرها مهما كانت المبررات، وخلق سلوكيات وعادات تعمل على حمايته ووقايته من المرض، ومن ذلك إلغاء عادات السلام والمعانقة والمصافحة والاهتمام بالنظافة والتعقيم الصحي لكل الأشياء والتقليل من التنقل والابتعاد عن التجمعات في المستشفيات والأماكن العامة ولم تسلم الأعراس والأتراح من تأثير هذا الفيروس الذي حدّ من مظاهر الاحتفال والعزاء. أمّا الأعياد فقد اكتفى الأقارب والأصدقاء برسائل المجاملة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً ألغيت المؤتمرات والنشاطات الثقافية والسياحية والمهرجانات والفعاليات الفنية والرياضية. في الواقع هذا الوباء دفع الجميع إلى عدم زيارة الأهل والأصدقاء ، وأصبح الأمان بابتعاد الناس عن بعضهم والحفاظ على مسافة أمان في علاقاتهم البينية لمنع انتقال العدوى. إن تفشّي كورونا دفع العالم نحو المزيد من التواصل عبر شبكة الانترنت فاتحاً الباب أمام عصر الدبلوماسية الافتراضية. ويعرف السوريون بأن الهدوء يجب أن يكون سيد الموقف والنظر بإيجابية رغم صعوبة الأمر، وأن مصلحة المجتمع تعلو على الجميع، ويبقى الأمل بانتهاء هذا الوباء بأسرع ما يمكن والعودة إلى التقاليد والعادات المتعارف عليها والقادم أجمل. 

سلوى شبوع

المزيد...
آخر الأخبار