رغم أن امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي كانت تعتبر حدثاً هاماً ومفصلياً في حياة الطلاب وذويهم في كل عام ، إضافة لتحديد جيل بأكمله من الطلاب لمستقبلهم ومستقبل الوطن ، إلا أنها تأتي هذا العام في ظروف استثنائية مع انتشار جائحة كورونا وما فرضته من إجراءات وقائية أدت إلى تأجيل موعد الامتحانات والاكتفاء بدورة واحدة بدلاً من اثنتين كما جرت العادة في السنوات السابقة ، وهذا ما يحتم وجود استعدادات استثنائية وتحضيرات مميزة في هذا العام .
مدير التربية في حمص أحمد الإبراهيم أكد أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي ، من حيث تجهيز مراكز طباعة الأسئلة لشهادة التعليم الأساسي ، وتجهيز السيارات اللازمة لعمليات نقل الأسئلة للمراكز الامتحانية والعودة بالإجابات ، مشيراً إلى وجود معايير جديدة في هذا العام لانتقاء رؤساء المراكز وأمناء السر من حيث عدم معاقبتهم خلال الأعوام السابقة بأي مخالفة امتحانية ، وممن يتمتعون بالكفاءة والمعرفة والقدرة على العمل والتفاعل بشكل ايجابي ، كما تم توزيع المراقبين على المراكز ، و تحديد مواعيد لعقد الاجتماعات اللازمة مع رؤساء المراكز وأمناء السر لتبليغهم بالتعليمات الوزارية الناظمة للعملية الامتحانية .
ولفت الإبراهيم أن الامتحانات في هذا العام ستكون متميزة من خلال سلة من الآليات الجديدة التي تم تحديدها على مستوى الوزارة للارتقاء بالعملية الامتحانية وتطويرها بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بين التلاميذ والطلاب ، إضافة لضمان شروط التباعد المكاني بين الطلاب ، من خلال لجان سيكون عملها استقبال الطلاب والأشخاص الذين يحق لهم الدخول إلى المراكز ، وإجراء عمليات التعقيم اللازمة قبل كل امتحان إضافة لتعقيم أيدي الطلاب والتلاميذ وأدواتهم الامتحانية .
وبالنسبة للإجراءات الإضافية لهذا العام بين الإبراهيم : أنها تبدأ من انتقاء رؤساء المراكز الامتحانية وأمناء السر بدقة عالية وتتحمل اللجنة المكلفة بهذا الأمر مسؤولية أي خلل ، كما يتم التركيز في هذا العام على استخدام الباركود على الأوراق الامتحانية تجنباً لأية أخطاء ، وهذا ما يمنع استخدام الورقة الامتحانية من قبل طالب آخر وقد طبقت هذه التجربة في العام الماضي بشكل ضيق على امتحانات شهادة التعليم الثانوي الفرع الأدبي ، بينما ستطبق على كافة الشهادات في هذا العام .
وأصبحت الأوراق الامتحانية جاهزة ومختومة ومغلفة ، إضافة إلى الإجراء الذي تم العمل به منذ العام الماضي بحيث يتم إعادة كافة الأوراق الامتحانية الفائضة إلى دائرة الامتحانات بشكل فوري تفادياً لأي خلل بهذا الأمر ، وفي حال وجود أي خلل بعدد الأوراق تشكل لجنة وتقوم بالتحقيق لمحاسبة المقصرين ، وفي هذا العام ستكون قاعة المتابعة في الامتحانات متصلة بشكل دائم أثناء الامتحانات بالصوت والصورة مع قاعة المتابعة المركزية في الوزارة بما يحقق التواصل اللحظي بين المحافظات والمركز للحصول على أي معلومات أو تعليمات جديدة خلال العملية الامتحانية واتخاذ الإجراءات المناسبة بشكل فوري .
ولفت الإبراهيم إلى المكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد بزيادة التعويضات للامتحانات إلى 200 % وهذا ما يحفز الزملاء للالتحاق بالمراكز الامتحانية للمراقبة والتصحيح ، ولم يردنا في هذا العام إي اعتذار من أي زميل مكلف بهذه العمليات على عكس الأعوام السابقة ما يجعل عدد المراقبين والمصححين في هذا العام كاف .
مضيفاً : تم تحديد المراكز الامتحانية بناءً على أعداد الطلاب بحيث تتسع كل قاعة لحوالي 15 – 18 طالبا أو تلميذا وكل ذلك بحسب الإمكانيات المتاحة حيث مازال عدد كبير من المدارس خارج الخدمة نتيجة الحرب الإرهابية التي شنت على بلدنا سورية .
مشيراً أنه سيتم تسليم البطاقات الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي في المدارس اليوم حيث سيقوم كل مدير مدرسة بتسليم هذه البطاقات بما يحقق التباعد المكاني بين الطلاب وفيما يتعلق بالطلاب الأحرار فسيتم التوزيع اعتباراً من السادس من شهر حزيران ، وسيتم افتتاح عدد كاف من المدارس لتوزيع هذه البطاقات تجنباً لأي ازدحام من الطلاب والتلاميذ وسيتم الإعلان عن هذه المدارس على موقع المديرية وفي اللوحات الإعلانية لدائرة الامتحانات ، وستكون هذه المدارس قريبة من دائرة الامتحانات بهدف تلافي أي خطأ وسهولة المراجعة .
يذكر أن عدد الطلاب والتلاميذ المسجلين للامتحانات العامة دورة 2020 في المحافظة بلغ أكثر من 57 ألفا لجميع الشهادات و سيتم توزيعهم على 507 مراكز امتحانية .
الصورة من الأرشيف
العروبة – يحيى مدلج