في ذكراها الـ 48 .. إنجازات تعم أرجاء المحافظة في ظل الحركة التصحيحية المجيدة

المدينة الصناعية في حسياء.. دور هام في خلق بيئة استثمارية ملائمة

 الحركة التصحيحية كانت ولاتزال نهجا شعبيا ووطنيا وقوميا بدأت عنده تحولات تاريخية في مسيرة بناء سورية الحديثة كدولة عصرية ,حيث تمكنت من بناء نفسها ومراجعة مسارها وتطوير ذاتها وتحديث أساليبها، كما تطلعت إلى دور متميز في التنمية الشاملة والتطوير الاقتصادي والاجتماعي وتوفير مستلزمات الدفاع والأمن القومي في مواجهة التحديات,واليوم  تظهر إنجازاتها  في ترسيخ الوحدة الوطنية ولحمة الجيش العربي السوري مع الشعب في وجه العدوان بمختلف أشكاله والانتصار خير دليل على صحة النهج.‏
وقد أولت الحركة التصحيحية القطاع الصناعي كل الاهتمام نظرا لدوره في دعم الاقتصاد الوطني حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات الهادفة لدعمه والنهوض به ومنها إحداث المدن الصناعية لتأمين بيئة صناعية حاضنة .
 وبمناسبة الذكرى 48 للحركة التصحيحية المجيدة  نتحدث عن المدينة الصناعية في حسياء ودورها في جذب الاستثمارات ودعم اقتصادنا الوطني .
دور ريادي
أشار الدكتور المهندس بسام المنصور مدير عام المدينة الصناعية بحسياء إلى أن القطاع الصناعي في سورية هو أحد أبرز مكونات الاقتصاد السوري معتبراً أن المدن الصناعية هي الركيزة الأساسية للسياسة الصناعية حيث توجد المدن الصناعية في حسياء– الشيخ نجار – عدرا ، تعمل على تنفيذ استراتيجية الحكومة في تعزيز الاستثمار .
 وأضاف المنصور :إن المدينة الصناعية بحسياء تشكل إحدى مفاصل العمل المهمة في قطاع عمل المستثمرين , كونها تلعب دوراً ريادياً ومبادراً لتنمية الاقتصاد الوطني من خلال المساهمة في خلق بيئة استثمارية ملائمة تساهم في مساعدة القطاع الصناعي وتعزيز تنافسيته وصولاً به لمستويات متقدمة من خلال تشجيع قيام الصناعات والحرف الصناعية وإعداد الخطط والسياسات الصناعية وإيجاد برامج دعم وطنية لزيادة تنافسية القطاع الصناعي وتنميته وتطوره .
دعم الإنتاج المحلي
وعن الدور الذي قامت به المدينة الصناعية خلال سنوات الحرب  بين المنصور :أن الحرب التي شنت على سورية  أضافت مشاكل جديدة وصعوبات إلى الصناعة السورية حيث أدت إلى خروج عدد من المنشآت الصناعية العامة والخاصة عن الإنتاج خلال السنوات الأولى من عمر الحرب  إضافة إلى نزوح عدد من الصناعيين والعمال الفنيين إلى الخارج نتيجة للأعمال الإرهابية التي تعرض لها القطاع الصناعي في سورية ، وتوقف العديد من المنشآت متناهية الصغر التي كانت تزود المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة ببعض الخدمات الإنتاجية إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب الاستعماري والمقاطعة وخسارة حصة هامة من السوق المحلية لصالح الاستيراد ،إلا أن المدينة الصناعية بحسياء استطاعت أن تلعب دوراَ بارزاً في الحفاظ على استمرارية عمل المنشآت الصناعية بحسياء أثناء الحرب  من خلال تذليل الصعوبات التي تعترض عمل المنشآت وتأمين متطلبات الصناعة و دعم الإنتاج المحلي من خلال العمل مع أصحاب المنشآت في تأمين حاجتهم من المواد الأولية من منتجات المنشآت القائمة في سورية تماشياً مع توجيهات الحكومة  بضرورة دعم المنتج الوطني وتأمين عمالة أخرى مثل عمالة النساء في المنشآت ، لذلك كان للمدينة الصناعية بحسياء دوراً بارزاً بمساعدة أصحاب المنشآت المتعثرة والمتضررة من الحرب, وإعادة إقلاعها بالعمل تماشياً مع توجيهات الحكومة من خلال تأمين حوامل الطاقة والمياه اللازمة للصناعة والعمالة للمنشآت الصناعية و المواد الأولية اللازمة للصناعة, حيث قام الصناعيون بتأمين المواد الأولية اللازمة لصناعاتهم من الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية في محاربةالإرهاب، الأمر الذي كان من شأنه خلق حالة من التعافي في الصناعة التي بدأت تشهد تطوراً تدريجياً منذ العام 2013 من خلال عودة المنشآت للعمل بطاقة إنتاجية كبيرة ، مع دخول منشأت جديدة إلى سوق العمل وليبلغ حجم الاستثمار في المدينة الصناعية بحسياء حتى تاريخه قرابة( 187 )  مليار ل.س وفقاً للأسعار القديمة  ، وبواقع 898 مستثمرا،حيث بلغت المقاسم المباعة في المنطقة الغذائية 216 مقسما ، 392  في المنطقة الهندسية 194 في المنطقة الكيميائية و 58 مقسما في المنطقة النسيجية و20 في المنطقة الإدارية ، ولتبلغ المنشآت المنتجة 222 منشأة ، والمنشآت التي هي قيد الإنشاء676 منشأة ، وعدد العمالة حوالي 25 ألف عامل .
1,330مليار ليرة إيراداتها
وأشار المنصور إلى أن الإيرادات المحققة خلال العام 2018 وحتى تاريخ 1-10  بلغت مليار وثلاثمائة وثلاثون  مليون ليرة سورية فقط، في حين بلغ الانفاق على المشاريع المنفذة في المدينة الصناعية خلال العام 2018 وحتى تاريخ 1/10  مليار ومائتان وسبع وثلاثون مليون ليرة سورية فقط .
لم تتوقف عن العمل
كما بين المنصور إن المدينة الصناعية بحسياء لم تتعرض لأي أذى ولم تتوقف عن العمل طيلة فترة سنوات الحرب وذلك بفضل جهود أبطال الجيش العربي السوري الذين ضحوا بدمائهم الزكية في التصدي للعصابات الإرهابية المجرمة والحفاظ على أمن الوطن والمواطن .
أخيرا
اليوم يمكن تلمس منجزات الحركة التصحيحية المجيدة في أمور عظيمة وكثيرة, وأهمها الصمود الذي أذهل العالم في وجه عدوان قارب الثمان  سنوات, ومن أهم أركان هذا الصمود بطولات وتضحيات جيشنا العقائدي , وترسيخ الوحدة الوطنية التي تعد الحاضن الأساسي لجميع الإنجازات, ورسوخ هذه الوحدة وتجذرها وفر الأرضية الصلبة لاستمرار تطور سورية, ولتبقى عاملاً فاعلاً في مواجهة المخططات العدوانية الجديدة التي تستهدفها.

 

المزيد...
آخر الأخبار