الشعر الغنائي وقد يسمَّى بالشعر الوجداني ،وهو يعني ذلك التعبير عن العواطف الخالصة في مجالاتها المختلفة من فرح وحُزن وحب وكره، وما إلى ذلك من المشاعر الإنسانية،ويعد هذا اللون أقدم أشكال الشعر في الأدب العربي، فقد كان الشعراء القدامى يعبرون تعبيراً خالصًا عن هذه المشاعر الإنسانية وقد يكون هذا التعبير مصورًا لذات الشاعر ومشاعره.
في وقتنا الحاضر عاد الكثير من محبي الشعر إلى هذا النوع كونه الأقرب برأيهم على التعبير عما يشعرون به من مشاعر وقادة .. منهم الفنان نزار سطايحي صاحب عدة مواهب منها الشعر الغنائي .. هو من بلدة المشرفة بمحافظة حمص من عائلة فنية تعلم العزف على آلة العود منذ نعومة أظافره وتتلمذ على يد الأستاذ اسعد ليلى النوتة ..
عوالم ما وراء الطبيعة
عن أهمية هذا النوع من الشعر قال : يمتاز الشعر الغنائي كغيره من أنماط الشعر عند وصفه أي شيء أنه لا يقتصر على الجانب المادي وحده لأن عاطفته وطموحه يتجاوزان الإحساس بالواقع بل يسعى لبلوغ سر الأسباب ويصبح شعره نوعاً من ارتياد إلى عوالم ما وراء الطبيعة يرسم ملامحها وحدودها وساكنيها ويعيش في هذه العوالم في قصيدته التي دائماً ما تكون في حبيب أو أخ أو شخص غائب عن النظر فيعيش معه في القصيدة.
وأضاف : هذا اللون من الشعر استأثر بطاقة الشعر العربي، وفجر ينابيعها الفنية حين تحوّل إلى موضوعات وأغراض، كالغزل والوصف والحماسة والمديح والرثاء والهجاء والفخر والزهد والحكمة وقد ترك هذا التوجه للشعر الغنائي ميراثًا هائلاً يتدفق حيوية وجمالاً وهو ماعرف بديوان العرب.
وقال :بدأت موهبتي الشعرية منذ الصف السابع فكتبت النثر، وتعلمت على يد معلمي مصطفى السطايحي بحور الشعر وأوزانها، اكتب الشعر الغنائي ، والشعر المحكي الناقد ، لحنت وكتبت لمعظم الفنانين الشعبين والإذاعيين: نور سركيس و شادي رستم –عابد مرعي وغيرهم
أتقنت العزف على آلة الاورغ من بعدها ..عائلتي الفنية ,الوالد كان عازفا على آلة العود …أخي عازف العود وسيم سطايحي من الأوائل على مستوى حمص والساحل ، أعشق أغاني فريد الأطرش وأم كلثوم وأعزف ألحان أغانيهما بمتعة كبيرة ..
وعن صعوبات العمل قال : هنالك صعوبات كثيرة منها غياب الدعم المالي لتوزيع الأغاني لأنها مكلفة جدا
وأضاف : الحقوق ليست محفوظة ببلدنا بالنسبة للحماية من سرقة الأغاني علما أنه في دول عربية أخرى القضاء يجرم كل من يسرق أي أغنية لأي فنان ..
وعن سؤالنا إذا كان الشعر المحكي يلاقي صدى حاليا لدى جيل الشباب وماذا تختلف عن باقي أنواع الشعر قال : طبعا يلاقي صدى ومتابعة واهتماما والسبب وصوله للمتلقي بكل سهولة
ويختلف بعدم تقيده بالنواظم الشعرية يعني ليس مقيد يترك مدى للتعبير وإيصال الفكرة التي نود إيصالها للمتلقي.
تقلبات كثيرة
وأوضح سطايحي أن موضوعات الشعر الغنائي هي التعبير عن الذات الإنسانية و تقلباتها و أفراحها وأحزانها ولكن التطور الحضاري والفكري بدل فيها بعض التبديل؛ فلم يعد المدح يدور حول الشجاعة والعدل مثلاً أو يتغنَّى بالفضائل الخلقية، ولكنه توجه للتغني والتعبير عن وجدان الأمة وبطولاتها ومآثرها ، وهكذا ظلت موضوعات الشعر الغنائي باقية متجددة ولكن في تعبير أقرب إلى حياتنا المعاصرة وتحول الشعر الغنائي من عاطفته المشبوبة وغزله الصريح ووصفه لمحاسن المرأة إلى فكرة ورؤية ورمزٍ وأُنموذج، وبذلك اتسع مداه ليشمل ما يمر به الكون من تأمل واستبصار، وشوق وحنين، وألم وأمل، وفرح وحزن، وإن ظل الشعر الغنائي أو الوجداني هو سيد التعبير عن عواطف الشعراء غير منازع ..
أما في العصر الحديث فقد أصبح الكل يبحث عن التغير حتى طال هذا اللون من الشعر ومر بمراحل تغير طفيفة حتى أصبح على ما هو عليه من أنواع متعددة وألوان مختلفة ولكنه لم يفقد بريقه بين أنواع الشعر خاصة وباقي الفنون عامة بل استمر بصموده ورواده المتجددين مع كل عصر بالبقاء في قمة الهرم الشعري ..
بشرى عنقة