كان الفن التشكيلي والحس الإنساني حاضرا في معرض الفنان التشكيلي المبدع يوسف محمد بمشاركة أطفال بعمر الورود جمعهم الفن وإصابتهم بمرض التوحد الذي أقيم في صالة اتّحاد الفنانين التشكيليين يوم الأحد 1 تشرين الثاني 2020.
عن المعرض قال الفنان يوسف محمد: من خلال عملي مع جمعية الربيع لرعاية الأطفال المصابين باضطراب مرض التوحد منذ أكثر من عام استطعت أن أبني علاقة قوية معهم من خلال التواصل المستمر واكتشفت لدى مجموعة منهم طاقات إبداعية وان كانوا يتفانون في درجة امتلاكها وذلك لاختلاف حالاتهم فمنهم تجاوب بسرعة ومنهم من احتاج لوقت طويل وهذا يعود لطبيعة طفل التوحد وبدأت اشرف عليهم و أوحي لهم بالموضوع واتركهم على سجيتهم للرسم بعفوية والتعبير عما يجول بداخلهم وكنت أتدخل دائما معهم في موضوع الفن فيما يتعلق بموضوع تلوين الخلفية، لانجاز لوحة كاملة وأضاف : إن المعرض يظهر بشكل جلي ما يمتلكه الطفل من مهارات وإمكانيات ..
و أشار إلى أن أعمار الأطفال المشاركين في المعرض تتراوح بين 7و12 عاماً شاركوا بـ 37 لوحة إلى جانب 15 لوحة من أعمالي في المعرض واستخدم الأطفال في لوحاتهم الألوان الخشبية والباستيل .
وعن تجربته الفنية ذكر انه خريج كلية الفنون الجميلة وله العديد من المعارض و أن لوحاته لا تنحصر بمدرسة فنية معينة وما يميزها أنها تعتمد أسلوب الإدهاش الذي يغوص في عالم الميتافيزيقا وتأخذ المرأة حيزا كبيرا فيها لأنها رمز الجمال في الكون وتعطي للوحة الفنية جمالاً ومعان عميقة .
ومن المشاركين بالمعرض الطفل زين عز الدين 10 سنوات استطاع رسم أشياء محسوسة وقدم عشرة رسومات حول مواضيع مختلفة عن الأسرة والمناظر الطبيعية وغيرها من الرسومات بطريقة بسيطة ومعبرة وجذابة .
أما الطفل محمد سعدية 10 سنوات فقد أثار دهشة الكثير ولفت أنظارهم لرسوماته المعبرة من رسم أشخاص بطريقة غريبة وانسيابه بالخيال وحسه الفني العالي .
الفنان إميل فرحة رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين قال : الجميل في هذا المعرض انه يجمع بين عمل فنان مبدع ومتميز بلوحاته مع رسومات أطفال التوحد وبدورنا نحن ندعم إقامة مثل هذه المعارض و نسعى لتقديم كل التسهيلات , وأشار فرحة إلى الدور الهام الذي تقوم به جمعية الربيع في الدعم والاهتمام بأطفال التوحد.
الدكتور محمود الشاعر مؤسس جمعية الربيع أشاد بالمعرض لتسليطه الضوء على هذه الشريحة من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية في مختلف النواحي مثنياً على جهود الفنان محمد في إظهار مواهب الأطفال وخبرته في التعامل معهم للوصول بهم إلى مستويات متقدمة مشيرا إلى أن جمعية الربيع تأسست في عام 2005 وتقدم للأطفال الخدمة التربوية وتعلم الاستقلالية والمهارات الحياتية وبرنامج بيكس والرياضة والرسم والموسيقا والكمبيوتر كما تهيئ الأطفال لدمجهم بالمدارس .
الفنان محمد طيب الحمام أبدى إعجابه الكبير بفكرة المعرض وبلوحاته مشيرا إلى تميز الفنان محمد بأعماله وأسلوبه، ومعرضه مع أطفال التوحد يعد إنجازا كبيرا .
الفنان رزق الله حلاق قال : يمتلك الفنان محمد أسلوبا متميزا ويطرح الموضوع بطريقة محبوكة اسميها دراما تشكيلية من ناحية اللون والأسلوب وفكرة الموضوع وأنا أرى أن عمل الفنان مع أطفال التوحد يعد جزءا من تجربته الفنية التشكيلية و استطاع من خلال معرضه أن يصل بهم إلى مراحل متقدمة لمستوى الأطفال العاديين وهذا الأمر يظهر خبرة الفنان الواسعة ومهارته في التعامل معهم وإحساسه الفني والإنساني العالي .
الفنانة ميساء العلي قالت : المعرض أتاح لجمهور حمص أن يرى نتاج فني متميز من ناحية نوعية اللوحات المعبرة عن مشاعر إنسانية وارى أن تجربة الفنان مع أطفال التوحد هي انتصار بحد ذاته واستطاع الفنان محمد من خلال تعامله مع الأطفال وعلاقاته القوية والحميمية وخبرته أن يخرج الجمال من داخلهم من خلال رسومات رائعة .
كليمة السوسو موجهة اختصاصية من زوار المعرض قالت : مواضيع اللوحات رائعة وملفتة للنظر لدرجة أنها تعطيك شعورا بأنها تنطق وطريقة الرسم رائعة وفيها دقة في التفاصيل وإتقان باستخدام الألوان وتجسيد للمشاعر الوجدانية .
غصون ادريس ولطيفة الحمد من زوار المعرض قالتا : هناك أفكار جميلة مطروحة في المعرض والملفت للنظر انه يجمع بين الفن والحس الإنساني الذي يتجسد من خلال المعرض ولوحاته الرائعة تحمل مضامين مختلفة تشد المشاهد وتجذبه .